فرنسا تحذر ترامب من "الانطواء".. وألمانيا توصيه خيرا بـ"الناتو"

فرنسوا هولاند حذر ترامب من "الانطواء على الذات"، فيما أوصته أنجيلا ميركل خيرا بحلف شمال الأطلسي "الناتو"

حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، مساء السبت، نظيره الأمريكي دونالد ترامب من "الانطواء على الذات"، ودعاه إلى "احترام" مبدأ استقبال اللاجئين، فيما أوصته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خيرا بحلف شمال الأطلسي "الناتو".

جاء ذلك خلال اتصالات هاتفية للرئيس الأمريكي بهولاند وميركل اليوم السبت، وكشف عن تفاصيلها بيانات صادرة عن الرئاسة الفرنسية والمستشارية الألمانية والبيت الأبيض.

وقالت الرئاسة الفرنسية، في بيان، إن هولاند حذر ترامب "من التداعيات الاقتصادية والسياسية للانطواء على الذات"، معتبرا أنه "بمواجهة عالم غير مستقر وغير ثابت فإن هذه السياسة لا توصل إلى نتيجة".

كما عبر هولاند مجددا عن "اقتناعه بأن معركة الدفاع عن ديمقراطياتنا لن تكون فاعلة إلا في إطار احترام المبادئ التي قامت على أساسها، خصوصا استقبال اللاجئين".

ويأتي موقف الرئيس الفرنسي غداة الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامبن ومنع بموجبه رعايا سبع دول إسلامية السفر إلى الولايات المتحدة لمدة 90 يوما.

معاهدة باريس

من ناحية ثانية، أكد هولاند "أهمية تنفيذ معاهدة باريس للتغير المناخي بالنسبة إلى الكرة الأرضية".

وإذ ذكر هولاند بأن مكافحة الإرهاب هو أولوية لباريس كما لواشنطن، شدد الرئيس الفرنسي على "تصميمه مواصلة الأعمال التي تم البدء بها في العراق كما في سوريا".

وأكد الرئيس الفرنسي، حسب البيان، أن "حل النزاع في سوريا" يجب أن يتم "في إطار سياسي، وتحت رعاية الأمم المتحدة"، مشددا على أن "أي خيار آخر لن يكون دائما ولا ذا مصداقية".

وفي ما خص إيران، أكد هولاند وجوب اتباع "اليقظة إزاء سلوك ايران في محيطها"، مشددا على أن "الاتفاق حول البرنامج النووي (الإيراني) يجب أن يحترم بشكل صارم وأن يطبق بالكامل".

كما تطرق الرئيسان إلى ملف العلاقات مع روسيا، وشدد هولاند في هذا السياق على "رغبته في مواصلة وتكثيف الحوار حول المسائل كافة".

وأكد الرئيس الفرنسي أن "العقوبات المتصلة بالوضع في أوكرانيا لا يمكن أن ترفع إلا عندما تتم تسوية الوضع في شرق هذا البلد، بتطبيق اتفاقات مينسك تطبيقا كاملا".

وكان هولاند دعا، على هامش قمة للبلدان السبعة جنوب الاتحاد الأوروبي، الدول الأوروبية إلى التكتل والرد بـ"حزم" على ترامب، الذي أعرب عن ابتهاجه بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

أهمية الأطلسي

وفي السياق ذاته، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل شددا في اتصال هاتفي بينهما السبت، على "الأهمية الأساسية للحلف الأطلسي".

وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض، أن "الرئيس والمستشارة متفقان على الأهمية الأساسية للحلف الأطلسي في إطار علاقة أوسع بين طرفي الأطلسي، وعلى دور الحلف في ضمان السلام والاستقرار"، موضحا أن ترامب سيشارك في يوليو/تموز المقبل في قمة مجموعة العشرين في هامبورغ، كما أنه سيستقبل "قريبا المستشارة في واشنطن".

بدورها أصدرت المستشارية الألمانية في برلين، بيانا بالألمانية استعاد تقريبا التعابير نفسها الواردة في بيان البيت الأبيض.

وشعرت كل من ألمانيا وفرنسا بالقلق بشأن انتقادات ترامب لحلف شمال الأطلسي، ووصفه له بأنه "عفا عليه الزمن"، وإشادته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تتهمه كل من فرنسا وألمانيا بالسعي لتقويض وحدة الغرب.

وأكد ترامب وميركل في مكالمتهما، ضرورة تحديث الحلف الأطلسي لكي يتمكن من مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، مشددين على أن "دفاعنا المشترك يتطلب استثمارا مناسبا في القدرات العسكرية، لضمان أن كل الحلفاء يسهمون بطريقة متساوية في أمننا الجماعي".