إدارة الخدمات العامة الأمريكية.. "مفتاح" انتقال السلطة
يعتبر الانتقال السلمي للسلطة أحد أحجار الزاوية للديمقراطية الأمريكية رغم ما شهدته الانتخابات الأخيرة من دعاوى قضائية وخلافات حول النتائج.
والآن يمكن أن تبدأ هذه العملية رسميًا، بعد توقيع رئيس الوكالة الفيدرالية التي تشرف على الانتقال خطاب "تأكيد" يؤكد فوز الرئيس المنتخب جو بايدن.
وفي رسالة إلى بايدن، الإثنين، قالت إميلي ميرفي، رئيسة إدارة الخدمات العامة (جي إس إيه)، إنها تقوم الآن بتوفير "موارد وخدمات معينة بعد الانتخابات للمساعدة عند حدوث الانتقال الرئاسي"، حسبما ذكرت "شبكة سي بي إس نيوز" الأمريكية.
وأضافت ميرفي في رسالتها: "إنني آخذ هذا الدور على محمل الجد، وبسبب التطورات الأخيرة التي تنطوي على طعون قانونية وشهادات لنتائج الانتخابات، أرسل هذه الرسالة اليوم لإتاحة هذه الموارد والخدمات لك".
ويرفض الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بهزيمته في الانتخابات، حتى مع بدء عدة ولايات التصديق على نتائجها.
لكنه اقترب من الاعتراف بالهزيمة في تغريدة الإثنين، قائلاً إنه "يوصي بأن تقوم إميلي وفريقها بما يجب القيام به فيما يتعلق بالبروتوكولات الأولية، وقد أخبرت فريقي أن يفعل الشيء نفسه".
ما هي إدارة الخدمات العامة الأمريكية؟
إدارة الخدمات العامة هي كيان بيروقراطي ضخم مترامي الأطراف، تأسس عام 1949 وتضم الآن 12 ألف موظف وميزانيتها 21 مليار دولار.
وهي تعمل إلى حد كبير خلف الكواليس لدعم الكيانات الفيدرالية الأخرى، للحفاظ على استمرارية العمل الحكومي يومًا بعد يوم، وتضطلع بمسؤولية إدارة المكاتب الفيدرالية، وشراء الإمدادات وتحسين استخدام التكنولوجيا في مختلف دوائر الحكومة.
ماذا تفعل إدارة الخدمات العامة خلال فترة الانتقال الرئاسي؟
من أجل أن تبدأ عملية الانتقال الرئاسي رسميًا، ينبغي أن تعترف إدارة الخدمات العامة بالفائز الرئاسي، أو بالأحرى، التأكد من "المرشح الناجح الواضح" في الانتخابات.
ولا يحدد قانون الانتقال الرئاسي والسياسات الفيدرالية الأخرى كيفية سير هذه العملية، ولكن من المفترض أن تكون العملية غير سياسية.
وفي سنوات الانتخابات النموذجية، يحدث ذلك دون ضجة أو نقاش بعد وقت قصير من إعلان منافذ الأخبار الرئيسية نتائج السباق.
توفر إدارة الخدمات العامة فريقًا انتقاليًا رئاسيًا وتزودهم بحيز مكتبي (أماكن عمل) في واشنطن، وتنسق الوصول إلى الوكالات الفيدرالية للتخطيط لتغييرات السياسة المحتملة مع مسؤولي الإدارة الحاليين، باستخدام 6.3 مليون دولار مخصصة لدعم جهودها.
ولبدء هذه العملية، مع ذلك، ينص القانون الفيدرالي على أنه يجب على مسؤول إدارة الخدمات العامة أولاً إصدار خطاب "تأكيد" يحدد الفائز المحتمل في السباق.
وهذه الخطوة هي في الأساس اعتراف رسمي من الإدارة الحالية بأن رئيسًا جديدًا قد انتخب وأن الانتقال السياسي سوف يحدث.
