3 أسباب لنهاية حلم ترامب بالتقارب مع بوتين
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ركز، خلال حملته الانتخابية، على ضرورة تحسين العلاقات مع روسيا التي وصلت إلى درجة كبيرة من التوتر.
ركز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال حملته الانتخابية، على ضرورة تحسين العلاقات مع روسيا التي وصلت إلى درجة كبيرة من التوتر مع سلفه باراك أوباما، إلا أن هذه الدعوات تتعثر اليوم وهي بعيدة من أن تتحول إلى واقع قريبا.
وكثيرا ما كان ترامب يعد بالتوصل إلى "اتفاق" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن القضايا العالقة مع البلدين، وفي الوقت نفسه يوجه السهام إلى علاقة الولايات المتحدة بالحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي. وبعد أكثر من شهر على وصوله إلى البيت الابيض لم يتحدد بعد أي موعد للقاء نظيره الروسي.
وقام نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، مع عدد من الوزراء، بجولة أوروبية قبل أيام في مسعى لطمأنة حلفاء الولايات المتحدة، والتأكيد لهم أن واشنطن لن تتخلى عنهم.
1- استقالة فلين وتعيين ماكماستر
وإذا كان ترامب لا يزال يرغب في تحسين العلاقة مع بوتين، فإن الفريق الحاكم بات أبعد من تحقيق هذه الرغبة مع استقالة مستشار الأمن القومي مايكل فلين صديق روسيا المعروف، واستبداله بالجنرال إتش آر ماكماستر الذي يعتبر موسكو الخطر الأساسي الذي يهدد المصالح الأمريكية والاستقرار العالمي.
وكانت آخر صفعة عندما استقال مايكل فلين بعد أن بحث مع السفير الروسي في واشنطن في العقوبات المفروضة على روسيا قبل تسلم ترامب مسؤولياته في البيت الأبيض.
كما يتوقع أن يثبت مجلس الشيوخ، الأسبوع المقبل، السناتور دان كوتس المعروف بانتقاده للدور الروسي، مديرا لجهاز الاستخبارات "دي إن آي" الذي يفترض فيه أن ينسق عمل 17 وكالة استخبارات أمريكية.
وقال بروس جونز، نائب رئيس مركز بروكينجز للتحليل المكلف الشؤون الدبلوماسية، لوكالة فرانس برس: "نشهد تحولا نحو مقاربة تركز على التهديد الذي تمثله روسيا بالنسبة لأوروبا والولايات المتحدة".
أما جاك سوليفان، مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس السابق جو بايدن فيرى، أن سياسة البيت الأبيض "لم تتنظم بعد"، إلا أن وصول الجنرال ماكماستر "يمكن أن يرجح كفة الميزان" لصالح المناهضين لروسيا.
2-فضائح التجسس
ومع أن ترامب يعرب منذ زمن عن إعجابه ببوتين وعدد آخر من المسؤولين الروس، فإن رغبته في تحسين العلاقات مع روسيا اصطدمت بعدد من الفضائح التي زادت من الشكوك إزاء الدور الروسي.
فقد أكدت وكالات الاستخبارات الأمريكية في تقرير لها تدخل موسكو في الحملة الانتخابية الرئاسية الأخيرة ضد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، كما تحوم شبهات حول علاقات بين مقربين من ترامب عملوا معه خلال الحملة الانتخابية وأجهزة الاستخبارات الروسية.
3-مخاوف أوروبا ومستقبل الناتو
تزامنت هذه التطورات مع سعي البيت الأبيض، خلال الأسبوعين الماضيين، إلى تهدئة مخاوف الحلفاء الأوروبيين من احتمال حصول تغيير في العلاقة بين ضفتي الأطلسي.
ذلك أن ترامب لم يتردد خلال حملته الانتخابية في وصف الحلف الأطلسي بأنه مؤسسة "قد عفا عليها الزمن".
إلا أن مايك بانس كرر خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ أمام المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل التزام الإدارة الأمريكية "الذي لا يتزعزع" بالعلاقة بين ضفتي الأطلسي.
وقال بنس في ميونيخ إن الولايات المتحدة "كانت وستبقى حليفتكم الكبيرة ولن نتزحزح في التزامنا أزاء الحلف الأطلسي".
كما اعتبر وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أن الحلف الاطلسي "يبقى ركيزة أساسية" بالنسبة إلى الولايات المتحدة.
ترامب ضد التيار
إلا أنه يبدو أن ترامب ومستشاره للشؤون الإستراتيجية ستيف بانون لم يتخليا عن مشروع تحسين العلاقة مع موسكو.
فقد لمّحا إلى استعدادهما لتخفيف بعض العقوبات المفروضة على روسيا مقابل تعاون موسكو بشأن مواضيع أخرى مثل مكافحة تنظيم داعش.
ويرى سوليفان أنه رغم دخول صقور معروفين بعدائهم لروسيا إلى فريق ترامب "ليس هناك حتى الآن إجماع داخل الإدارة" الأمريكية حول الموقف من موسكو، مضيفا أن "ترامب يبقى قادرا على الاتصال هاتفيا ببوتين لعقد اتفاقات معه".
aXA6IDE4LjExNy44LjE3NyA= جزيرة ام اند امز