مشوار ترامب الرئاسي.. ولادة "أمريكا جديدة" أجهضتها كورونا والاحتجاجات

أكثر من 5 سنوات مرت على إعلان الجمهوري دونالد ترامب ترشحه للرئاسة الأمريكية عبر برنامج من تلفزيون الواقع داخل برجه في نيويورك، محاطا بأفراد من أسرته، وتحديداً يوم 16 يونيو/حزيران 2015.
وفي سن السبعين، أصبح بالفعل الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، قبل أن يتسلم السلطة في 20 يناير/كانون الثاني 2017، وسط مظاهرات كبرى سادت بعضها أحداث عنف.
لم يمر سوى يومين على الوافد الجديد إلى البيت الأبيض حتى أطلق رصاصتين على حدود بلاده شمال وجنوبا، حيث أعلن انطلاق إعادة التفاوض مع كندا والمكسيك حول اتفاقية التجارة الحرة لشمال أمريكا (نافتا).
وشهد الأسبوع الأول من حكمه أيضا، 25 يناير/كانون الثاني 2017، إطلاق مشروع بناء جدار على الحدود مع المكسيك لمنع دخول المهاجرين إلى الولايات المتحدة.
الشرق الأوسط
كان للمنطقة العربية نصيب ليس بقليل من قرارات ترامب، حيث قرر منع دخول مواطني 7 دول تقطنها أغلبية مسلمة، وهي إيران والعراق وليبيا والصومال وسوريا واليمن، إلى الولايات المتحدة، وذلك في الـ27 من الشهر نفسه.
غير أن معركة قضائية شرسة انتهت بإعادة صياغة النص، وأقرته المحكمة العليا في صيف 2018.
عمق ترامب النزعة المحافظة في المحكمة العليا الأمريكية، في آخر أيام يناير 2017، بتعيين القاضي المحافظ نيل جورساتش، وهو أول ثلاثة قضاة في أزمة المحكمة.
مرت 6 أشهر على حكم ترامب ليفاجئ العالم بأسره بقرار إعلان انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس حول المناخ.
اقتصاديا، قدمت إدارة ترامب قرارين هامين صدق عليهما الكونجرس، الأول في 20 ديسمبر/كانون الأول 2017، يتعلق بأكبر تخفيض ضريبي منذ 31 عاما، والثاني في 31 مايو/أيار 2018 بفرضه ضرائب على استيراد الصلب والألمنيوم من المكسيك وكندا والاتحاد الأوروبي.
وفي يونيو 2018، دخل دونالد ترامب حربا تجارية مع الصين عبر فرض ضرائب جمركية بنسبة 25% على واردات بقيمة 50 مليار دولار.
ثم في سبتمبر/أيلول 2019، ابتسم الاقتصاد كثيراً لترامب؛ حيث سجلت الولايات المتحدة أدنى معدل بطالة منذ 50 عاما، بنسبة 3,5%.
أشعلت دبلوماسية الرئيس المنتهية ولايته نيران الجدل، ما بين رفض اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، في 6 ديسمبر/كانون الثاني 2017، وتأييد انسحاب بلاده من الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني وإعادة فرض عقوبات أمريكية على طهران في 8 مايو/أيار 2018.
وبحلول يونيو/حزيران 2019، بات ترامب أول رئيس أمريكي تطأ قدماه كوريا الشمالية، حيث التقى كيم يونغ أون بعد عام على أول قمة بينهما في سنغافورة للتفاوض حول إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية.
حقق سيد البيت الأبيض انتصارا كبيرا على داعش في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2019، بقتل زعيم التنظيم الإرهابي أبوبكر البغدادي خلال عملية عسكرية أمريكية في سوريا.
كما أمر بتنفيذ ضربة أمريكية بطائرة مسيرة أسقطت رئيس الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في 3 يناير/كانون الثاني 2020 ببغداد.