في عام 2016، بدأت الوكالة في إتاحة حيز مكتبي لفريق المرشح الفائز في وقت مبكر من أغسطس/آب، وبدأت عملية الانتقال بعد إقرار هيلاري كلينتون بالهزيمة أمام ترامب في اليوم التالي للانتخابات.
لماذا استغرقت إدارة الخدمات العامة وقتًا طويلاً لتأكيد فائز؟
أطلقت حملة ترامب دعاوى قضائية في عدة ولايات لإلغاء الأصوات التي تعتبرها محل نزاع، على الرغم من أن هذه الجهود لم تنجح حتى الآن.
وقالت إدارة الخدمات العامة في الأسابيع التي أعقبت الانتخابات إن ميرفي لم تتمكن بعد من التأكد من الفائز في السباق الرئاسي، مستشهدة بسابقة حدثت بعد انتخابات عام 2000، عندما أدت معارك قضائية بشأن إعادة فرز الأصوات في فلوريدا إلى تأخير الانتقال لعدة أسابيع.
وميرفي هي أحد المسؤولين الذين عينهم ترامب، وموظفة جمهورية سابقة في الكابيتول هيل، وتشتهر بأنها "موظفة مجتهدة"، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال متحدث باسم إدارة الخدمات العامة لشبكة "سي بي إس نيوز": "ستواصل إدارة الخدمات العامة ومديرتها الالتزام والوفاء بجميع المتطلبات بموجب القانون والالتزام بالسوابق السابقة التي وضعتها إدارة (الرئيس السابق بيل) كلينتون في عام 2000".
لماذا تعتبر عملية الانتقال مهمة؟
تعتبر عملية الانتقال أمرًا بالغ الأهمية لأنها تسمح للإدارة الجديدة بالبدء في النظر في كيفية تنفيذ أولوياتها قبل تولي المنصب، وتسمح للمسؤولين الجدد بالوصول إلى معلومات استخبارية سرية حول التهديدات في جميع أنحاء العالم.
ووفقًا لبيان حقائق صادر عن مركز الانتقال الرئاسي، كان يضم فريق ترامب الانتقالي لعام 2016 نحو 328 موظف تقييم وكالات يعملون مع 42 وكالة حكومية.
وفي عام 2008، ضم الفريق الانتقالي للرئيس السابق باراك أوباما 349 موظف تقييم وكالات عملوا مع 62 وكالة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن فريق بايدن-هاريس الانتقالي عن الأعضاء الرئيسيين في فرق لتقييم الوكالات على موقعه على الإنترنت.
وربما يؤثر تأخير العملية الانتقالية على الأمن القومي، إذ وجد تقرير لجنة أحداث " 11 سبتمبر" أن عملية الانتقال القصيرة بعد انتخابات عام 2000 ساهمت في عدم استعداد الأمة للهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001.
هل يمكن أن تبدأ أنشطة النقل قبل أن تصبح رسمية؟
يمكن أن يحدث التخطيط غير الرسمي للانتقال دون مباركة رسمية من إدارة الخدمات العامة.
ففي عام 2000، وافق الرئيس بيل كلينتون على اطلاع خلفه جورج دبليو بوش على إحاطات استخباراتية سرية قبل أسبوعين من إقرار مدير الجهاز بفوز بوش.
كما بدأ بايدن بالفعل في التواصل مع القادة الأجانب، وهي عملية تجري عادة من خلال وزارة الخارجية.
وقد تحدث إلى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وليس من الواضح ما إذا كانت وزارة الخارجية قد استمعت إلى المكالمات.
وفي بيان أولي بعد الانتخابات، قال متحدث باسم إدارة الخدمات العامة، إن فريق بايدن الانتقالي يتلقى خدمات ما قبل الانتخابات التي تشمل الحيز المكتبي، وأجهزة الكمبيوتر، والتحريات الأساسية قبل تسليم التصاريح الأمنية.
aXA6IDE4LjIxOC43MS4yMSA= جزيرة ام اند امز