قوس النصر في باريس.. علامة النصر وحنين للإمبراطورية
مسيرة الرئيس الفرنسي الجديد خلال حفل تنصيبه من قصر الإليزيه إلى قوس النصر إحياء لذكرى الانتصارات وتذكير بدور فرنسا المطلوب في العالم
بعد أن يستعرض الرئيس الفرنسي الجديد، إيمانويل ماكرون، الحرس الجمهوري وإطلاق 21 طلقة للتحية خلال حفل تنصيبه، الأحد، سيخرج إلى قوس النصر لإعادة التذكير بانتصارات الإمبراطورية الفرنسية.
وهناك سيوقد الشعلة عند قبر الجندي المجهول.
ويرمز قوس النصر في باريس إلى الانتصارات الفرنسية خلال المائتي عام الماضيتين، وتمثل حنينًا لعصر الإمبراطورية وتذكيرًا بالدور الذي تود فرنسا أن تلعبه في العالم.
وقوس النصر بناء مؤلف من قوس أو أكثر منحنٍ أو مستقيم ليشكل ما يعرف ببوابة النصر. ويكون القوس مرفوعًا على عدة أعمدة، ويرمز في الغالب للنصر في الحروب.
يعود الشكل المقوس (المقبب) في العمارة إلى الحضارة المصرية القديمة؛ حيث وجود في أبنية المقابر وغيرها، وكذلك استخدم في عمارة العراق واليونان وسوريا.
واستخدمت مصر المسلات كنوع من أنواع إعلان النصر والإنجازات الكبرى، كما استخدم في ذلك صروح المعابد والتي كان ينحت عليها مناظر المعركة بين الجيش المصري وأعدائه، ومن أشهرها صروح واجهات معابد الأقصر (معركة قادش في عهد رمسيس الثاني) وهابو (معركة الدلتا البحرية في عهد رمسيس الثالث)، وكذلك على صرح معبد إدفو الذي يجسد الشكل التقليدي لحاكم مصر المنتصر.
وفي عهد الرومان استخدموا بناء بوابات مقوسة لها أعمدة للتعبير عن الانتصارات والأحداث الهامة في البلاد، وهي تشبه واجهة الصروح وبوابات دخول المعابد المصرية.
وتناقلت الطراز الروماني العديد من الأمم، وموجودة حاليا في فرنسا وألمانيا وإسبانيا والبرتغال وغيرها من بلاد في معظم القارات.
ويوجد في فرنسا عدة أقواس نصر، أشهرها قوس النصر في باريس الذي يقع على طريق الشانزليزيه، وهو مزدان بالأشجار، ويقع بميدان شارل ديجول، أو ميدان النجمة سابقا.
تم إنشاؤه في بداية القرن 19 في عهد نابليون بونابرت لتخليد انتصارات جيوش الإمبراطورية، وتم الانتهاء منه عام 1836 في عهد لوي فيليب.
وصمم القوس المهندس شالغران على هضبة شايو، بارتفاع نحو 50 مترًا وتحمل جدرانه 660 اسما من أسماء قادته العسكريين.
وأضاف الفرنسيون لهذا التصميم قبرًا للجندي المجهول، توقد عنده شعلة دائمة أسفل القوس تخليدًا لذكراه.