«سيكون عظيما للصين ولنا».. ترامب معلقا على اتفاق مرتقب مع بكين
بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولته الآسيوية في ماليزيا الأحد بحملة توقيعات، مكافئا الجارتين المتخاصمتين كمبوديا وتايلاند باتفاقين تجاريين بعد مشاركته في التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بينهما.
وأكد ترامب ثقته بالتوصل إلى اتفاق "عظيم" مع الرئيس الصيني شي جين بينغ عندما يلتقيه في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وأبدى ترامب ثقة كبيرة قبل أيام من اجتماعه مع شي في كوريا الجنوبية بهدف التوصل إلى اتفاق لإنهاء التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقال الرئيس الأمريكي للصحافيين في كوالالمبور "أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق"، بعدما اختتم وزير الخزانة سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ يومين من الاجتماعات.
وأضاف "سيكون عظيما للصين، وعظيما لنا".
وأكد بيسنت أن المحادثات التي تسعى للتوصل إلى اتفاق لتجنب فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، "تمهد للقاء الرئيسين في إطار إيجابي جدا".
بدورها، أكدت الصين أنها توصلت إلى "توافق أولي" مع الولايات المتحدة لتسوية خلافاتهما التجارية.
وقال ممثل الصين للتجارة الدولية نائب وزير التجارة لي شينغانغ للصحافيين إن "الصين والولايات المتحدة بحثتا بصورة بناءة حلولا مناسبة للمسائل التي تثير مخاوف الطرفين، وتوصلتا إلى توافق أولي".
وتصدر جدول أعمال ترامب في كوالالمبور على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا.
ووصف ترامب الهدنة التي ساعد في التوسط فيها بعد أعنف اشتباكات بين الجارتين منذ عقود، بأنها "خطوة كبيرة"، مضيفا أنه أبرم أيضا "اتفاقا تجاريا كبيرا مع كمبوديا واتفاقا بالغ الأهمية حول المعادن النادرة مع تايلاند".
على صعيد آخر، أبدى الرئيس الأمريكي قبل مغادرته واشنطن "انفتاحا" على لقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في كوريا الجنوبية، ما سيشكل سابقة منذ لقائهما الأخير عام 2019.
من المقرر أيضا أن يزور اليابان، في أول جولة له في آسيا منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير وسط موجة من التعرفات الجمركية والصفقات الدولية.
صفقات جيدة
هذه أول زيارة يجريها ترامب كرئيس إلى ماليزيا حيث واكبت مقاتلتان ماليزيتان من طراز إف-18 طائرته الرئاسية لدى اقترابها من الهبوط.
ومدّت السجادة الحمراء له في مطار كوالالمبور حيث استقبله رئيس الوزراء أنور إبراهيم، فيما أدت فرقة رقصة تراثية تفاعل معها ترامب بالابتسام والرقص.
بعد استقباله بتشريفات كبرى، غادر الرئيس الأمريكي مطار كوالالمبور في سيارته الكاديلاك المدرعة برفقة رئيس الوزراء الماليزي للتوجه إلى وسط المدينة.
وتجمعت مجموعة صغيرة من المتظاهرين يحملون لافتات كتب عليها "تخلصوا من ترامب" في موقع آخر من المدينة.
ووقع ترامب وإبراهيم اتفاقا تجاريا يعزز وصول الولايات المتحدة إلى المعادن النادرة.
وبموجب الاتفاق، تعهدت كوالالمبور "الامتناع عن حظر أو فرض حصص على صادرات المعادن الحيوية إلى الولايات المتحدة"، في حين وافقت واشنطن على فرض رسوم جمركية بنسبة 19% على السلع الماليزية.
كما تعهدت ماليزيا تسريع تطوير قطاع المعادن النادرة بالتعاون مع شركات أميركية.
وكان ترامب التقى في طائرته السبت أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الحكومة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لبحث وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ قبل أسبوعين في قطاع غزة، خلال توقف في الدوحة التي اضطلعت بدور رئيسي في جهود الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس.
كما التقى في كوالالمبور الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في ظل تحسن العلاقات مؤخرا بينهما بعد أشهر من التوتر.
وقال ترامب للولا "اعتقد أننا سنكون قادرين على التوصل إلى بعض الصفقات الجيدة".
محادثات بشأن الرسوم الجمركية
بعد ماليزيا، من المتوقع أن يصل ترامب إلى طوكيو الإثنين، حيث يلتقي في اليوم التالي رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة ساناي تاكايتشي.
وقال الرئيس الأمريكي إنه سمع "أشياء عظيمة عنها" وأشاد بأنها كانت مقربة من رئيس الوزراء الياباني الأسبق شينزو آبي الذي تم اغتياله والذي كانت تربطه به علاقات وثيقة.
وأعلنت تاكايتشي أنها أبلغت ترامب في مكالمة هاتفية السبت أن "تعزيز التحالف بين اليابان والولايات المتحدة هو الأولوية القصوى لإدارتي على الصعيدين الدبلوماسي والأمني".
تمكنت اليابان من تجنب أعلى الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على دول في مختلف أنحاء العالم لإنهاء ما وصفه بالاختلالات التجارية التي تتيح "نهب الولايات المتحدة".
ومن المتوقع أن تكون كوريا الجنوبية المحطة الأبرز في الجولة، حيث سيلتقي ترامب الرئيس الصيني للمرة الأولى منذ عودته إلى البيت الأبيض.
ومن المقرر أن يصل ترامب إلى مدينة بوسان الساحلية الجنوبية الأربعاء قبل قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، وسيلتقي الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ.
وتترقب الأسواق العالمية التطورات الخميس لمعرفة ما إذا كان الاجتماع مع شي يمكن أن يوقف الحرب التجارية التي أشعلتها رسوم ترامب الجمركية الشاملة، خاصة بعد النزاع الأخير بشأن القيود التي فرضتها بكين على صادرات المعادن النادرة.
من جهته، قال وزير التوحيد الكوري الجنوبي إن هناك فرصة "كبيرة" لعقد لقاء بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.
وكان الزعيمان قد التقيا آخر مرة خلال ولاية ترامب الأولى، في المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين.
وأعرب كيم أيضا عن انفتاحه على لقاء الرئيس الأمريكي إذا تراجعت واشنطن عن مطلبها بأن تتخلى بيونغ يانغ عن ترسانتها النووية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTgg جزيرة ام اند امز