انتخاب ترامب يوحد الأمريكيين اليهود والمسلمين
صعود ترامب إلى الرئاسة وحد جهود الأمريكيين اليهود والمسلمين لمواجهة المخاوف الداخلية المشتركة
فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسية الأمريكية، ساهم في توحيد مخاوف وتعزيز تحالفات الأمريكيين اليهود والمسلمين بالولايات المتحدة الأمريكية، حسب وكالة "جويش تليجرافيك إجنسي".
وفي تقرير نشرته الوكالة على موقعها الإلكتروني، وهي وكالة أنباء دولية يهودية مقرها في نيويورك، قالت إنه "طيلة سنوات، عندما كان يشترك المسلمون واليهود في حوار أو أنشطة معاً، عادة ما كانت تعني -أو تتعثر- بشأن قضية واحدة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأشارت إلى أنه مع صعود دونالد ترامب إلى الرئاسة يبدو أن هذا يتغير؛ وبغض النظر عما يحدث عبر المحيط، يتكاتف اليهود والمسلمون في الولايات من أجل مواجهة المخاوف الداخلية المشتركة".
ونقلت عن الحاخام ديفيد فوكس ساندميل، مدير المشاركة بين الأديان في "رابطة مكافحة التشهير"، قوله: "ربما الإقرار المتزايد (بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني)، لا يوضح الصلة التي تربط بين الأمريكيين اليهود والأمريكيين المسلمين بعضهم ببعض".
وأضاف أن "المخاوف المشتركة لدينا حول التعصب، التحيز، حول التهديدات بالعنف، والحرمان من الحقوق، تلك هي الأمور التي يمكن أن توحدنا معاً".
ولفتت الوكالة إلى أن "اللجنة اليهودية الأمريكية"، و"الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية" أطلقتا، الإثنين، المجلس الاستشاري الإسلامي اليهودي، ويضم مجموعة من الزعماء الدينيين وقادة رجال الأعمال من كلا الطائفتين الذين سوف يساعدون في صياغة تشريعات سياسة داخلية، ودعم قضايا ذات اهتمام مشترك.
وفي غضون ذلك تخطط "رابطة مكافحة التشهير"، وهي منظمة يهودية غير حكومية تعنى بالدفاع عن الحقوق المدنية وتتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، لتعزيز جهودها لتقديم الدعم للجهود القانونية والتشريعية لمكافحة التعصب ضد المسلمين.
كما نظّمت "مبادرة القيادات الإسلامية" التابعة لمعهد "شالوم هارتمان"، التي تعلم شباب القادة المسلمين حول اليهودية وإسرائيل، خلوة خلال عطلة نهاية الأسبوع بعنوان "الحياة في أمريكا ترامب: تأثر المسلمين والاستجابة اليهودية".
وقال يوسي كلاين هاليفي، المدير المشارك لمبادرة القيادة الإسلامية: "ما حدث كنتيجة للأجواء السامة التي خلقها ترامب، هو أن الأمريكيين المسلمين في حاجة ماسة إلى حلفاء".
وأضاف "وجهة النظر التي تطرحها مبادرة القيادة المسلمة جعلت للمجتمع الإسلامي -وهي أن اليهود هم، على الأقل من الناحية النظرية، حلفاء طبيعيون للمسلمين المضطهدين- أصبحت تفرض نفسها بشدة في الوقت الراهن".
وسبق أن أعربت كلا من المنظمات اليهودية والمسلمة عن قلقها إزاء خطاب ترامب، وأفعال أنصاره، خلال حملة الانتخابات الرئاسية، واعترض المسلمون على دعوة ترامب في عام 2015، لحظر هجرة المسلمين إلى الولايات المتحدة، فضلاً عن تلميحاته بأن المسلمين احتفلوا بهجمات 11/9، وحجبوا معلومات عن قوات إنفاذ القانون حول الإرهاب.
وأثناء الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري للانتخابات، ارتفعت عدد الهجمات ضد المسلمين في أمريكا، وأعقب فوزه بالانتخابات سلسلة من الهجمات.
وبينما لم يستهدف ترامب صراحة اليهود، حذرت الجماعات اليهودية بشأن تأييده من قبل القوميين البيض والهجمات على أنصاره ضد اليهود على الإنترنت، إلى جانب تصريحاته في وقت متأخر من الحملة التي عكست تلميحات معادية للسامية.
واحتجت جماعات يهودية على تسمية ترامب لمنصب كبير المخططين الاستراتيجيين ستيفن بانون، الرئيس التنفيذي لموقع "بريتبارت" الإخباري على شبكة الإنترنت، الذي اتهم بالتحريض ضد المسلمين والتهاون مع معاداة السامية في صفوف كتابه وقرائه.
من جانبه قال إبراهيم هوبر المتحدث باسم مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، إنه في الماضي باعدت المواقف والحساسيات بشأن التطرف أو العمليات العسكرية الإسرائيلية بين الطائفتين.
وأعرب عن أمله في أن تكون الجماعات اليهودية أكثر استعداداً للعمل مع منظمته بعد انتخاب ترامب، لافتاً إلى أن الجماعات اليهودية، ومنها "رابطة مكافحة التشهير"، عارضت العمل مع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية بسبب مواقفه المعادية لإسرائيل.
وتابع هوبر "لقد كان موقفنا دائماً أننا منفتحون على العمل المشترك والتعاون مع الطائفة اليهودية، والأمر لا يتطلب حقاً دونالد ترامب لتحفيز ذلك، أعتقد أنه خلق حاجة ملحة للتعاون المتبادل بين جميع المنظمات والمجتمعات متقاربة التفكير".
وتشكل "المجلس الاستشاري الإسلامي اليهودي"، الذي يضم 31 عضواً من الطائفتين، قبل فترة وجيزة من انتخاب ترامب الأسبوع الماضي، وسوف يركز على حماية الحق في ارتداء أغطية الرأس الدينية، وحظر التمييز في مكان العمل، وتسجيل جرائم الكراهية ودعم المهاجرين واللاجئين، وفقاً لروبرت سيلفرمان، مدير اللجنة اليهودية الأمريكية للعلاقات بين المسلمين واليهودية.
وأوضح سيلفرمان، أنه "رد فعل لبعض من التعصب وخطاب الكراهية التي خرجت من الحملة (ترامب)، مضيفاً "نحن قلقون من الخطاب العام في البلد بأسرها، نحن قلقون أيضاً حول الرسائل التي نشأت داخل الطائفتين. ظاهرة ترامب لن تؤدي إلا لتقريبهما معاً بسرعة أكبر".