خيارات «صعبة».. ماذا لو لم تفرج «حماس» عن الرهائن قبل تنصيب ترامب؟
قبل نحو شهر وتحديدًا في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حذر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من «ثمن باهظ» ستدفعه حماس إذا لم تفرج عن الرهائن قبل موعد تنصيبه.
وكرر ترامب هذا التحذير خلال مؤتمر صحفي عُقد، الثلاثاء الماضي، قائلاً: «إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن بحلول موعد تسلمي منصبي، فإن الشرق الأوسط سيشهد جحيماً غير مسبوق. ولن يكون ذلك جيدًا لحماس، أو لأي أحد».
لم يوضح الرئيس المنتخب ما الذي يعنيه بهذا التهديد، ولم يقدم تفاصيل حول الخطوات التي سيتخذها إذا لم يتحقق هذا الشرط. كما لم يرد فريق ترامب على طلب مجلة «فورين بوليسي» للتعليق على تصريحاته الأخيرة بخصوص ملف الرهائن في غزة.
وتأتي تصريحات ترامب في وقت يمر فيه الشرق الأوسط بمرحلة من التغيرات الكبيرة، ما يثير تساؤلات حول مدى استعداده للانخراط في قضايا المنطقة، رغم تعهده في حملته الانتخابية بتجنب خوض «حروب جديدة».
آراء الخبراء حول استراتيجية ترامب
يرى جوناثان بانيكوف، الذي شغل منصب نائب مسؤول الاستخبارات الوطنية لمنطقة الشرق الأدنى في مجلس الاستخبارات الوطني (2015-2020) أن «تهديد ترامب يهدف لإقناع حماس بأنها قد تحصل على صفقة أفضل مع إدارة بايدن الحالية مقارنة بالإدارة القادمة».
وأضاف أن إدارة ترامب، إذا أرادت زيادة الضغط على حماس، قد تلجأ إلى فرض عقوبات على قادة الحركة الموجودين خارج غزة، وكذلك على عائلاتهم.
فيما قال الجنرال المتقاعد جوزيف فوتيل، الذي قاد العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط (2016-2019)، إن «هدف ترامب من تحديد الموعد النهائي يهدف إلى زيادة الضغط على العملية التفاوضية وخلق إحساس بالإلحاح لدى الأطراف».
وأضاف فوتيل أنه من غير المرجح أن يلجأ ترامب إلى القوة العسكرية في حال استمرت الحرب بين إسرائيل وحماس بحلول يوم التنصيب. وبدلاً من ذلك، قد يدعم ترامب تصعيد الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في غزة لزيادة الضغط على حماس، ولكنه استدرك قائلاً: «مع مستوى الدمار الذي شهدته غزة بالفعل، من الصعب رؤية كيف يمكن زيادة الضغط أكثر من ذلك».
خيارات ترامب للتصعيد
أحد الخيارات التي قد يلجأ إليها ترامب هو دعم إسرائيل في فرض المزيد من القيود على المساعدات الإنسانية المقدمة لغزة. وقد دعا أحد المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى هذا الإجراء.
لكن مثل هذه الخطوة قد تُثير انتقادات واسعة داخل الولايات المتحدة وعلى الصعيد الدولي، وربما لا تُغير موقف حماس بشكل جذري.
وفقًا لـ دينيس روس، المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط: «لو كانت حماس قلقة بشأن معاناة سكان غزة، لكانت قد حسمت الأمر منذ فترة طويلة. قادتها لا يهتمون بمعاناة السكان – بل يستغلونها لتحقيق مكاسب سياسية.»
وعلى مدار أكثر من عام، فشلت جهود المفاوضين الدوليين في التوصل إلى صفقة للإفراج عن الرهائن أو وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وفي الوقت الحالي، تُجري الولايات المتحدة وقطر ومصر مفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة لمحاولة تحقيق تقدم.
وأشار الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس إلى وجود تقدم في المفاوضات وقال: «نُحرز تقدماً حقيقياً. ما زلت متفائلاً بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى».
ووصل ستيف ويتكوف، الذي عينه ترامب كمبعوث خاص للشرق الأوسط، إلى الدوحة، الجمعة، للمشاركة في المفاوضات. وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي في مارالاغو: «نُحقق تقدماً كبيراً. آمل أن نتمكن من الإعلان عن أخبار جيدة قبل يوم التنصيب».
هل ستتم الصفقة قبل الموعد النهائي؟
على الرغم من هذه الرسائل الإيجابية، فإن التوصل إلى صفقة قبل 20 يناير/كانون الثاني ليس مضمونًا.
وفقًا لـ دينيس روس، فإن فرص التوصل إلى اتفاق تبلغ «أكثر قليلاً من 50%»، حيث لا تزال العديد من العقبات قائمة. وتشمل هذه العقبات: رغبة حماس في الحصول على ضمانات لإنهاء الحرب قبل قبول أي اتفاق مرحلي.
وتردد نتنياهو في تقديم هذه الضمانات خوفًا على استقرار حكومته الائتلافية، إضافة إلى القضايا الشائكة المتعلقة بعدد الرهائن الذين ستفرج عنهم حماس مقابل عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل.
وأوضح روس أن وجود ترامب على الساحة يُضيف ضغطًا على حماس لإبرام صفقة قبل يوم التنصيب، حيث قد تعتقد الحركة أن التوصل إلى اتفاق قبل توليه السلطة سيمنع المزيد من التصعيد.
كما أن هناك ضغطًا متزايدًا من قطر ومصر وتركيا على حماس لتقديم تنازلات لإظهار قدرتهم على تلبية مطالب الرئيس الأمريكي المنتخب.
في السياق ذاته، قد يجد نتنياهو، الذي يواجه انتقادات شديدة من عائلات الرهائن، تحت ضغط أكبر إذا وافقت حماس على صفقة. وعلى الرغم من علاقته الجيدة بترامب، فإن استقرار ائتلافه الحكومي سيكون عاملاً حاسمًا في قراراته.
aXA6IDE4LjExOS4xOS4yMTkg جزيرة ام اند امز