"الراعي" يخرس حزب الله: ابحثوا عن العملاء بعيدا عن كنيستنا
رغم مرور أيام على توقيف المطران موسى الحاج بمعبر الناقورة الحدودي، لا تزال أصداء الواقعة تحظى بإدانات محلية مستمرة.
فالبطريرك الماروني بشارة الراعي اعتبر في تصريحات صحفية، أن ما تعرض له المطران موسى الحاج "انتهك" كرامة الكنيسة، مشيرًا إلى أن السلطات المحلية تسعى "عبثاً" تحويله إلى مسألة قانونية.
وقال البطريرك الراعي، في قداس الأحد، إن “الرسالة في الدولة هي ممارسة السلطة من أجل تأمين الخير العام ومن أجل تعزيز الاقتصاد الوطني وإعطاء الجميع الأمل وخصوصاً الأجيال الطالعة وتأمين فرص عمل وبالتالي فإن الهدف من العمل السياسي هو المواطن، ومن جهتنا لن نتخلّى عن إنسانيتنا وعن خدمة الإنسان مهما كلف الأمر”.
وأضاف: “لما اهتزت الهوية والرسالة بسبب ما حدث على الحدود بداية الأسبوع من تعرض للمطران موسى الحاج أثناء قيامه برسالته أتيتم إلى هذا الكرسي البطريركي لتعلنوا إدانتكم وشجبكم ورفضكم لكلّ ما جرى إلى جانب الكثيرين من حزبيين ومواطنين".
والمطران موسى الحاج هو راعي أبرشية حيفا والأراضي المقدسة، والنائب البطريركي على القدس والأراضي الفلسطينية والمملكة الهاشمية، في الطائفة المارونية، وتم توقيفه على معبر الناقورة (الحدود اللبنانية الإسرائيلية البرية) أثناء عودته من إسرائيل.
كما تم مصادرة متعلقات المطران اللبناني من أموال وأدوية مرسلة كمساعدات من لبنانيين لأقاربهم في لبنان، بالإضافة إلى حجز جواز سفره، ما اعتبرته الكنيسة تعديا عليها، ورسالة من "حزب الله" إلى البطريرك الراعي الذي يرفع السقف مؤخرا في مواجهته.
وأشار البطريرك الراعي إلى أنّه "إذا كان هناك من قانون يمنع جلب المساعدات الإنسانيّة، فليبرزوه لنا"، معلنًا أن "من غير المقبول أن يخضع أسقف لتوقيف وتفتيش ومساءلة، من دون الرجوع إلى مرجعيّته الروحية أي البطريركية".
واعتبر أن "هذا النقص المتعمد، إساءة للبطريركية المارونية وتعد على صلاحياتها"، مؤكدا رفض هذه "التصرفات البوليسية ذات الأبعاد السياسية". وطالب بإعادة كل ما صودر من المطران الحاج.
وفي رسالة إلى "حزب الله" من دون أن يسميه، توجّه الراعي إلى من قال إنهم يسيئون للبنان، مضيفًا: "كفّوا عن قولكم إن المساعدات تأتي من العملاء، وابحثوا عن العملاء في مكان آخر فأنتم تعلمون أين هم ومن هم؟"
وبيّن أن "البطريركية صامدة على مواقفها، وستتابع مسيرتها لإنقاذ لبنان، بالاستناد إلى منطلقات الحياد الإيجابي الناشط واللامركزية الموسعة وعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، لبت الملفات الخلافية التي يعجز لبنان عن حلها، متعهدا بالوقوف إلى جانب اللبنانيين مهما عصفت التحديات فيكفي اللبنانيين عذابات".
وقال: "سنواصل الدعوة لتشكيل حكومة جديدة بأسرع ما يمكن وانتخاب رئيس جديد للجمهورية في المهلة الدستورية، فلبنان يستحقّ حكومة جديدة ورئيساً جديداً".
وتوافدت حشود شعبية إلى الديمان (مقر البطريركية الصيفي في شمال لبنان) حيث يترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد، للوقوف إلى جانب بكركي ودعم مواقفها خصوصاً بعد ما حدث مع المطران موسى الحاج.
ويشن "حزب الله" عبر أنصاره وجيوشه الإلكترونية حملات عنيفة ضد البطريرك الراعي. فيما يجري اتهام الكنيسة بالعمالة والبطريرك بأنه ينفذ أجندات خارجية، رغم أن الأساقفة اللبنانيين يزورون بشكل دائم ودوري الأراضي الفلسطينية والإسرائيلية.