ترامب وبولتون.. صراع الحسابات القديمة يتجدد بقرار مفاجئ
لم يضيع دونالد ترامب أي وقت بعد توليه منصبه كرئيس للولايات المتحدة وأصدر عشرات المراسيم في غضون ساعات قليلة.
في غضون ساعات من توليه منصبه، سحب ترامب، الحماية السرية التي تم تعيينها لمستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في شبكة "سي إن إن"، فقد احتاج بولتون، الذي غادر البيت الأبيض في عهد ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، إلى حماية مستمرة من الخدمة السرية، "بسبب التهديدات ضده من إيران".
وخلال ولايته الأولى، أوقف ترامب تلك الحماية عن بولتون، لكن الرئيس السابق جو بايدن أعادها بمجرد توليه منصبه.
وقال ترامب للصحفيين في حدث أقيم في البيت الأبيض للكشف عن مبادرة للذكاء الاصطناعي بقيمة 500 مليار دولار: "اعتقدت أنه (بولتون) شخص غبي للغاية، لكنني استخدمته بشكل جيد".
وأضاف: "في كل مرة يراني الناس آتيا إلى اجتماع مع جون بولتون يقف خلفي، كانوا يعتقدون أنه سيهاجمهم لأنه كان من دعاة الحرب".
بولتون يعتب على ترامب
وفي بيان لشبكة "سي إن إن" قال بولتون: "أنا محبط ولكن لست مندهشا من اتخاذ الرئيس ترامب لهذا القرار".
وأضاف: "على الرغم من انتقاداتي لسياسات الأمن القومي للرئيس بايدن، فإنه اتخذ مع ذلك قرارا بتمديد حماية الخدمة السرية لي مرة أخرى في عام 2021".
وتابع: "قدمت وزارة العدل اتهامات جنائية ضد مسؤول في الحرس الثوري الإيراني في عام 2022 لمحاولته توظيف قاتل مأجور لاستهدافي. هذا التهديد لا يزال قائما اليوم، كما يتضح أيضا من الاعتقال الأخير لشخص يحاول ترتيب اغتيال الرئيس ترامب نفسه. يمكن للشعب الأمريكي أن يحكم بنفسه على الرئيس الذي اتخذ القرار الصحيح".
كان بولتون، الذي شغل مناصب عليا في الأمن القومي في إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، معروفا منذ فترة طويلة بموقفه المتشدد ضد إيران.
فقد عارض بشدة الاتفاق النووي لعام 2015 الذي فرض قيودا كبيرة على البرنامج النووي الإيراني في مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية، ودعا ترامب إلى الانسحاب من الاتفاق بعد توليه منصبه.
شد وجذب
وفي مايو/أيار 2018، انسحب ترامب من الاتفاق، بعد حوالي شهر من تعيين بولتون مستشارا للأمن القومي.
وفي العام التالي، أقال ترامب بولتون، بعد أن قال إنه "يختلف بشدة مع العديد" من مواقف مستشاره.
عام 2020، نشر بولتون كتابا زعم فيه أن الرئيس كان يفتقر إلى المعلومات بشكل مؤسف بشأن مسائل السياسة الخارجية، و"مهووسا" بتشكيل إرثه الإعلامي.
كما قال في كتابه إن "ترامب طلب من زعماء أوكرانيا والصين مساعدته في الفوز بانتخابات 2020".
لكن ترامب ردّ بالتهديد بسجن بولتون، مكررا تهديدا يوجهه بشكل روتيني بشأن الأشخاص الذين يعارضونه.
وبعد مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني أوائل 2020، كشفت وزارة العدل الأمريكية أن طهران "سعت للانتقام من كبار مسؤولي ترامب الذين شاركوا في عملية الاغتيال"، بما في ذلك بولتون، على الرغم من أنه لم يكن في الإدارة وقت الضربة القاتلة.
في أغسطس/آب 2022، وجهت وزارة العدل اتهامات لمواطن إيراني وعضو في الحرس الثوري، متهمة إياه بـ"محاولة ترتيب اغتيال بولتون".