"حظر ترامب".. منع تركي وتحذير يمني ورد أمريكي
استثناء حاملي البطاقة الخضراء ومورجيني: القرار ضد الإنسانية
سفارة اليمن في واشنطن حذرت اليمنيين المتواجدين في الولايات المتحدة من مغادرة أراضيها بعد قرار ترامب
قال مسؤولون بمطار أتاتورك بمدينة إسطنبول التركية إن عشرات الأشخاص مُنعوا من التوجه إلى الولايات المتحدة من المطار، الأحد، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا بفرض حظر على دخول اللاجئين والمواطنين من 7 دول أغلب سكانها من المسلمين.
وعلى الرغم من أن تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي ليست ضمن الدول السبع التي شملها قرار ترامب وهي سوريا وإيران والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن فإن مطار أتاتورك يعد مركزا إقليميا رئيسيا يستخدمه عادة المسافرين من الشرق الأوسط المتوجهين إلى أوروبا أو الولايات المتحدة.
وقال مسؤولون في مطار أتاتورك وهو ثالث أكثر مطارات أوروبا ازدحاما إنهم منعوا "عشرات" الأشخاص من السفر بسبب الحظر.
وقال مسؤول إن العدد كان أقل من 80 شخصا ولكنه امتنع عن إعطاء تفاصيل أخرى.
وقال نايل زين، مواطن سوري يبلغ من العمر 32 عاما، إنه وصل إلى المطار متوقعا التوجه إلى لوس أنجلوس ولكن المسؤولين منعوه من ركوب الطائرة وقالوا له إن تأشيرته ألغيت.
وقال زين "زوجتي وابني في الولايات المتحدة، ابني أمريكي الجنسية، وكنا ننتظر هذه اللحظة منذ سنتين، وأخيرا بعد أن حصلت على الفرصة منعوني من السفر على أساس أنني أحمل جواز سفر سوريا"، لافتاً إلى أن " السلطات اقتادته خارج صالة المغادرة".
وفى العراق انتظر فؤاد سليمان وأسرته عامين للحصول على تأشيرة للاستقرار في الولايات المتحدة فباعت الأسرة بيتها وترك أفرادها أشغالهم ومدارسهم في العراق قبل أن يبدأوا، السبت، رحلتهم لبدء حياة جديدة اعتبروها مكافأة لهم على العمل لحساب مؤسسات أمريكية.
لكن سليمان وزوجته وأولادهم الثلاثة منعوا من ركوب الطائرة التي ستنقلهم من مطار القاهرة إلى نيويورك. فقد أصبحوا فجأة ضحايا للحظر الجديد الذي فرضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على سفر مواطني سبع دول غالبية سكانها من المسلمين إلى الولايات المتحدة.
وصودرت جوازات سفر الأسرة المذهولة واحتجز أفرادها في مطار القاهرة أثناء الليل وأجبروا على ركوب طائرة عائدة إلى مدينة أربيل في شمال العراق صباح يوم الأحد.
وقال سليمان: "عوملنا وكأننا تجار مخدرات ورافقنا ضباط الترحيل"، مضيفاً: "أشعر بأنني أخطأت في حق زوجتي وأولادي. أشعر وكأنني السبب فيما أصابهم من فزع."
من جهتها حذرت سفارة اليمن في واشنطن، الأحد، اليمنيين المتواجدين في الولايات المتحدة من مغادرة أراضيها بعد قرار ترامب.
وقال بيان للسفارة موجها لليمنيين المتواجدين في أمريكا "تابعتم للأسف قرار إيقاف السفر إلى أمريكا لمواطني سبع دول من بينها اليمن مع إيقاف جميع التأشيرات السياحية والعلاجية باستثناء التأشيرات الدبلوماسية".
وأضاف البيان: "على إثر ذلك ننصح بعدم السفر خارج أمريكا للمتواجدين فيها حتى يتم استيضاح التفاصيل". وأكد البيان أهمية التواصل مع الشؤون القنصلية بالسفارة في حال وجود أي حالات عالقة في المطارات الأمريكية".
وقال مسؤول في الحكومة اليمنية المعترف بها يوم السبت إن اليمن "فزع" من قرار فرض حظر مؤقت على دخول اليمنيين الولايات المتحدة قائلا إن اليمن نفسه ضحية للهجمات.
