انتخابات تركيا.. 3 أسباب فتحت الباب لجولة ثانية "غير مسبوقة"
وسط منافسة حامية، تتجه تركيا إلى جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية بعد تقدم طفيف للرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان على منافسه كمال كليجدار أوغلو دون أن ينجح في تأمين ما يكفي من الأصوات لتأكيد فوزه في الجولة الأولى.
ووفق مراقبين فإن "تراجع الأوضاع المعيشية في تركيا وتدهور الأوضاع الاقتصادية" وكذلك "نجاح المعارضة لأول مرة في الاتفاق على مرشح واحد وتعزيز دعمه في العملية الانتخابية"، إضافة إلى أزمة الزلزال وتداعياتها كلها عوامل ساهمت في تراجع شعبية أردوغان.
وحتى الساعة 1.30 بتوقيت غرينتش، قال أحمد ينار رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا إن أردوغان يتقدم في انتخابات الرئاسة بحصوله على 49.49 بالمئة بعد فرز 91.93 بالمئة من الأصوات.
وأضاف أن كمال كليجدار أوغلو حصل على 44.49 بالمئة من الأصوات.
جولة إعادة غير مسبوقة
وحتى لو كان مرجحا أن تتغير هذه الأرقام، بالنسبة إلى المرشح الذي حلّ ثالثا في هذه الانتخابات سنان أوغان الذي حصل على نسبة 5% من الأصوات، فإن هذه النتائج تفتح الطريق أمام جولة ثانية في 28 أيار/مايو. وإذا كانت الحال كذلك، ستكون سابقة في تاريخ الجمهورية التركية الحديثة.
وقال أوغان "أمامنا 15 يوما صعبة في حال توجهنا إلى جولة ثانية" رافضا تحديد المرشح الذي سيدعمه.
وللفوز في الانتخابات الرئاسية، يجب أن يحصل أحد المرشحين الرئيسيين على أغلبية 50 % من الأصوات زائد واحد.
وأثناء انتظار النتائج النهائية، خاض الطرفان معركة أرقام وطلبوا من مراقبيهم البقاء في مراكز الفرز "حتى النهاية".
تضارب الأرقام
وكانت معركة أرقام بدأت مساء الأحد في تركيا بعد فرز جزئي لبطاقات الاقتراع.
أفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أن إردوغان تصدّر مساء الأحد نتائج الانتخابات الرئاسية بعد فرز أكثر من 40 في المئة من بطاقات الاقتراع.
وأضافت الوكالة أنه حتى الآن، حاز أردوغان الذي يتولى الحكم منذ عشرين عاما، 52,4 في المئة من الأصوات مقابل 43,8 في المئة لمرشح المعارضة كليجدار أوغلو.
وحصل المرشح الثالث في السباق سنان أوغان على حوالى 5 في المئة من الأصوات. إلا أن كليجدار أوغلو أعلن مساء الأحد أنه يتصدر النتائج متقدما على أردوغان.
وكتب على تويتر: "نحن في الصدارة"، رافضا الأرقام التي نشرتها وكالة أنباء الأناضول.
بدوره، طلب رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو الذي قد يعيّن نائبا للرئيس إذا فاز كلجدار أوغلو، من المواطنين عدم تصديق الأرقام التي نشرتها وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية، وقال "نحن لا نصدق (وكالة) الأناضول بتاتا".
وأظهرت أرقام محطة "خلق تي في" التلفزيونية المقربة من حزب الشعب الجمهوري مساء الأحد تقدما طفيفا لكليجدار أوغلو بنسبة 47,71% مقابل 46,5% لأردوغان.
من جهتها، أفادت وكالة "أنكا" الخاصة أن أردوغان حصل على 47,6 في المئة من الأصوات وكليجدار أوغلو على 46,6 في المئة من أكثر من نصف (52 %) البطاقات التي فرزت حتى وقتها.
قبل أن تعلن اللجنة العليا للانتخابات في تركيا أن أردوغان يتقدم في انتخابات الرئاسة بحصوله على 49.49 بالمئة بعد فرز 91.93 بالمئة من الأصوات وأن كمال كليجدار أوغلو حصل على 44.49 بالمئة من الأصوات.
