ميزانية 2019.. رسوم ترامب ضد الصين تفشل في سد العجز الأمريكي
إجمالي عجز الميزانية في العام المالي الماضي وصل إلى 779 مليار دولار والذي كان أكبر عجز في الميزانية الأمريكية منذ 2012
يبدو أن رسوم ترامب ضد الصين وحربه التجارية مع بكين لم تستطع سد العجز في الموازنة الأمريكية، حيث أظهرت البيانات الاقتصادية الأمريكية تجاوز العجز في ميزانية العام المالي الحالي الذي ينتهي بنهاية سبتمبر/أيلول المقبل لإجمالي العجز المسجل في العام المالي الماضي ككل، في ظل نمو الإنفاق بأكثر من وتيرة نمو الإيرادات.
ارتفعت الفجوة بين المصروفات والإيرادات خلال الأشهر العشرة الأولى من العام المالي الحالي إلى 866.6 مليار دولار بزيادة نسبتها 27% عن الفترة نفسها من العام الماضي، بحسب بيانات وزارة الخزانة الأمريكية الصادرة، الاثنين.
وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن إجمالي عجز الميزانية في العام المالي الماضي وصل إلى 779 مليار دولار والذي كان أكبر عجز في الميزانية الأمريكية منذ 2012.
وأشارت بيانات وزارة الخزانة الأمريكية إلى نمو الإيرادات خلال الأشهر العشرة الأولى من العام المالي الحالي بنسبة 3% في حين زادت المصروفات بنسبة 8% سنويا.
وفي حين تعتبر مصدرا بسيطا للإيرادات، أدت الرسوم الإضافية التي قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضها على بعض الواردات، إلى مضاعفة حصيلة الجمارك الأمريكية خلال الشهور العشرة الماضية إلى 57 مليار دولار.
وكانت التخفيضات الضريبية التي دعمها الحزب الجمهوري وزيادة الإنفاق الحكومي مع زيادة نسبة المسنين بين سكان الولايات المتحدة قد ساهمت في زيادة العجز المالي، رغم أن الجمهوريين يقولون إن الإصلاحات الضريبية التي تم تطبيقها في العام الماضي ستعزز نمو الاقتصاد وترفع إيرادات الحكومة.
وبحسب بيانات وزارة الخزانة الأمريكية فإن حصيلة ضريبة الشركات زادت بنسبة 3% خلال الأشهر العشرة الأولى من العام المالي الحالي، في حين زادت حصيلة ضريبة دخل الأفراد بنسبة 1% فقط
وبحسب تقديرات مكتب الموازنة التابع للكونجرس، فإنه من المتوقع زيادة عجز الميزانية الأمريكية عن تريليون دولار سنويا في عام 2022. ومن المقرر أن يصدر المكتب غير الحزبي توقعاته بشأن النمو الاقتصادي والميزانية الأمريكية للسنوات العشر المقبلة يوم 21 أغسطس/آب الحالي.
الحرب التجارية
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في الأول من أغسطس/آب الجاري، أنه سيفرض تعريفة جمركية تبلغ 10% على دفعة أخيرة من الواردات الصينية يبلغ حجمها 300 مليار دولار في أول سبتمبر/أيلول المقبل، ما دفع الصين إلى وقف شراء المنتجات الزراعية الأمريكية.
واتهمت الولايات المتحدة الصين بالتلاعب بالعملة، لكن بكين تنفي تلاعبها في اليوان لتحقيق مكاسب تنافسية.
ويدور النزاع التجاري حول قضايا، مثل التعريفات الجمركية والدعم والتكنولوجيا والملكية الفكرية والأمن الإلكتروني إلى جانب أمور أخرى.
وتبادلت الصين والولايات المتحدة رسوما جمركية بدأت في 8 مارس/آذار 2018، عندما فرض ترامب رسوما بنسبة 25% على واردات الصلب و10% على الألومنيوم لتقليص العجز التجاري الأمريكي.
وفي 22 مارس/آذار 2018، ردت بكين بالكشف عن قائمة تضم 128 منتجا ستفرض عليها ضرائب تتفاوت بين 15 و25%.
ونشرت واشنطن في 3 أبريل/نيسان 2018 قائمة بالمنتجات الصينية التي يمكن فرض ضرائب عليها، ردا على "النقل القسري للتكنولوجيا والملكية الفكرية الأمريكية".
واشتعلت حرب الرسوم بين أكبر اقتصادين في العالم في 6 يوليو/تموز 2018، من خلال فرض رسوم أمريكية على 34 مليار دولار من الواردات الصينية "سيارات، أقراص صلبة، مكونات طائرات".
وردت بكين بدورها بفرض ضريبة على بضائع أمريكية بقيمة 34 مليار دولار "منتجات زراعية، سيارات، منتجات بحرية".
وفي 23 أغسطس/آب 2018، فرضت الولايات المتحدة ضرائب جديدة على منتجات صينية بقيمة 16 مليار دولار، وبدأت الصين في تطبيق رسوم بنسبة 25% تستهدف 16 مليار دولار من البضائع الأمريكية، بما فيها الدراجات النارية هارلي دافيدسون والبوربون أو عصير البرتقال.
وفرضت واشنطن في 24 سبتمبر/أيلول ضرائب بنسبة 10% على 200 مليار دولار من الواردات الصينية، وردت بكين برسوم جمركية على سلع أمريكية بـ60 مليار دولار.
واستبعد بنك جولدمان ساكس التوصل لاتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين في العالم قبل الانتخابات الرئيسية الأمريكية في 2020، مشيرا إلى أن المخاوف تتزايد من أن تؤدي الحرب التجارية إلى ركود عالمي.
aXA6IDMuMTQuMTMyLjE3OCA= جزيرة ام اند امز