المناظرة 3.. لا سلام وسجال وصدام بين كلينتون وترامب
دونالد يرفض قبول نتيجة الانتخابات.. وهيلاري: أنت "دمية بوتين"
المناظرة الأخيرة والثالثة بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب شهدت اتهامات متبادلة حول تجسس الروس على بريد كلينتون وقضايا الشرق الأوسط والمهاجرين
رفض المرشح الجمهوري إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب -خلال مناظرة نارية هي الأخيرة بينه وبين منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون- التعهد سلفاً بقبول نتيجة الانتخابات الرئاسية المقررة في 8 نوفمبر/تشرين الثاني أيا ما تكن، مشيرا إلى أنه يريد إبقاء البلاد في حالة "تشويق".
وردا على سؤال عما إذا كان سيقبل نتائج الانتخابات أيا ما تكن، أجاب الملياردير المثير للجدل: "سأنظر في الأمر في حينه"، مضيفا: "ما رأيته حتى الآن سيئ للغاية"، في إجابة أثارت حفيظة كلينتون التي قالت: "هذا أمر مروع".
وعقّب مدير المناظرة الصحفي في شبكة "فوكس نيوز" كريس والاس على ترامب بالقول: إن الديمقراطية الأمريكية تقوم على تقليد عريق هو الانتقال السلمي للسلطة عبر اعتراف المرشح الخاسر بفوز منافسه، فرَد ترامب قائلا: "أنا أقول لك إنني سأخبرك في حينه، سأترككم تعيشون التشويق، حسنا؟".
ولكن كلينتون انتفضت لهذه الإجابة واصفة تصريح منافسها بأنه "مروع"، وقالت: "إنه يحط من قدر ديمقراطيتنا ويشوهها، يفزعني أن يتخذ مرشح أحد حزبينا الرئيسيين مثل هذا الموقف".
وفي دلالة رمزية على الحدة التي اتسمت بها هذه المناظرة النارية؛ فإن كلينتون وترامب لم يتصافحا لا في بداية المناظرة ولا في نهايتها، وبدلا من أن يتبادلا السلام، فقد تبادلا على مدى 90 دقيقة الاتهامات العنيفة في آخر مواجهة بينهما قبل 20 يوما من الانتخابات الرئاسية.
وبعدما استخدم ترامب ضد كلينتون تصريحات سابقة أدلى بها كل من منافسها في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بيرني ساندرز ومدير حملتها الانتخابية جون بوديستا، أجابت وزيرة الخارجية السابقة مخاطبة ترامب: "عليك أن تسأل بيرني ساندرز؛ أي مرشح يؤيد؟".
وأضافت قائلة لترامب: "لقد قال إنك الشخص الأكثر خطرا الذي يترشح للانتخابات الرئاسية في التاريخ الأمريكي المعاصر، وأنا أوافقه الرأي".
وتميزت المواجهة الأخيرة بين كلينتون وترامب بسجالات عنيفة وتبادل اتهامات من العيار الثقيل وصلت أكثر من مرة بالمرشح الجمهوري إلى حد تحقير منافسته، لدرجة أنه قال عنها إنها "كاذبة" و"يا لها من امرأة بغيضة".
بينما ردت وزيرة الخارجية السابقة بأنه "دمية" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت كلينتون إن الرئيس الروسي "يفضل أن يرى دميةً رئيساً للولايات المتحدة"، وذلك ردا على قول ترامب إن بوتين "لا يكنّ أي احترام" لوزيرة الخارجية السابقة.
واندلع السجال بين الاثنين لدى تطرقهما إلى ما نشره موقع ويكيليكس مؤخرا من تسريبات، قالت كلينتون إن موسكو تقف خلفها بهدف التدخل في الانتخابات لترجيح كفة المرشح الجمهوري.
كما أنكر ترامب الاتهامات التي وجهتها إليها نساء عديدات بالتحرش بهن جنسياً، واتهم كلينتون بفبركة هذه الاتهامات.
وقال ترامب: "في البداية تم تكذيب هذه الروايات على نطاق واسع؛ هؤلاء النساء لا أعرفهن، وأنا أشك في طريقة ظهورهن"، مضيفا: "هي التي حضتهن على الكلام، ولكن كل هذا من نسج الخيال".
وبدأت المواجهة بين المرشحين فانطلقت عجلة الأسئلة، وكان الصدام القوي الأول بينهما حول ملف المهاجرين غير الشرعيين وخطة ترامب لترحليهم، والتي قالت كلينتون إنها ستؤدي إذا ما تم تطبيقها إلى "تمزيق البلاد".
وقالت كلينتون: "لا أريد أن أرى قوة الترحيل التي تحدث عنها دونالد، أعتقد أنها فكرة ستؤدي إلى تمزيق بلدنا".
في المقابل ذكر الملياردير الجمهوري أنه يعتزم -إذا ما أصبح رئيساً- بناء جدار فاصل على الحدود مع المكسيك؛ لوقف الهجرة غير الشرعية.
وقال ترامب إن "برنامج كلينتون لإزالة الحدود سيؤدي لكارثة في التجارة والحدود".
وردا على سؤال لمدير المناظرة بشأن ما نشره ويكيليكس نقلا عن معلومات سرية تمت قرصنتها من الحساب البريدي لمدير حملتها جون بوديستا، قالت كلينتون إن ما قصدته في قولها إنها تأمل بحدود مفتوحة هو "سوق مشتركة في عموم النصف الشمالي من القارة الأمريكية"، مضيفة: "كنت أتحدث عن الطاقة".