ترامب و«نوبل للسلام».. استطلاع صادم

كشف استطلاع رأي حديث عن فجوة واسعة بين طموحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الحصول على جائزة نوبل للسلام، وبين تقييم الرأي العام لأدائه السياسي والدبلوماسي.
وأظهر الاستطلاع المشترك الذي أجرته صحيفة واشنطن بوست وشركة إيبسوس أن 76% من الأمريكيين لا يرون أن ترامب يستحق الجائزة المرموقة، مقابل 22% فقط اعتبروا أنه جدير بها.
تراجع في الشعبية
تزامنت هذه النتائج مع انخفاض جديد في معدلات تأييد ترامب. فقد أشار استطلاع أجرته يوغوف وإيكونوميست إلى أن شعبيته هبطت إلى 39 في المائة، وهي النسبة الأدنى منذ بداية ولايته، فيما عبّر 57 في المائة عن رفضهم له.
أما استطلاع واشنطن بوست–إيبسوس فبيّن أن 56% غير راضين عن أدائه العام، خصوصًا في ملفاته الخارجية؛ إذ انتقد 60% إدارته للحرب الروسية–الأوكرانية، ورفض 58% نهجه في الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني.
ورغم المعارضة الواسعة، أظهر الاستطلاع انقسامًا حزبيًا لافتًا. فقد انقسم الجمهوريون بالتساوي تقريبًا بين مؤيدين ومعارضين لمنحه الجائزة (49% لكل طرف)، في حين تراجعت نسب التأييد بشدة لدى المستقلين (14% والديمقراطيين 3%).
جدل متجدد حول "استحقاق" الجائزة
الجدل حول جائزة نوبل ليس جديدًا في الولايات المتحدة. ففي عام 2009، اعتبر 54% من الأمريكيين أن الرئيس السابق باراك أوباما لم يكن يستحقها عند حصوله عليها، وهو موقف شارك فيه ترامب نفسه الذي لم يتوقف عن السخرية من أوباما وتشكيك في قيمة الجائزة.
ورغم العقبات، لم يتوقف ترامب عن الترويج لأهليته للجائزة، مشيرًا إلى وساطاته في "حل سبعة صراعات" ودوره المحتمل في إنهاء الحرب الأوكرانية.
وفي يونيو/حزيران الماضي، استشهد باتفاق سلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا باعتباره إنجازًا يغفل عنه العالم. ومع ذلك، أقرّ على منصة تروث سوشيال بأنه "لن يحصل على نوبل مهما فعل"، سواء في أوكرانيا أو الشرق الأوسط.
يشار إلى أن ترامب تلقى خلال السنوات الماضية، عدة ترشيحات من مشرعين جمهوريين، إضافة إلى سياسيين في النرويج والسويد وأستراليا، لكن لجنة نوبل النرويجية أظهرت تحفظًا واضحًا. فقد انتقد رئيسها هجمات ترامب على الإعلام، فيما ذهب أحد أعضائها إلى وصفه بأنه "يسير نحو تفكيك الديمقراطية الأمريكية".
وفي المقابل، منحت الجائزة في تلك الأعوام لشخصيات مثل الصحفيين ماريا ريسا وديمتري موراتوف، تقديرًا لدورهما في الدفاع عن حرية التعبير.
وتُظهر هذه الاستطلاعات أن غالبية الأمريكيين يرفضون فكرة منح ترامب جائزة نوبل للسلام، وهو ما يعكس فجوة عميقة بين روايته الذاتية عن إنجازاته وبين التقييم الشعبي لسياساته الخارجية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMzcg جزيرة ام اند امز