رغم «جلسة الشاي».. بايدن في مرمى انتقام ترامب
قضى جو بايدن آخر أيامه في البيت الأبيض في محاولة لإحياء التقاليد السياسية الأمريكية، مهمة بدأها منذ توليه الرئاسة عام 2021.
فرغم استقبال بايدن خلفه وسلفه دونالد ترامب في البيت الأبيض في لحظاته الأخيرة كرئيس بعقد "جلسة شاي"، يبدو أن الرئيس الجديد مستعد لتجاهل تلك المعايير في محاولة للانتقام، حسب صحيفة "الإندبندنت" البريطانية.
كانت الساعات الأخيرة لبايدن كرئيس محيرة للكثيرين في حزبه، حيث حاول التسامي فوق السياسة وأظهر التزاما قويا بنقل السلطة السلمي، بما في ذلك عدم إظهار أي علامة على أي استياء شخصي تجاه رجل يعتقد أنه "فاشي" وتهديد للديمقراطية الأمريكية.
لكن ترامب لم يُظهر الكياسة نفسها، ففي الأسبوع الأول بالبيت الأبيض بدأ الرئيس الـ47 للولايات المتحدة حملة انتقامية مكثفة.
بلغت هذه الحملة ذروتها مساء الأربعاء، خلال مقابلة تلفزيونية على قناة فوكس مع شون هانيتي، حيث هدد ترامب بملاحقة بايدن قانونيا في مزاعم الفساد العائلي التي أثيرت منذ فترة طويلة.
وقال ترامب بنبرة غامضة إن "هذا الرجل (بايدن) يوزع العفو على الجميع.. الأمر المثير للسخرية وربما المحزن أنه لم يمنح نفسه عفوا".
وقبل مغادرته البيت الأبيض منح بايدن عفوا غير مشروط لعدد من أفراد عائلته، شمل شقيقيه فرانك وجيمس بايدن، وزوجة الأخير سارة بايدن، وشقيقته فاليري بايدن أوينز وزوجها جون أوينز.
وقال إن عائلته "تعرضت لهجمات وتهديدات لا هوادة فيها، بدافع وحيد هو إيذائي، فيما يشكل أسوأ أنواع السياسة الحزبية"، مضيفا أنه "ليس لديه سبب للاعتقاد بأن هذه الهجمات ستتوقف".
ويبدو أن بايدن كان محقا، إذ أشار ترامب في حديثه إلى إمكانية ملاحقة الرئيس السابق قانونيا.
وقال ترامب "إذا نظرت إلى الأمر فستجد أن كل ذلك كان مرتبطا به"، مشيرا إلى الأشخاص المحيطين بترامب والذين أدينوا بجرائم.
وأضاف ترامب "لدينا أشخاص عانوا.. لقد سُجن ستيف بانون، وبُنيت سجون لبتر نافارو". وأشار أيضا إلى خسائر مالية كبيرة تعرض لها مقربون منه بسبب تكاليف المحامين.
مثل هذه التهديدات لا يجب دائما أخذها على محمل الجد من ترامب، فهو الرئيس نفسه الذي تعهد مرارا بـ"سجن" منافسته في انتخابات 2016 هيلاري كلينتون، إلا أن وزارة العدل في إدارته لم تطلق أي تحقيقات جنائية ضد أي من أفراد عائلة الرئيس الأسبق بيل كلينتون خلال ولايته الأولى.
لكن في هذه الحالة يبدو أن التهديد باستخدام الحكومة الفيدرالية لملاحقة خصمه السابق قانونيا، مدفوعا بأجندة سياسية بحتة، يأتي بعد أيام عصيبة تضمنت استهداف موظفي بايدن وموظفي مجلس الأمن القومي وموظفين حكوميين آخرين ضمن حملة تطهير أيديولوجية.
ومن المرجح أن تُتخذ أي قرارات بالملاحقة القضائية من قبل بام بوندي، المعروفة بولائها السياسي لترامب، التي من المتوقع أن يعينها الرئيس الجديد في منصب وزيرة العدل في الأيام المقبلة.
وبعد أن عانى ترامب 4 ملاحقات جنائية منفصلة (التي انتهت في النهاية إلى نتائج غير مؤثرة إلى حد كبير) وتعرضه لانتقادات شديدة منذ مغادرته منصبه في عام 2021، يبدو أكثر تصميما من أي وقت مضى على الانتقام من خصومه.
لم تسهم جهود بايدن في تهدئة الأوضاع خلال فترة انتقال السلطة بعد الانتخابات، لا سيما قراراته المتعلقة بالعفو الرئاسي.
وخلصت "الإندبندنت" إلى أن الديمقراطيين يواجهون الآن فشلهم في القضاء على تأثير "الترامبية"، وهو الفشل الذي يبدو أنه سيؤثر على السياسة الأمريكية لعقود قادمة مع تعهد ترامب بالانتقام.
aXA6IDE4LjIyMy4yMTAuODMg جزيرة ام اند امز