«القبة الذهبية».. 5 تحديات تواجه درع ترامب الصاروخي

يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتنفيذ تعهده الانتخابي بتأسيس نظام دفاع صاروخي متطور على غرار "القبة الحديدية" الإسرائيلية.
ويقترب ترامب من تحقيق هدفه بإنشاء "القبة الذهبية" عبر اقتراح بتخصيص 25 مليار دولار لتنشيط نظام الدفاع الصاروخي ضمن مشروع القانون الذي طرحه الحزب الجمهوري لزيادة إنفاق وزارة الدفاع (البنتاغون) بمقدار 150 مليار دولار.
لكن النظام المُصمم ليكون درعًا يحمي الولايات المتحدة من الصواريخ الباليستية، والصواريخ الأسرع من الصوت، وصواريخ كروز المتطورة، يواجه عددًا من المشكلات مثل تكلفته الباهظة، وفعاليته المحتملة، وجدواه.
كما أُثيرت تساؤلات حول إمكانية استخدام عقود الدفاع لبناء نظام "القبة الذهبية" لتعزيز ثروات الشركات المملوكة لعدد من رجال الأعمال مثل مستشار ترامب وحليفه المقرب الملياردير إيلون ماسك، وذلك وفقا لما ذكره موقع "ّذا هيل" الأمريكي الذي أشار إلى 5 أمور يجب معرفتها عن النظام.
تكلفة ضخمة
وفقا لمشروع القانون المطروح في الكونغرس حاليا، من المقرر أن يحصل نظام القبة الذهبية على 24.7 مليار دولار من أجل البدء فيه بما في ذلك 7.2 مليار دولار لتطوير وشراء أجهزة استشعار فضائية، و5.6 مليار دولار لتطوير صواريخ اعتراضية فضائية.
ويشمل التمويل 2.4 مليار دولار لقدرات الدفاع الصاروخي غير الحركية، مثل أدوات الحرب الإلكترونية، و2 مليار دولار للأقمار الصناعية العسكرية المزودة بمؤشرات أهداف متحركة جوًا و2.2 مليار دولار لتسريع تطوير أنظمة الدفاع الأسرع من الصوت، و1.9 مليار دولار لتحسين رادارات الدفاع الصاروخي الأرضية، و800 مليون دولار لتسريع تطوير ونشر أنظمة الدفاع الصاروخي الباليستي العابر للقارات من الجيل التالي.
ومن المتوقع أن تتجاوز تكلفة المشروع مبلغ 25 مليار دولار المخصص له حيث يتوقع الخبراء والمحللون أن تصل تكلفة النظام بأكمله إلى مئات المليارات، وربما تريليونات الدولارات.
وتعود هذه التكاليف الباهظة جزئيًا إلى العدد الهائل من الأقمار الصناعية اللازمة لتغطية وحماية الولايات المتحدة بأكملها عبر صواريخ الاستشعار والتتبع والتي يتراوح عددها من 400 إلى أكثر من 1000 إضافة إلى 200 قمر صناعي هجومي آخر مسلح بصواريخ أو ليزر لإسقاط أسلحة العدو.
دور ماسك
وتثير إمكانية حصول الملياردير إيلون ماسك على جزء كبير من التغيير في عقود الدفاع عبر شركته "سبيس إكس"، قلقا لما يمثله من تضارب في المصالح بسبب موقعه في إدارة ترامب.
وقبل أيام كتب 42 مشرعًا ديمقراطيًا رسالة إلى المفتش العام لوزارة الدفاع جاء فيها: "كل هذا يثير مخاوف بشأن ما إذا كانت عقود الدفاع لبناء القبة الذهبية وسيلة فعالة لحماية الأمريكيين أم أنها تهدف إلى إثراء ماسك وغيره من النخب".
وقدمت جين شاهين، العضوة الديمقراطية البارزة في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ مشروع قانون جديد يمنع إصدار أي عقود فيدرالية لشركات مملوكة لأي موظف حكومي خاص، مثل ماسك.
