ترامب يجدد الضغوط على "الفيدرالي الأمريكي" بورقة الصين
الرئيس الأمريكي يتوقع الفوز في معركته مع الصين إذا قابل البنك المركزي الأمريكي التحركات التحفيزية في بكين بإجراءات مماثلة.
اعتبرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يجدد الضغط على مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، بدعوته للمساعدة في كسب الحرب التجارية مع الصين.
وقالت الصحيفة إن ترامب يتوقع الفوز في معركته مع الصين إذا قابل البنك المركزي الأمريكي التحركات التحفيزية في بكين بإجراءات مماثلة.
وقال الرئيس الأمريكي في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، الثلاثاء: "ستضخ الصين الأموال في نظامها، وربما تخفض أسعار الفائدة، كما هو الحال دائما، من أجل تعويض الأعمال التجارية التي ستخسرها، وستخسرها".
وأضاف: "إذا قام الاحتياطي الفيدرالي بإجراء مطابق، فإن اللعبة ستنتهي، وسننتصر! على أي حال، الصين تريد صفقة!".
وفي وقت لاحق قال ترامب للصحفيين، إن الاقتصاد الأمريكي كان جيدا "بكل المقاييس"، ووصف الصراع مع الصين بشأن التجارة بأنه "صراع صغير".
وأوضح أن التوترات مع بكين تنبع من معاملتها غير العادلة للولايات المتحدة، وتوقع أن يتحول الوضع بشكل جيد للغاية، بالقول: "نحن في وضع قوي للغاية".
في السياق، قال روبرتو بيرلي، خبير اقتصادي في "كورنرستون ماكرو"، إن تجدد ضغوط ترامب على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جاي باول، لخفض أسعار الفائدة على المدى القصير، يأتي وسط فترة من تقلبات أسواق الأسهم العالمية، بينما تتصاعد الأعمال العدائية حول التجارة بين الولايات المتحدة والصين.
وأعلنت الصين في 13 مايو/أيار أنها سترفع الرسوم الجمركية على قائمة تشمل 5140 منتجا أمريكيا بقيمة 60 مليار دولار تقريبا، في رد انتقامي على قرار الرئيس ترامب رفع الرسوم الجمركية على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار الأسبوع الماضي، ما أشعل الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
في المقابل، أرسل مجلس الاحتياطي الفيدرالي إشارات متضاربة حول تحركه المقبل بشأن أسعار الفائدة، وأشار إلى أن الضغط الرئاسي ربما يجعل المداولات أكثر ضبابية.
ووفقا لأحدث توقعات البنك في شهر مارس/آذار الماضي، فإن أسعار الفائدة ستبقى معلقة لمدة لا تقل عن بقية العام، لكن بعض صناع السياسة لمحوا إلى فكرة خفض معدلات التأمين بالنظر لانخفاض التضخم.
وكان باول قلل هذا الشهر من أهمية معدل التضخم الضعيف، مشيرا إلى أنه "مؤقت"، وشدد على عدم وجود حاجة فورية لتحريك أسعار الفائدة إلى مستوى أعلى أو أدنى.
ورجحت الصحيفة أن يؤدي تصاعد الأعمال العدائية التجارية إلى إحياء واحد مما يسمى المخاطر الهبوطية التي كان صناع السياسة في بنك الاحتياطي الفيدرالي يراقبونها منذ أكثر من عام، ما يزيد من حجج الحمائم التي مفادها بأن خفض سعر الفائدة أمر سليم.
لكن الرسوم الجمركية المرتفعة يجب أن ترفع التضخم مؤقتا، الأمر الذي قد يخفف بعض مخاوف البنك المركزي من أن نمو الأسعار منخفض للغاية.
وقال روبرتو بيرلي، الخبير الاقتصادي: "على غرار السوق، لا يرى بنك الاحتياطي الفيدرالي أن الاقتصاد الأمريكي معرض للخطر بشكل خاص بسبب التوترات التجارية، لذلك فإن أحد العوامل المهمة المحفزة لخفض الفائدة ليست متوفرة".
ورأى أنه "في الوقت الراهن، لا يزال أفضل رهان هو أن يبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي في حالة انتظار حتى يتدهور الاقتصاد الأمريكي بشكل كبير، أو حتى يتم التوصل إلى اتفاق على أن التضخم منخفض للغاية. ولا يبدو أن أيا من هاتين الحالتين قريب زمنيا".