ترامب يظهر في أوبرا صينية.. عرض يجمع زيلينسكي والفضائيين وماو تسي تونغ

ارتدى البدلة الزرقاء وربطة العنق الحمراء، لم يكن رئيساً في مؤتمر انتخابي، بل شخصية ساخرة في عرض أوبرا كانتونية بعنوان "ترامب، الرئيس التوأم"، حيث يخوض مواجهة هزلية مع نظيره الأوكراني زيلينسكي وسط تصفيق جمهور هونغ كونغ الضاحك.
العرض، الذي أُقيم في مركز شيك للفنون التقليدية في هونغ كونغ مساء الجمعة 6 حزيران/يونيو، أعاد تقديم دونالد ترامب كبطل هزلي في عمل يجمع السياسة بالتقاليد الفنية الصينية، من خلال قالب أوبرا شعبية تعود أصولها إلى خمسة قرون مضت.
المشهد الافتتاحي يبدأ بحلم تراود ابنة ترامب، إيفانكا، يظهر فيه أن لوالدها شقيقًا توأمًا يعيش في الصين يُدعى "تشوان بو"، وهو الاسم المنطوق بالصينية لترامب. وعندما يتعرض ترامب للاختطاف من قِبل مخلوقات فضائية قادمة من المريخ، تستنجد إيفانكا بالشقيق التوأم ليحلّ مكان والدها وسط حرب تجارية محتدمة مع بكين.
العرض الذي كتبه ملحن الأوبرا والخبير في علم "الفنغ شوي" إدوارد لي كوي-مينغ، تضمّن محطات بارزة من حياة ترامب السياسية، مثل محاولة اغتياله في بنسلفانيا صيف العام الماضي، وسجاله المستمر مع جامعة هارفارد، بالإضافة إلى إشارات إلى علاقته المتوترة مع الملياردير إيلون ماسك.
وإلى جانب ترامب وزيلينسكي، تظهر شخصيات رمزية أخرى مثل لينكولن، نيكسون، ماو تسي تونغ، وكيم جونغ أون، في حبكة زاخرة بالتلميحات الساخرة والمفارقات السياسية.
قال إدوارد لي كوي-مينغ في تصريح لـ سي إن إن ، إن هدفه هو تجديد روح الأوبرا الكانتونية لتجذب جمهورًا شابًا، موضحًا: "أردت استخدام شخصية معاصرة ذات تأثير عالمي، ووضعها في قالب تقليدي، فتنشأ المفارقة ويولد التفاعل".
أما الممثل المخضرم لونغ كون-تين، الذي جسّد ترامب، فاعتمد على الشعر الأشقر المستعار، وحركات الوجه المبالغ بها، بدلًا من المكياج التقليدي، وقال بابتسامة: "كل مرة أؤدي الدور، أشعر أنني ترامب فعلاً".
الحضور، وبينهم كثير من الشباب، لم يتوقفوا عن الضحك والتصفيق. الشابة آديفا زينغ، 16 عامًا، قالت إنها انجذبت إلى العرض لأنه "يمزج بين الثقافة الصينية وأحداث عالمية مثل أوكرانيا والولايات المتحدة، بطريقة طريفة".
ورغم حساسية بعض المواضيع، حرص لي على تقديم العمل بنَفَس فكاهي لا يستفز أحدًا، مؤكدًا: "لا أريد تحريك السياسة، بل أبدأ من مكان بسيط: المحبة والسلام".
ويأمل لي أن يرى العرض يومًا ما على مسارح برودواي، لكنه أشار إلى أن التمويل والتنسيق لا يزالان عائقين. ورأى أن ترامب وزيلينسكي قد يعجبان بالعرض، إذ لكل منهما خلفية في عالم الترفيه، من "ذا أبرنتِس" إلى "خادم الشعب". واختتم قائلاً: "المسرح هو الحياة.. والسياسة أيضًا".