واليمن أحد 7 دول تقطنها أغلبية مسلمة شملها قرار ترامب بفرض حظر على سفر مواطنيها للولايات المتحدة لمدة 90 يوما في الوقت الذي تدرس فيه إدارته طرقا جديدة لمنع المتشددين المحتملين من محاولة دخول الولايات المتحدة.
على صعيد متصل أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، الأحد، أن كلا من المهاجرين يستحق "الاحترام" مهما كانت "ديانته.
وكتبت موجيريني تحت عنوان "من خلال عيون الأطفال السوريين" أن "الجميع يستحقون الاحترام بمعزل عن الديانة والجنس والجنسية".
وأضافت في نص على مدونتها نشر بالإنجليزية والايطالية "الغريب حقا أن علينا تكرار هذا الأمر بعد بضعة أيام فقط من إحياء ذكرى ضحايا المحرقة النازية في 27 يناير".
وتابعت موجيريني: "نحن الأوروبيين تعلمنا من تاريخنا الكبير والمأسوي أن جميع الأفراد هم أولا وقبل كل شيء أناس لهم حقوق راسخة".
وأكدت أن الأوروبيين "سيواصلون دعم من يفرون من الحرب واستقبالهم والاهتمام بهم" لأن "قلوبنا وضمائرنا تدرك أن هذا هو الخيار السليم".
وتابعت "إنها وسيلة لنبقى أوفياء لإنسانيتنا المشتركة وفي الوقت نفسه لمصالحنا"، مذكرة بأن الاتحاد الأوروبي كان "أول مانح إنساني لسوريا".
وأثار قرار ترامب استياء في العالم الإسلامي وانتقادات بلدان عدة بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا.
في المقابل دافع البيت الأبيض عن تطبيقه لقرار الرئيس دونالد ترامب التنفيذي، وقال إن أكثر من 20 مسافرا فحسب لا يزالون محتجزين.
وقال رينس بريباس، كبير موظفي البيت الأبيض: "لم يكن الأمر فوضويا"، مضيفاً أن 325 ألف مسافر دخلوا الولايات المتحدة أمس السبت ولم يحتجز منهم سوى 109 مسافرين.
وأضاف "أغلب هؤلاء الأشخاص أعيدوا، لدينا نحو 24 شخصا لا يزالون محتجزين وأتوقع طالما أنهم ليسوا أناسا سيئين فإنهم سيعبرون قبل مرور نصف يوم آخر."
وقال إن الحظر لا ينطبق على حاملي البطاقة الخضراء التي تخولهم الإقامة الدائمة على الأراضي الأمريكية.
وأضاف راينس بريبوس في تصريحاته لشبكة " إن بي سي" أن أي شخص يسافر بشكل متكرر من الدول المستهدفة، ومن بينهم المواطنون الأمريكيون، سيخضعون لمزيد من التدقيق.
وجاءت تصريحاته ردا على سؤال حول تقارير أفادت أن الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب الجمعة يؤثر على حاملي البطاقة الخضراء خلافا لتوصيات وزارة الأمن القومي.
والبطاقة الخضراء وثيقة تصدرها وزارة الأمن القومي تسمح للأشخاص المولودين خارج الولايات المتحدة بالإقامة والعمل على الأراضي الأميركية، وهي تثبت أن حاملها مقيم بشكل دائم في البلاد وغالبا ما تكون مرحلة تمهد للحصول على الجنسية.
وأضاف بريبوس "نحن لم نعد هيكلة وزارة الأمن القومي، وبالنسبة لحاملي البطاقة الخضراء فإن القرار لا يؤثر فيهم".
وبشأن تأثير قرار ترامب على المواطنين الأمريكيين، قال " أعتقد أنك إذا كنت مواطنا أمريكيا تكرر زيارة ليبيا، فمن المرجح أن تخضع لمزيد من التحقيق عند وصولك إلى المطار".
وألمح بريبوس إلى أن الحظر الحالي يمكن أن يتوسع ليشمل دولا أخرى.
وأورد "قد نحتاج إلى إضافة دول أخرى إلى الأمر التنفيذي في المستقبل، ولكن لكي نتمكن من فعل ذلك بشكل سريع.. بدأنا بهذه الدول السبع".
من جانبه قال السيناتور الجمهوري مينش مكونيل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي إن الولايات المتحدة بحاجة "لأن تكون حذرة" وهي تطبق قرار ترامب التنفيذي.