حزب الله في اليمن.. خليفة "سليماني" لإدارة الحوثيين
لم يكن إعلان زعيم مليشيات حزب الله حسن نصر الله بوقوفه بجانب الحوثيين جديدا أو مفاجئا بقدر حمله رسائل أكثر بعدا من دعم الانقلابيين.
موقف "نصر الله" الذي أطلقه في حديثه مؤخرا سبق أن صرح به في اليوم التالي لانطلاق عمليات عاصفة الحزم في مارس/أذار 2015؛ حيث حمل موقفه المعلن آنذاك غطاء لانقلاب المليشيات ومساندة لها في حربها ضد اليمنيين.
ورصدت تقارير للمخابرات اليمنية علاقة حزب بالله بالحوثيين باكرا وقبل الانقلاب بسنوات؛ إذ تحولت ضاحية بيروت إلى ساحة لتدريب وتأهيل قيادات المليشيات الحوثية العسكرية والسياسية والأمنية والإعلامية وصولا إلى إقرار حزب الله بهذا الدور المساند للمليشيات.
وخلال حروب صعدة كانت ضاحية جنوب لبنان مقصدا لأخطر قيادات المليشيات الحوثية السرية التي عادت بعد ذلك لتولي مناصب قيادية والإسهام في تشكيل الجناح العسكري للمليشيات الحوثية الإرهابية.
وقد شكل حزب الله حلقة الوصل بين مليشيات الحوثي وطهران وتولى حسن نصر الله وحزبه مهمة الإشراف على دعم تشكيل أذرع المليشيات من خلال خبراء لبنانيين وصلوا إلى اليمن خلال الفترة من 2005 إلى 2015 وما بعدها وذلك وفق تقارير استخباراتية يمنية أعلنت سابقا.
الهدنة تفكك الجبهات
حمل حديث زعيم مليشيات حزب الله الأخير حول اليمن رسائل لعل أبرزها ما قاله نيابة عن المليشيات الحوثية بأن الهدنة ستعمل على تفكيك الجبهة الداخلية للمليشيات وتحميل الحوثيين أعباء مالية كبيرة وهذا ما كانت انفردت بنشره "العين الإخبارية" من داخل تكوينات الانقلابيين.
وقبل أيام كشفت مصادر قبلية وعسكرية لـ"العين الإخبارية"، أن الحوثي أوقفوا تمويل الجبهات بنسبة 50 % وهو ما تسبب في خسارة القيادات الميدانية مخصصات مالية كبيرة دفعها للتذمر من تمديد الهدنة.
وخلال حديثه الذي لخص بها موقفه من الحرب في اليمن أراد نصر الله توجيه رسالة مهمة تكشف ما يشبه النزاع الداخلي على تزعم جناح إيران في اليمن، حين اعتبر نفسه شريكا لزعيم المليشيات عبدالملك الحوثي.
كما ربط علاقات حزبه مع السعودية والإمارات بوقف الحرب ضد الانقلاب وكأنه يعتبر الحرب ضده وليست ضد حليف له أو شريك له في العمالة لطهران.
زعيم مليشيات حزب الله تبنى كذلك مطالب المليشيات فيما يتعلق باشتراطها لوقف الحرب والذهاب للسلام لتتسيد المليشيات الحوثية المشهد عسكريا وتفرض انقلابها بالقوة وأن يوقف التحالف دعمه للشرعية ويفتح الأجواء والبحار لتدفق الدعم العسكري الإيراني للانقلابيين.
ذات المطالب ذهب نصر الله للحديث عنها باعتبارها موقفا لطهران أيضا في إعلان متصلب من تحركات السلام الدولية وجهود تمديد الهدنة في اليمن وقرع لطبول الحرب مجددا وذلك بعد أكثر من 100 يوم من الهدنة والتزام قوات الحكومة اليمنية ضبط النفس أمام خروقات المليشيات الانقلابية المتصاعدة.
والي إيران بالمنطقة
يضع نصر الله نفسه واليا إيرانيا في المنطقة.. يقود كل مليشيات وأدوات الحرس الثوري الإيراني في فلسطين واليمن ولبنان في اختراع جديد يحدد تراتبية القيادة ويضع زعيم مليشيات الحوثي وزعماء حركات حماس والجهاد كنوابا له أو ما يشبه مندوبين يمثلونه في مناطقهم.
ويرى الناشط السياسي في حزب المؤتمر الشعبي العام رشاد الصوفي أن الحديث الأخير لحسن نصر الله يقدم نفسه ليس كزعيم لمليشيات حزب الله، وإنما خليفة لقاسم سليماني الذي كان يدير كل أنشطة وارتباطات طهران التوسعية بأدواتها في المنطقة بما فيه مليشيات الحوثي.
وأضاف الصوفي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن حسن نصر الله رفض أن يكون وسيطا لإنهاء الانقلاب الحوثي والحرب لكنه وضع نفسه متصدرا للمشهد وطرفا أصيلا وشريكا في الحرب التي أهلكت الحرث والنسل في اليمن.
كما "أرد التفاوض معه وليس جعله وسيطا وكذلك ربط ملف لبنان باليمن ليجعل الملفات كلها حزمة في يده خصوصا وأنه تحدث وكأنه يتحكم بقرار مليشيات الحوثي وبقرار حركة حماس الإرهابية أيضا"، وفقا للناشط اليمني.
من جهته، وجه رئيس المركز الإعلامي لألوية العمالقة الجنوبية أصيل السقلدي رسالة لحزب الله بأنه لا يختلف عن تنظيم القاعدة وداعش وكل التنظيمات الإرهابية في العالم التي لا يمكن أن تلعب دور الوسيط في اليمن.
وقال: "ببساطة هذه الجماعات المدرجة عالميا بقوائم الإرهاب هي بالفعل تقاتل إلى جوار مليشيات الحوثي وليس حزب الله الإرهابي وحده في صف هذا الانقلاب المدعوم إيرانيا".
وكان التحالف العربي قدم أواخر العام الماضي أدلة دامغة توثق تورط حزب الله في اليمن وبث مقطع مصور لأحد القيادات فيه وهو يوجه الأوامر للقيادي الحوثي الإرهابي البارز أبو علي الحاكم.
آنذاك اعتبر خبراء أن أدلة التحالف أثبتت أن "زعيم مليشيات الحوثي ليس إلا قاتل مأجور على رصيف الارتهان للحرس الثوري وحزب الله، وهو ما خرج يقر به حسن نصر الله في تصريحاته المرئية مؤخرا".