ترامب يوجه تحذيرا للمركزي الأمريكي.. وG7 تستعد لأضرار كورونا
تحسنت معنويات المستثمرين بالأسواق العالمية بدعم توقعات خفض المركزي الأمريكي لأسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في وقت لاحق هذا الشهر
دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لأن يخفض أسعار الفائدة بشكل كبير، قائلا إن تكاليف الاقتراض المرتفعة لها تأثير صعب على المصدرين ويضع البلاد في وضع غير موات.
وكتب ترامب على "تويتر": "مجلس الاحتياطي الاتحادي يجعلنا ندفع أسعار فائدة أعلى مقارنة مع الكثير من الآخرين، في حين يتعين علينا أن ندفع أقل. أمر صعب على المصدرين لدينا ويضع الولايات المتحدة الأمريكية في وضع غير موات من ناحية التنافسية. يجب أن يحدث العكس".
ووجه ترامب مرارا انتقادات لجيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي في فترات سابقة مؤخرا وقال إن البنك يُبقي على أسعار الفائدة مرتفعة للغاية.
وتحسنت معنويات المستثمرين بالأسواق العالمية، في وقت سابق اليوم، بدعم توقعات خفض البنك المركزي الأمريكي لأسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في وقت لاحق هذا الشهر، بينما من المتوقع أن يخفض البنك المركزي الأوروبي الفائدة بواقع 10 نقاط أساس في اجتماعه في أبريل/نيسان المقبل.
- مجموعة الـ7 وبنوك مركزية
ويجري وزراء مالية مجموعة السبع ورؤساء البنوك المركزية فيها محادثات حول فيروس كورونا في وقت لاحق اليوم، مع تزايد القلق من أن الوباء يمكن أن يعرض صحة الاقتصاد العالمي للخطر.
وأكد وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشن ورئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول "إجراء مكالمة مع نظرائهما في مجموعة السبع" الثلاثاء، حسبما أعلنت وزارة الخزانة في بيان في وقت متأخر أمس الإثنين.
وتسعى الحكومات جاهدة لمواجهة الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 3100 شخص، بينهم ستة في الولايات المتحدة، فيما ارتفع عدد المصابين به إلى أكثر من 90 ألف شخص مع انتشاره في جميع أنحاء العالم، ما أثار مخاوف من زعزعة الوضع الاقتصادي على نطاق واسع.
حاول كبار المسؤولين الماليين في أوروبا أيضًا تهدئة المخاوف من حدوث تدهور اقتصادي نتيجة للوباء، كما فعل البنك المركزي في القارة.
وقالت كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي في بيان: "نحن على استعداد لاتخاذ تدابير مناسبة وموجهة، حسب الاقتضاء وتتناسب مع المخاطر الأساسية".
وعبر وزير الخزانة البريطاني ريشي سناك عن موقف مماثل في بيان صدر مساء أمس الإثنين، قائلاً: "نحن على استعداد جيد لمواجهة هذا التهديد العالمي، ومع اتضاح الصورة الاقتصادية الأوسع، نحن على استعداد للإعلان عن المزيد من الدعم عند الحاجة".
وكان باول قد أصدر يوم الجمعة بيانًا تعهد فيه بأن "الاحتياطي الفيدرالي سوف يستخدم أدواته ويتصرف حسب الاقتضاء لدعم الاقتصاد".
ومن المقرر أن يجري وزراء مالية منطقة اليورو مكالمة هاتفية غدا الأربعاء. وقال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير: "سيكون هناك عمل منسق".
وأنعش إعلان الولايات المتحدة بورصة وول ستريت، التي تحسنت أمس الإثنين بعد أسوأ أسبوع منذ عام 2008 انخفضت فيه مؤشراتها 12.4%. وسجل مؤشر داو جونز الصناعي أمس الإثنين ارتفاعاً بنسبة 5.0%.
وانتقلت عدوى المكاسب إلى آسيا في معظمها، إذ خفض البنك المركزي الأسترالي أسعار الفائدة إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 0.5% وسط مخاوف من أن يؤدي تفشي فيروس كورونا إلى دفع البلاد إلى الركود.
ومع ذلك، فقدت أسهم طوكيو مكاسبها المبكرة وأغلقت على انخفاض الثلاثاء، في ظل تشكيك المستثمرين بنتائج اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع، حسبما قال محللون في السوق.
وقفزت الأسواق الرئيسية في أوروبا بنسبة 1.5% في بداية التداول الثلاثاء.
- خطر التباطؤ
مع انخفاض أسعار الفائدة في أجزاء كثيرة من العالم، ليس لدى بعض البنوك المركزية مجال كبير لخفض أسعار الفائدة لدعم النشاط الاقتصادي.
وقال فرانسوا فيليروي دي غالو رئيس بنك فرنسا أمس الإثنين إنه يتعين على الحكومات أكثر مما يتعين على البنوك المركزية اتخاذ إجراءات في الوقت الحالي، لكنه قال إن مؤسسته تقف على أهبة استعداد.
وتابع: "إذا كنا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد ونعتقد أنه سيكون فعالا، يمكننا أن نفعل ذلك، لكننا لم نصل إلى هذا بعد".
وقال مصدر بالبنك المركزي الأوروبي الثلاثاء إن محافظي البنك سيناقشون استجابات السياسة النقدية المحتملة لوباء "كوفيد-19" في اجتماع روتيني مقرر عقده الأسبوع المقبل.
ويشكك الاقتصاديون الأمريكيون أيضًا فيما إذا كان تخفيض سعر الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيكون فعالًا في وجه الاضطراب الاقتصادي الناجم عن الوباء.
وفيما بدأ الوباء للتو يبطئ عمل المصانع أو يؤدي إلى إفراغ رفوف المتاجر خارج الصين، غير أنه أصاب بالفعل قطاعي النقل والسياحة فقلصت الشركات برامج السفر وألغيت كذلك فعاليات.
وأغلق متحف اللوفر الفرنسي الشهير الذي يحظى بأعلى إقبال لزيارته في العالم خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث رفض الموظفون العمل خشية التعرض للفيروس، بينما ألغت الولايات المتحدة الإثنين قمة قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا المقرر عقدها في لاس فيجاس في أبريل/نيسان المقبل.
وأقر باول في بيانه يوم الجمعة بأن الوباء يشكل خطرا على النمو. وأظهر مسح مرتقب للصناعة الأمريكية أمس الإثنين أن قطاع الصناعات التحويلية تباطأ بشكل حاد في فبراير/شباط الماضي بسبب الفيروس، بعد أن بدأت تظهر عليه علامات التعافي من جراء تأثير الحرب التجارية الأمريكية مع الصين.
وخفضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أمس الإثنين توقعاتها للناتج المحلي الإجمالي العالمي بمقدار نصف نقطة مئوية إلى 2.4%، وهو أدنى معدل منذ الأزمة المالية في 2008-2009. وقالت إن الاقتصاد العالمي يواجه خطر الانكماش التام في الربع الأول.
وأصدر صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بيانًا مشتركًا أمس الإثنين تعهدا فيه بمساعدة البلدان على التعامل مع تداعيات الوباء.
وقالت مؤسستا الإقراض: "سوف نستخدم أدواتنا المتاحة إلى أقصى حد ممكن، بما في ذلك التمويل الطارئ، وتقديم المشورة بشأن السياسات والمساعدة الفنية".
aXA6IDMuMTQyLjE5OC41MSA= جزيرة ام اند امز