انتكاسات الداخل
بعد محاولات داخل مجلس الشيوخ، فشل ترامب في إلغاء "أوباما كير"، الإصلاح الصحي الذي أنجزه الديمقراطيون، وذلك في يوليو/تموز 2017.
ليس هذا فحسب؛ بل استعاد الديمقراطيون الأغلبية في مجلس النواب خلال انتخابات التجديد النصفي، وإن بقيت للجمهوريين الأغلبية في مجلس الشيوخ، وذلك في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
وعلى وقع احتجاجات لا تهدأ، اضطر ترامب لإنهاء سياسة "عدم التسامح المطلق" مع الهجرة غير القانونية وفصل الأطفال عن والديهم بعد عبور الحدود إلى الولايات المتحدة، وذلك في 20 يونيو/حزيران 2018.
وفي 12 أغسطس/آب 2017، وخلال تجمع لليمين المتطرف في شارلوتفيل (ولاية فيرجينيا)، صدم متعاطف مع النازيين الجدد متظاهرين معادين للعنصرية بسيارته، مخلّفا قتيلا، وتعرض الرئيس لنقد شديد بعد تصريحه أن "هناك أشخاصا طيبين من الطرفين".
ثم في 2018، هاجم شاب يبلغ 19 عاما المعهد الذي كان يدرس فيه في باركلند (ولاية فلوريدا) مخلفا 17 قتيلا.
أدت المأساة إلى تعبئة غير مسبوقة في صفوف الشباب للحد من حيازة الأسلحة النارية، في حين دعم ترامب دون تحفّظ حق الأمريكيين في امتلاك سلاح.
لكن الضربة القاسمة كانت في 25 مايو/أيار 2020، حيث قتل الأمريكي ذو البشرة السمراء جورج فلويد (46 عاما) في مينيابوليس خنقا تحت ركبة شرطي أبيض.
أدى ذلك إلى تشكل أكبر حركة احتجاج ضد العنصرية والعنف الأمني منذ الستينيات، وانتشرت في أنحاء الولايات المتحدة ومنها إلى العالم، ودان ترامب تحركات مثيري شغب يريدون تدمير البلاد.
كورونا وروسيا
في نهاية يناير/كانون الأول الماضي، منعت الولايات المتحدة دخول حملة عدد من الجنسيات ممن زاروا مؤخرا الصين، في مسعى لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد.
وشمل الإجراء الأوروبيين في 14 مارس/آذار مع بدء تطبيق حجر في أجزاء من البلد. كما سارع مجلس الشيوخ يقر خطة دعم "تاريخية" بقيمة ألفي مليار دولار لتحفيز الاقتصاد الذي يعيش أسوأ أزمة منذ 1929.
لكن ترامب تمسك بتحدي الفيروس عبر الإحجام عن وضع كمامة، يعيد إطلاق حملته الانتخابية بتجمّع كبير في تولسا (ولاية أوكلاهوما) قبل أن يصاب في أكتوبر الماضي وينقل إلى أحد المستشفيات العسكرية.
من بين الفصول السابقة، يظل خضوع ترامب للمحاكمة في 18 أبريل/نيسان 2019، هو الأصعب بعد نشر تقرير مولر رغم عدم إثباته وجود تواطؤ.
ولم يكتف مجلس النواب ذو الأغلبية الديمقراطية بالمحاكمة، إذ اتهم الرئيس الجمهوري بإساءة استعمال السلطة وإعاقة عمل الكونجرس في 18 ديسمبر/كانون الأول 2019.
كما اتهم ترامب بالضغط على أوكرانيا في يوليو/تموز، لتفتح تحقيقا حول قضية فساد في حق جو بايدن، منافسه المحتمل حينها في انتخابات 2020.
وبعد نحو شهر، جرى مسار عزل ترامب في مجلس الشيوخ، قبل أن تتم تبرئته خلال تصويت على أساس حزبي، في 5 فبراير/شباط الماضي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTUg
جزيرة ام اند امز