ترميم تاريخي لقبة آيا صوفيا بعد 1486 عاما من التحولات

تستعد تركيا لبدء مشروع ترميم وتدعيم ضخم لقبة "آيا صوفيا"، في خطوة تُعد من أضخم أعمال الصيانة التي خضع لها المعلم التاريخي، الذي يعود بناؤه إلى عام 537 ميلادية، أي قبل نحو 1486 عامًا.
وكانت "آيا صوفيا" قد شُيّدت كأكبر كاتدرائية في العالم خلال العهد البيزنطي، واستمرت على هذا الحال لمدة 900 عام، قبل أن تتحول إلى مسجد بعد فتح القسطنطينية عام 1453 على يد السلطان العثماني محمد الفاتح، وظلت كذلك قرابة خمسة قرون.
وفي عام 1934، تم تحويلها إلى متحف بموجب قرار من الجمهورية التركية الحديثة، قبل أن يُعيدها الرئيس رجب طيب أردوغان إلى مسجد عام 2020.
وأكدت أسنو بيلبان يالجين، مؤرخة الفن البيزنطي، أن عملية الترميم الحالية ستكون معقدة للغاية، مشيرة إلى أن هذا المشروع يفتح "صفحة جديدة ومهمة في تاريخ آيا صوفيا"، حيث تستمر أعمال ترميم أخرى في أجزاء تفرقة من المبنى منذ أكثر من عقد.
وأوضحت يالجين، في تصريحات لوكالة "رويترز"، أن آيا صوفيا "مبنى مليء بالمفاجآت"، حيث قد تواجه فرق الترميم تحديات لم تكن في الحسبان عند بدء التنفيذ، رغم إعداد الخطط المسبقة.
من جهته، قال أحمد جوليتش، الخبير في ترميم المباني الثقافية، إن الخطوة الأولى ستتمثل في تغطية القبة لحمايتها، قبل إزالة طبقة الرصاص التي تغطيها، من أجل تنفيذ مشروع التدعيم.
ويُركز مشروع الترميم على معالجة نقاط الضعف الهيكلية، التي تم رصدها من خلال عمليات محاكاة لاحتمالات التعرض لزلزال كبير، في ظل وقوع تركيا على خطوط صدع نشطة.
أما حسن فرات ديكاش، أستاذ الهندسة المعمارية بجامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية، فلفت إلى أن المشاكل الهيكلية الأعمق قد تنكشف فور إزالة الطبقة الرصاصية، وهو ما قد يُغير مسار بعض مراحل المشروع.
ورغم التحديات الفنية، يتوقع القائمون على المشروع أن تظل آيا صوفيا مفتوحة أمام الزوار والمصلين طوال فترة الترميم، ما يزيد من تعقيد المهمة.
ولم يُحدد الخبراء موعدًا نهائيًا لانتهاء المشروع، بسبب احتمالات تغير الأحوال الجوية أو الحاجة إلى تنفيذ أعمال إضافية غير مدرجة في الخطة الأساسية.