ترامب يناقض نفسه بمنحة مزارعي أمريكا تعويضا عن خسائر حرب التجارة
الولايات المتحدة الأمريكية ناقضت نفسها بإعلان الرئيس دونالد ترامب أن إدارته ستقدم إعانة حكومية قيمتها 12 مليار دولار إلى المزارعين.
ناقضت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها بإعلان الرئيس دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، أن إدارته ستقدم إعانة حكومية قيمتها 12 مليار دولار للمزارعين، لمساعدتهم على مواجهة الحرب التجارية التي اندلعت بين الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي ودول أخرى.
فالمعروف لدى الجميع أن الولايات المتحدة هي من أشعلت فتيل النزاع التجاري مع شركائها التجاريين عدة مرات، بحجة مكافحة الدعم المالي الحكومي للواردات، إلا أنها سحبت كلامها بصورة سريعة، وبدأت بتقديم الإعانة الحكومية للزراعة، ما يخالف قواعد منظمة التجارة العالمية، مما دفع إذاعة الصين الدولية أن تطرح تساؤلا مفاده: لماذا ظهر تغير جذري في موقف إدارة ترامب تجاه الإعانة الحكومية؟
وحسب إذاعة الصين الدولية، فالحقيقة أن حجم الصادرات الزراعية الأمريكية سجل رقما قياسيا جديدا عام 2017، حيث بلغ الفائض التجاري لها 21.3 مليار دولار، إلا أن تصدير المنتجات الزراعية الأمريكية يعاني من تحديات جديدة منذ بدء الحرب التجارية، إذ اضطر شركاء الولايات المتحدة منهم الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك والصين إلى فرض رسوم عقابية على منتجاتها الزراعية، وحسب إحصاءات وزارة الزراعة الأمريكية فإن هذه التدابير تسببت في خسارة الاقتصاد الأمريكي 11 مليار دولار.
ويرى بعض المحللين أن إدارة ترامب اتخذت هذه الإجراءات من أجل الانتخابات المقرر عقدها في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، معتبرين أن التدابير المؤقتة أو القصيرة المدة ليست كافية لمعالجة المشكلة الجذرية في نزاع المنتجات الزراعية، والفوز بالانتخابات النصفية، مشيرين إلى أنها تظهر أمام الناس فقط المقياس المزدوج الأمريكي في الإعانة الحكومية وهيمنتها التجارية.
وتدل التدابير الجديدة التي اتخذتها إدارة ترامب في المجال الزراعي مرة أخرى على صحة تحذيرات الخبراء الاقتصاديين حول الحرب التجارية، التي تشير إلى أنه لا يوجد فائز في الحرب التجارية، بل تؤدي إلى خسارة الجميع.
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjI0NCA= جزيرة ام اند امز