ترامب وحُفر الغولف.. شغف «يعرقل» مهمة الأمن
المساحات المفتوحة لملاعب الغولف تمثل تحديا أمنيا خاصا بالنسبة لجهاز الخدمة السرية في حالة دونالد ترامب الشغوف باللعبة بشكل كبير.
وعلى مدار سنوات، كان جهاز الخدمة السرية يشعر بالقلق إزاء لعب الرئيس الأمريكي السابق للغولف، بشكل غير معهود بالنسبة لنظرائه السابقين.
وعلى الرغم من أن كل رؤساء الولايات المتحدة في التاريخ الحديث حرصوا على لعب الغولف إلا أن الأمر كان مختلفا بالنسبة للملياردير الجمهوري.
هدف مرصود
وكان سر قلق عناصر الخدمة السرية المتزايد هو نزهات ترامب المتكررة لممارسة رياضته المفضلة بما يجعلها أكثر قابلية للتنبؤ، وبالتالي يكون الملياردير هدفا مرصودا للمهاجمين، خاصة وأنه طالما استمتع الصحفيون وغيرهم من المارة برؤية الرئيس السابق من أماكن خارج محيط نواديه الخاصة غير المؤمنة من قبل جهاز الخدمة السرية، وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وتأكدت المخاوف الأمنية يوم الأحد الماضي عندما رصد أحد عملاء الخدمة السرية مسلحا ببندقية يخترق السياج في نادي ترامب الدولي للغولف في ويست بالم بيتش جنوب فلوريدا، قبل إطلاق النار عليه.
ورغم أن ترامب لم يصب بأذى، إلا أن هوايته المفضلة لا تزال تمثل تحديا أمنيا خطيرا للعناصر المكلفة بحمايته.
وقال بول إيكلوف، وكيل الخدمة السرية السابق الذي كان قائدًا مساعدًا لترامب خلال رئاسته "الأحداث الخارجية بهذا الحجم والمدة، من ثلاث إلى خمس ساعات، صعبة ومجهدة بشكل لا يصدق.. لا يمكنك إحاطة شخص يلعب الغولف بالفولاذ أو الزجاج".
"ملعب الغولف مخيف نوعا ما ومفتوح للغاية" هكذا ترى جيليان سنيدر، ضابطة شرطة نيويورك المتقاعدة ومديرة السياسات في مؤسسة آر ستريت البحثية، الطبيعة الصعبة للعبة المفضلة لترامب.
ووفق سنيدر "يقدم ملعب الغولف مزايا وعيوبًا لعملاء الخدمة السرية؛ فمن ناحية هناك عدد قليل من المباني أو الهياكل الأخرى التي يمكن أن يتمركز عليها مطلق النار المحتمل، ومن ناحية أخرى، لا توجد عوائق نسبية أمام مطلق النار الخبير للوصول إلى هدفه".
نقطة ضعف
وخلال ولايته الرئاسية وكذلك بعد خروجه من منصبه، كانت نقطة الضعف في تأمين ترامب، هي ملاعب الغولف وغيرها من الأندية حيث يمكن للأعضاء، وفي بعض الأحيان عامة الناس، التجول، وفق "بوليتيكو".
بل قال مسؤولون سابقون إن عملاء الخدمة السرية كانوا يتنفسون الصعداء عندما يختار ترامب قضاء عطلة نهاية الأسبوع في البيت الأبيض بدلاً من الذهاب إلى ما رالاغو أو بيدمينستر بولاية نيوجيرسي.
وفي ملعب الغولف في ويست بالم بيتش الواقع بالقرب من الأراضي العامة والطرق المزدحمة، لم يكن لدى جهاز الخدمة السرية أي سيطرة تذكر خارج محيط النادي المؤمن.
وخلال رئاسته، تمكن مصور إخباري من التقاط صور لترامب وهو يلعب الغولف في بيدمينستر وناديه الخاص في ستيرلينج بولاية فرجينيا.
وأثارت هذه الصور التساؤلات من قبيل: إذا كان المصور قادرًا على تحديد موقع ترامب والتقاط صور له، فهل القاتل المحتمل لا يستطيع أن يفعل الشيء نفسه؟
وبعد مغادرة ترامب البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2021، أصحبت نوادي الغولف أقل أمانا.