دونالد ترامب.. الساكن الجديد للبيت الأبيض
الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يؤدي اليمين الدستورية بعد ساعات ليصبح رسميا الرئيس الـ45 للولايات المتحدة
يؤدي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اليمين الدستورية، اليوم الجمعة، ليصبح رسميا الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، في يوم تنصيب من المتوقع أن يشهد أجواء احتفالية أقل من سابقاته، إيذانا بحقبة جديدة في قيادة البلاد، ووجه جديد لأمريكا جديدة.
في 8 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016، انتخب الملياردير وقطب العقارات قطب ومقدم برامج تليفزيون الواقع الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، بعد أن ربح المرشح الجمهوري بهامش 2.86 ملايين صوت أقل من منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، وهو أكبر تفاوت تصويت شعبي في تاريخ الولايات المتحدة لمرشح أصبح رئيسا، أكبر بكثير من فجوة 544 ألف صوت بين جورج دبليو بوش وآل جور في عام 2000.
الرئيس الأمريكي الجديد صاحب تصفيفة الشعر الغريبة، هو الطفل الرابع بين 5 أبناء لوالديه فريدريك سي وماري ماكلويد ترامب، حيث كان يعمل والده فريدريك في البناء والتطوير العقاري وتخصص في بناء وإدارة الشقق المتوسطة الدخل في كوينز، ستاتن ايلاند وبروكلين.
ولد في حي كوينز بولاية نيويورك في 14 يونيو/حزيران 1946، والتحق بالكلية العسكرية عند بلوغه سن المراهقة، ثم ذهب إلى مدرسة "وارتون" للمحاسبة في بنسلفانيا، والتي كانت ولاية متأرجحة حسمها ترامب اليوم.
كان دونالد طفلا مفعما بالحيوية تتسم شخصيته بالحزم، ولذا أرسله والداه إلى الأكاديمية العسكرية نيويورك في سن الـ13، على أمل أن يساهم انضباط المدرسة في توجيه طاقته بطريقة إيجابية، حيث تقدم بشكل جيد في الأكاديمية، اجتماعيا وأكاديميا، وأصبح نجما رياضيا وزعيما طلابيا عندما تخرج في عام 1964.
ثم التحق بجامعة فوردهام، وبعد عامين انتقل إلى كلية وارتون المالية في جامعة ولاية بنسلفانيا ، وتخرج منها في عام 1968 وحصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد، وخلال السنوات التي قضاها في الكلية، حصل ترامب على تأجيل التجنيد قبل حرب فيتنام، وفي نهاية المطاف حصل على تأجيلا طبيا عام بعد تخرجه.
وفي عام 1971 شارك في مشاريع بناء مربحة كبيرة في مانهاتن، وفي عام 1980، افتتح فندق "جراند حياة"، الذي جعل منه المطور العقاري الأكثر شهرة في المدينة.
وحذا ترامب حذو والده في مجال التطوير العقاري، وعمل مع والده خلال فصل الصيف عندما كان طالبا، وبعد ذلك انضم إلى شركة والده بعد التخرج من الجامعة، وفي عام 1971، تولى ترامب إدارة الشركة، التي سميت لاحقا مؤسسة ترامب، حيث انتقل أيضا إلى مقر إقامته في مانهاتن، وبدأ في التواصل مع أصحاب النفوذ.
بدأ ترامب مسيرة إدارة الأعمال بالعمل في شركة والده المتخصصة في العقارات، حيث أظهر تميزا في مجال الأعمال تحت رعاية والده فريد ترامب، وخاض ترامب في عالم الأعمال بمفرده عام 1983، وشيد "برج ترامب" ذي الـ58 طابقا والذي مازال قائما حتى الآن في حي مانهاتن الشهير بنيويورك، ثم عكف على بناء أبراج أخرى ليغزو نيويورك باسمه.
وقطب العقارات محب للظهور الإعلامي والتلفزيون، حيث قدم برنامج تلفزيون واقع يسمى "ذي أبرنتيس" لمدة 12 عاما، وكانت كلمته الشهيرة آنذاك في الحلقات "أنت مطرود"، وهو تعبير تناقلته الأجيال كانت بدايته عند ترامب، في برنامجه الذي كان يجري خلاله اختبارات لمرشحين للعمل بشركاته العملاقة.
حياة ترامب المرفهة والغارقة في ملايين الدولارات، لم تخل من العراقيل، حيث كاد يعلن إفلاسه في 1990 خلال أزمة العقارات التي ضربت الولايات المتحدة، ما أدى لارتفاع ديونه لمليارات الدولارات.