نسبة إقبال قياسية
في إسطنبول، المدينة الكبرى التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة، قد تساعد نسبة 20% من الأصوات التي لم تفرز بعد كليجدار أوغلو على تقليص الفجوة.
وفي مدينة ديار بكر التي تسكنها أغلبية كردية في جنوب شرق البلاد، حصل كليجدار أوغلو على أكثر من 71% من الأصوات التي فرزت حتى الآن 80%، بحسب الأناضول.
ومنذ فتح صناديق الاقتراع عند الساعة 08,00 (05,00 ت غ) حتى الدقيقة الأخيرة 17,00 (14,00 ت غ)، ضاقت مكاتب الاقتراع بالناخبين الذين انتظروا أحيانا لساعات.
ولم تعلن بعد رسميا نسبة الإقبال، إلا أن وكالة الأنباء التركية قالت إنها بلغت 84.59%.
وبعد قرن على تأسيس الجمهورية، جرت الانتخابات في أجواء من الاستقطاب الشديد بين المرشحين الرئيسيين أردوغان (69 عاما) وكليجدار أوغلو (74 عاما) الذي يقود حزبا ديمقراطيا اجتماعيا وعلمانيا.
وأعرب الرئيس التركي المنتهية ولايته الأحد عن أمله في أن تكون نتيجة الانتخابات الرئاسية "جيدة لمستقبل البلاد"، بدون أن يصدر تكهنات بشأن فوزه.
من جهته، صرح كليجدار أوغلو بعدما أدلى بصوته في الانتخابات في أنقرة أن بلاده "اشتاقت للديمقراطية".
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين 64 مليون ناخب كان عليهم اختيار أعضاء برلمانهم أيضا في كل أنحاء هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 85 مليون نسمة ويشهد تقليديا إقبالا على التصويت يتمثل بنسب مشاركة تزيد على ثمانين في المئة.
ويقود كليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة ائتلافًا من ستة أحزاب متنوعة من اليمين القومي إلى يسار الوسط الليبرالي.
كما حصل على دعم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد ويعتبر القوة السياسية الثالثة في البلاد.
وخلال الانتخابات الرئاسية السابقة التي جرت في 2018، فاز اردوغان من الدورة الأولى بعد حصوله على أكثر من 52,5 في المئة من الأصوات. لذلك، سيشكل احتمال تنظيم دورة ثانية في 28 مايو/أيار انتكاسة له.
ووعد أردوغان باحترام حكم صناديق الاقتراع الذي يراقبه مئات الآلاف من مؤيدي الجانبين.
صدمة الزلزال
ويجري الاقتراع هذه المرة في بلد أنهكته أزمة اقتصادية مع انخفاض قيمة عملته بمقدار النصف تقريبا خلال عامين وتجاوز نسبة التضخم 85 بالمئة في الخريف.
وقادت صدمة زلزال السادس من فبراير/شباط الذي أدى إلى انهيار عشرات الآلاف من المباني وتسبب بمقتل خمسين ألف شخص على الأقل وبتشريد أكثر من ثلاثة ملايين آخرين، في تراجع شعبية الرئيس.
وكان أردوغان اعتمد على قوة قطاع البناء خصوصا، مشيرا إلى إنجازاته العظيمة التي أدت إلى تحديث تركيا، ليبرز نجاحه خلال العقد الأول من توليه السلطة، كرئيس للحكومة أولا. لكن الزلزال كشف فساد المقاولين والسلطات التي أصدرت تصاريح البناء في تحد لقواعد الوقاية من الزلازل.
من جهته، استخدم كليجدار أوغلو ورقة التهدئة، واعدا بإقامة دولة القانون واحترام المؤسسات، قائلا: إن "مشروعي الأكثر جنونًا هو إعادة الديمقراطية إلى هذا البلد وهذه العودة ستثير حماسة العالم بأسره"، بينما كان الرئيس يختتم حملته بالصلاة في آيا صوفيا الكنيسة السابقة التي تحولت مسجدا في إسطنبول.
aXA6IDMuMTM4LjEzNS4yMDEg جزيرة ام اند امز