جدوى التكنولوجيا
وعندما أعلن ترامب أمام الكونغرس أنه سيطلب تمويلا للقبة الذهبية، أشار إلى مبادرة الدفاع الاستراتيجي للرئيس السابق رونالد ريغان المعروفة بـ"حرب النجوم" والتي لم تتجاوز مرحلة البحث قبل إغلاقها.
وقال ترامب في خطاب حالة الاتحاد "أراد ريغان القيام بذلك منذ زمن بعيد، لكن التكنولوجيا لم تكن متوفرة. الآن لدينا التكنولوجيا. إنه أمر مذهل وبالغ الأهمية.. هذا عالم شديد الخطورة. يجب أن نمتلكها. نريد أن نكون محميين".
ورغم التطور التكنولوجي إلا أن المعدات اللازمة لإنشاء لقبة الذهبية قد يستغرق تطويرها سنوات، إذ تشمل القدرات الدفاعية صواريخ اعتراضية فضائية لتدمير الأهداف أثناء الطيران، وخيارات غير حركية مثل الطاقة الموجهة، والليزر، والموجات الدقيقة عالية الطاقة.
وقال الخبراء إن الهدف الأكثر منطقية هو تحسين الدرع الصاروخي الحالي للبلاد والذي يتألف من عدة أنظمة متعددة الطبقات.
نقاط الضعف
وهناك شكوك أيضًا حول جدوى المشروع بعدما خلصت دراسات عديدة إلى أن نظام الدفاع سيكون ضعيفًا، حيث يمكن أن يتعرض للإرباك إذا قرر الخصوم إطلاق أسلحة متعددة في الوقت نفسه.
والأربعاء الماضي، أثار النائب الديمقراطي سيث مولتون هذه المسألة أمام كبار مسؤولي الدفاع الصاروخي في الجيش الأمريكي.
وخلال جلسة استماع للجنة الفرعية للخدمات المسلحة في مجلس النواب، قال مولتون "في ضوء ما نعرفه عن جهود روسيا لتطوير ونشر سلاح نووي في الفضاء، وخوفها من الدفاعات الصاروخية الأمريكية، هل هناك تقييم لاحتمالية استخدام روسيا لمثل هذا السلاح في صراع مبكر لتدمير نظام اعتراض الصواريخ الفضائية لدينا؟".
وتساءل مولتون أيضًا "عما إذا كان النظام قادرًا على الدفاع ضد الهجمات البحرية. يبدو أن هناك ثغرة كبيرة أخرى يجب علينا التحقيق فيها قبل أن ننفق الكثير من المال على هذا".
القبة الحديدية
وتنبع أحلام ترامب بإنشاء "القبة الذهبية" من القبة الحديدية الإسرائيلية، وهي نظام تستخدمه تل أبيب كوسيلة لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى والمدفعية التي تُطلق من مسافات تصل إلى 43 ميلاً.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، قال ترمب "إننا لا نملك قبة. سنحصل على أعظم قبة على الإطلاق".
وأعلن في تجمع انتخابي في نيو هامبشاير في يناير/كانون الثاني 2024، أنه "سيبني قبة حديدية فوق أمريكا كدرع دفاعي صاروخي متطور. كلها مصنوعة في الولايات المتحدة".
وفي حين أن القبة الحديدية الإسرائيلية مصممة لاعتراض وتدمير الصواريخ قصيرة المدى والمدفعية التي تُطلق من مسافة لا تزيد عن 43 ميلاً، فإن هذا النظام الدفاعي لن يعمل في الولايات المتحدة، حيث تأتي التهديدات المحتملة من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات وليس من المقذوفات قصيرة المدى.
وقال توم كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، لـ"ذا هيل" العام الماضي "كانت القبة الحديدية نظامًا مصممًا خصيصًا لإسرائيل. وضع قبة حديدية على كل زاوية ليست في متناول الجميع وليست معقولة".