ترامب ومقتل سليماني.. خبايا ومخاوف على أشواك الثأر
مخاوف حاصرت الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من شبح ثأر إيراني لمقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في غارة قبل نحو 3 سنوات.
ففي ديسمبر/كانون الأول عام 2020، أخبر ترامب أصدقاءه بأنه خائف من أن تغتاله إيران انتقاما لموت سليماني، الذي قتل في غارة لطائرة مسيرة أمريكية في وقت سابق من العام نفسه.
ووردت تلك الأنباء الصادمة في كتاب جديد لبيتر بيكر وسوزان جلاسر، وهما يكتبان بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ومجلة "النيويوركر" الأمريكية.
ومن المتوقع أن ينشر كتاب "المقسم: ترامب في البيت الأبيض 2017-2021" في الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، وحصلت "الجارديان" على نسخة منه.
ترامب وإيران
وتناول بيكر وجلاسر سياسة ترامب بشأن إيران، من المحادثات المترددة بشأن الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في عهد باراك أوباما، مرورا بالانسحاب الأمريكي في مايو/أيار عام 2018، واللحظة التي وافق فيها ترامب في يونيو/ حزيران 2019 على توجيه غارات جوية ثم ألغاه في اللحظة الأخيرة.
وقال ترامب آنذاك: "فكرت في الأمر لوهلة وقلت: أتعلمون، أسقطوا طائرة مسيرة... وها نحن ذا أمام 150 قتيلا كانوا ليسقطوا على الأرجح خلال نصف ساعة من إعطائي الضوء الأخضر. لم يعجبني ذلك... لم أعتقد أنه متناسبا."
واتضح لاحقا أن المذيع بـ"فوكس نيوز" تاكر كارلسون كان بين من نصحوا ترامب بعدم إصدار الأوامر بشن الضربات على إيران. وبعد ستة أشهر لاحقا، أذن ترامب بالغارة التي استهدفت سليماني.
وقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في 3 يناير/كانون الثاني عام 2020 لدى مغادرته مطار بغداد، وقتل أيضًا مسؤولون من مليشيات عراقية تدعمها إيران في الغارة، التي استخدمت مسيرة "إم كيو-9 ريبر".
مخاوف
وقال البنتاجون إن سليمان كان يعمل بنشاط على وضع خطط لمهاجمة دبلوماسيين أمريكيين وجنود في العراق وفي شتى أنحاء المنطقة. وتباهى ترامب بالغارة، قائلا أمام حشد في أوهايو: "لقد أوقفناه وأوقفناه بسرعة. كان رجلا سيئا. كان إرهابيا متعطشا للدماء، لم يعد إرهابيا. لقد مات."
لكن طبقا لجلاسر وبيكر، وبعد أقل من عام، على الأقل سرًا، لم يكن ترامب متفائلًا جدا، ففي 16 ديسمبر/ كانون الأول عام 2020، غرد المرشد الإيراني علي خامنئي: "أولئك ممن قتلوا الجنرال سليماني بالإضافة إلى أولئك ممن نفذوا (الهجوم) ستتم معاقبتهم. سيتم هذا الثأر بكل تأكيد في الوقت المناسب."
وقال بيكر وجلاسر إن ترامب ومستشارين فكروا في غارات جديدة، لكنهم تراجعوا مع اقتراب انتهاء فترة وجود ترامب في السلطة.
وكتب الكاتبان: "في حفل كوكتيل، أخبر ترامب العديد من أصدقائه في فلوريدا بأنه خائف من أن تحاول إيران اغتياله، لذا اضطر للعودة إلى واشنطن حيث سيكون في أمان أكبر".
aXA6IDMuMTQuMTMyLjQzIA==
جزيرة ام اند امز