توتر بين ضفتي الأطلسي.. كيف تستعد أوروبا لفوز ترامب؟
توقعت صحيفة فايننشال تايمز أن يشكل فوز ترامب بولاية ثانية نهاية للهيمنة الغربية على الساحة العالمية، وأن على أوروبا الاستعداد لذلك.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن تصريحات ترامب في مؤتمراته الانتخابية كشفت عن رؤية إدارته، في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية، التي ستشمل اعتقال الملايين من المهاجرين غير الشرعيين، ونشر الجيش لتفريق الاحتجاجات في شوارع أمريكا، وفرض اختبارات الولاء على موظفي الخدمة المدنية الفيدرالية، والسماح للولايات الجمهورية بمراقبة حالات حمل النساء، وإلغاء مكتب الاستعداد لمواجهة الأوبئة في البيت الأبيض.
ومن المفهوم أن تركز وسائل الإعلام الأمريكية على الأهمية الجذرية لأجندة ترامب المحلية. لكن بعضاً من أوضح عباراته كانت موجهة إلى أوروبا.
ففي خططه التي تخص حلف شمال الأطلسي "الناتو" أكد ترامب أن الدول التي تفشل في تحقيق هدف الإنفاق الدفاعي البالغ 2 % من الناتج المحلي الإجمالي لن تتمكن من الاعتماد على مساعدة أمريكا لها.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب سيختار هذه المرة المتشككين في أوروبا، مثل إلبريدج كولبي، الذي يدير مركز أبحاث "مبادرة ماراثون"، والمعارضين الصريحين لأوروبا، مثل ريتشارد جرينيل، سفير ترامب السابق إلى ألمانيا.
وترى الصحيفة أن الواقع الخطير هو أن ولاية ترامب الثانية ستسعد أقلية ضئيلة من الزعماء الأوروبيين، أبرزهم رئيس المجر فيكتور أوربان.
وفي حال حقق اليمين المتطرف في أوروبا أداء جيدا في الانتخابات البرلمانية الأوروبية الشهر المقبل، كما هو متوقع، فسوف يكون لدى ترامب مجموعة أكبر من المتعاطفين في بروكسل مقارنة بأي وقت مضى.
وكان جون بولتون، مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قد حذر الشهر الماضي من أن الأخير يستعد لإخراج الولايات المتحدة من حلف "الناتو" في حال انتخابه رئيسا في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وخلصت الصحيفة إلى أن الحقيقة الأبرز في الوقت الراهن هي أن ولاية ترامب الثانية ستعني نهاية الغرب كفكرة تنظيمية على المسرح العالمي. وهذا من شأنه أن يكون خبراً عظيماً بالنسبة لبوتين وفظيعاً بالنسبة لأوكرانيا. ومن الممكن أيضًا أن يفتح صندوق باندورا النووي. وإذا لم يعد حلف شمال الأطلسي قادرا على الاعتماد على المظلة الأمريكية، فقد تفكر دول مثل ألمانيا وحتى بولندا في التحول إلى امتلاك الأسلحة النووية. وليس من المفارقة أن ترامب ربما لن يكون لديه أي مشكلة في ذلك.