فضلا عن فضائح النساء التي لاحقت دونالد ترامب على مدار الحملة الانتخابية الطويلة، فإنه رجل تزوج 3 سيدات على مدار 30 عاما، أنجب منهن 5 أبناء.
ففي 1977، تزوج ترامب من عارضة الأزياء التشيكية الأصل إيفانا زلينكوفا، وأنجب منها 3 أبناء، دونالد ترامب جونيور (38 عاما)، إيفانكا (35 عاما) وإيريك (32 عاما)، لكنه انفصل عنها في 1992.
وفي 1993، تزوج ترامب مجددا من الممثلة والمقدمة الأمريكية مارلا آن مابلس بعد عام واحد من طلاقه، وأنجب ترامب ابنته تيفاني (23 عاما)، لكنه انفصل عنها في 1999، ثم تزوج ترامب للمرة الثالثة والأخيرة من عارضة الأزياء ميلانيا كانوس في 2005، وأنجب منها ولد يدعى بارون ترامب.
ليس ذلك فحسب، ففي 2005 واجهت إمبراطورية ترامب كارثة جديدة كادت تطيح به حيث سجلت 3 كازينوهات امتلكها في مدينة أتلانتك سيتي خسائر فادحة، ما دفعه إلى بيعها، ليتفادى مرة أخرى لحظة انهيار وشيكة.
ودائما ما يتباهى ترامب بكونه الأفضل في مجال الأعمال وثروته الطائلة كذلك، رغم إفلاس العديد من شركاته على مر السنوات، وهو ما ركزت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عليه في الفضيحة التي نشرتها منذ أسابيع، حيث قالت إن ترامب استغل خسائر بقيمة 918 مليون دولار، ليتجنب دفع ضرائب لأكثر من 10 سنوات.
وفي 16 يونيو/حزيران 2015، أفصح ترامب رسميا عن تطلعاته لسكن البيت الأبيض، عندما أعلن ترشحه للرئاسة عن الحزب الجمهوري لانتخابات عام 2016 من داخل "برج ترامب" في مدينة نيويورك، وانضم إلى ميدان سباق مزدحم بأكثر من 12 مرشحا بارزا.
وخلال حملته الانتخابية أثار ترامب انقساما غير مسبوق في أمريكا، وتوترات في أنحاء العالم بمواقفه المثيرة للجدل تجاه عدد من القضايا مثل الهجرة والإسلام، وتصريحات اعتبرت مهينة وتسببت له في انتقادات لاذعة، تحدث فيها عن المكسيكيين والنساء وأبطال الحرب.
وبعد فوزه بأغلبية في الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية، أصبح ترامب المرشح الجمهوري الرسمي للرئاسة في 19 يوليو/تموز 2016، وفي 8 نوفمبر/تشرين الثاني من نفس العام انتخب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة عندما هزم غريمته كلينتون.
وعن الانتقادات الموجهة إلى قطب العقارات بسبب إفراطه في كتابة التغريدات على "تويتر"، تقول ابنته ايفانكا ترامب "بالتأكيد، أطلب منه في بعض الأحيان ألا يفعل ذلك"، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن "تويتر" أداة "مؤثرة جدا" تسمح له بتوصيل رسالته فورا.
وخلال حملته الانتخابية تعهد ترامب بوضع البلاد على مسار أكثر ميلا للانعزالية تأتي فيه الولايات المتحدة في المقام الأول ووعد بفرض جمارك نسبتها 35% على السلع التي تصدرها شركات أمريكية تمارس أنشطتها في الخارج إلى الولايات المتحدة.
وجاء تعبير ترامب عن رغبته في تحسين العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتهديدات بوقف التمويل لدول حلف شمال الأطلسي ليثيرا قلق حلفاء الولايات المتحدة من بريطانيا إلى دول البلطيق من تراجع الدعم الأمني التقليدي الذي توفره لها واشنطن.
وبالنسبة للشرق الأوسط، قال ترامب إنه يريد نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس وهو ما يهدد بإغضاب العرب، ولم يحدد بعد كيف يخطط لتنفيذ وعد قطعه خلال حملته الانتخابية بالقضاء على مقاتلي تنظيم "داعش"، وتعهداته بعد الفوز باحتواء إيران التي هدد فيها أكثر من مرة أنه سيتم إلغاؤها أو مراجعتها.