«عقيدة الزواحف» ورسائل السياسة.. ترامب يزور «تمساح ألكاتراز»

استنكار الأمريكيين يتزايد لسياسات الرئيس دونالد ترامب حول الهجرة، لكن في المقابل، يبدو أن القضية تُلهب حماس مؤيديه.
ويعتزم دونالد ترامب الانضمام، اليوم الثلاثاء، إلى حاكم ولاية فلوريدا الجمهوري رون ديسانتيس ووزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم في حفل افتتاح مركز احتجاز جديد للمهاجرين في إيفرجليدز الذي أطلقت عليه الإدارة اسم "تمساح ألكاتراز".
وتحمل الزيارة رسالة سياسية تهدف إلى تسليط الضوء على نهج ترامب المتشدد تجاه الهجرة وهدفه المتمثل في الترحيل الجماعي، وهي نفس الرسالة التي تكررها الإدارة في خطاباتها، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
«عقيدة الزواحف»
تحتفي الإدارة بالتماسيح المحلية كنوع جديد من قوات الأمن، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت "لا يوجد سوى طريق واحد للدخول... والمخرج الوحيد هو رحلة ذهاب فقط".
وجاء تصريحها في معرض استعراضها المنشأة للصحفيين حيث وصفت الزواحف المحلية بأنها ميزة لثني المعتقلين عن محاولة الهروب، وأضافت "إنها معزولة ومحاطة بالحياة البرية الخطرة وتضاريس قاسية".
ويرى المسؤولون أيضًا أن هذه الرسائل وسيلة لردع المهاجرين المحتملين عن دخول البلاد بشكل غير قانوني، وربما وسيلة لحث بعض الموجودين في البلاد دون تصريح قانوني على المغادرة.
وتكشف استطلاعات الرأي انقسام الأمريكيين حول الهجرة، حيث أظهر استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك في 26 يونيو/حزيران الماضي أن 57% من الناخبين المسجلين لا يوافقون على سياسات ترامب في هذا المجال، وهو ما يزيد عن نسبة 46% في يناير/كانون الثاني الماضي.
كما أظهر استطلاع رأي أجرته "يوغوف/الإيكونوميست" في أواخر الشهر المنقضي، أن 49% من الأمريكيين لا يوافقون على سياسات ترامب المتعلقة بالهجرة، مقارنة بـ45% وافقوا عليها.
والأخيرة نتائج مغايرة لاستطلاعات يوغوف السابقة التي أظهرت حتى أوائل أبريل/نيسان الماضي، تأييد غالبية الأمريكيين لسياسات الهجرة.
وفي الوقت نفسه، وجد استطلاع يوغوف الأخير أن 86% من ناخبي ترامب لعام 2024 يؤيدون سياساته المتعلقة بالهجرة، بما في ذلك 71% قالوا إنهم "يوافقون بشدة" على طريقة تعامله مع هذه القضية.
مخاوف حقوقية
يشكّل مركز الاحتجاز الجديد في فلوريدا نقطة اشتعال في نقاشات الهجرة حيث أثارت جماعات حقوق الهجرة مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان بشأن المرافق المؤقتة في مهبط الطائرات على حافة مستنقع "بيج سايبرس" في فلوريدا.
كما حذرت جماعات حماية البيئة من الضرر المحتمل الذي قد يلحق بالحياة البرية وعارضت قبيلة أمريكية أصلية محلية تطوير الموقع.
وكانت الإدارة الأمريكية قد انخرطت في الجدل، وعرضت ميمات ساخرة بطرق لافتة للنظر ونشر البيت الأبيض مقاطع فيديو على حسابه الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل كلمات أغنيات مثل "جليد، جليد، يا صغيري" و"مهلاً، مهلاً، وداعاً".
وقبل زيارة ترامب لفلوريدا، نشرت وزارة الأمن الداخلي صورة معدلة لتماسيح ترتدي قبعات إدارة الهجرة، كما انضم سياسيو فلوريدا إلى الحملة حيث يبيع الحزب الجمهوري في الولاية قمصانًا تحمل شعار "ألكاتراز التمساح".
وفي رسائل بريد إلكتروني لجمع التبرعات، يصف الحزب الموقع بأنه "سجن تحرسه التماسيح وتحرسه الثعابين، ويخصص للمهاجرين غير الشرعيين الذين ظنوا أنهم يستطيعون التلاعب بالنظام".
منطقة خطرة
من جانبه، أكد ديسانتيس والمدعي العام لفلوريدا جيمس أوثماير، اللذان أعلنا عن الخطة للجمهور لأول مرة في 19 يونيو/حزيران الماضي، على خطورة المنطقة بسبب الحياة البرية في إيفرجليدز.
وتعد هجمات التماسيح على البشر أمر غير معتاد، وذكرت لجنة الأسماك والحياة البرية في فلوريدا في تقرير حديث أن "احتمال إصابة أحد سكان فلوريدا بجروح خطيرة خلال حادث تمساح غير مبرر في فلوريدا يبلغ واحدًا فقط من بين 3.1 مليون".
وقالت إنه بين عامي 1948 و2022، وقع 453 حادث عض غير مبرر في فلوريدا، 26 منها كانت قاتلة.
وتحظى محمية بيج سايبرس الوطنية بتقدير سكانها لهدوئها، وقالت كوني راندولف إن هجمات التماسيح بالنسبة لهم ليست مصدر قلق.
وأضافت "الصورة التي يحاولون إيصالها غير واقعية,. إنها ببساطة سخيفة".
وقال تالبرت سايبرس، رئيس قبيلة ميكوسوكي، إن القبيلة تعارض مركز الاحتجاز وكتب على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي "بدلاً من أن تكون أراضي ميكوسوكي أرضًا قاحلة غير مأهولة بالتماسيح والثعابين، كما أشار البعض، فإن بيج سايبرس هي الموطن التقليدي للقبيلة".
وأشار إلى وجود 19 قرية تقليدية من ميكوسوكي وسيمينول بالقرب منها، وأضاف "لقد حمت هذه المناظر الطبيعية أهالي ميكوسوكي وسيمينول لأجيال".