معضلة "عزل ترامب".. انقسام الديمقراطيين حول معركة "خاسرة"
مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة 2020 يتمسك الجمهوريون بأن تقرير مولر لم يوص بملاحقات جزائية ضد ترامب ويحاولون طي صفحة التحقيق الروسي.
مخاطر سياسية لإجراءات عزل الرئيس دونالد ترامب، بتهمة عرقلة عمل القضاء، جعلت الديمقراطيين الأمريكيين منقسمين، خلال الساعات الماضية، بعد أن أثبت تقرير المدعي الخاص روبرت مولر هذه الجنحة.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في 2020، التي يأملون الفوز فيها، يشدد الجمهوريون لرص الصفوف، على أن مولر لم يوص بملاحقات جزائية ضد ترامب ويحاولون طي صفحة التحقيق الروسي.
- ترامب: بإمكاني طرد مولر والقائمين على تحقيق التدخل الروسي
- ترامب يبدي ارتياحه لنتائج تقرير مولر.. وفريقه القانوني: انتصار للرئيس
وقال آدم شيف رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الذي يسيطر الديمقراطيون عليها منذ يناير/كانون الثاني إنه "قرار صعب جدا".
وفي إشارة منه إلى ملاحقة ترامب، تحدث جيري نادلر رئيس اللجنة القضائية التي قد تعطي ضوءًا أخضر لبدء هذه الإجراءات، قائلا: "قد نذهب إلى هذا الحد وقد لا نذهب.. يجب تقييم كل الأدلة أولا".
ووفق الدستور، تبدأ إجراءات العزل في مجلس النواب؛ إذ يمكن للنواب التصويت على اتهام الرئيس، ثم يعود إلى مجلس الشيوخ محاكمته لتبرئته أو إقالته، لكن الأغلبية في مجلس الشيوخ جمهورية.
واعترف آدم شيف بأنه "من المؤكد أن إجراءات إقالة ستفشل إذا واصل الحزب الجمهوري تغليب الحزب على البلاد ودعم الرئيس".
ويتساءل العديد من الديمقراطيين عن جدوى إغراق البلاد في معركة خاسرة مسبقا، قبل أقل من سنتين على الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وحتى اليوم، تبدو إليزابيث وارن عضو مجلس الشيوخ والمرشحة للانتخابات التمهيدية للاقتراع الرئاسي، الشخصية الديموقراطية الرئيسية التي دعت إلى إطلاق هذه الإجراءات، وواحد فقط من المرشحين الديمقراطيين ال17 الآخرين دعا إلى ذلك أيضا، هو جوليان كاسترو.
من جانبه، شن رودي جولياني، كبير محامي الرئيس ترامب، الأحد، هجوما قويا على تقرير المحقق الخاص روبرت مولر معتبرا أنه مليء بالافتراءات والأكاذيب.
وفي انتقاد سجله البعض على محامي الرئيس الأمريكي، قال جولياني "لا خطأ في أخذ معلومات من الروس.. ذلك يعتمد على مصدرها"، وذلك في إشارة منه إلى الرسائل الإلكترونية الخاصة بالديمقراطيين والتي قام روس بقرصنتها ونشرها موقع ويكيليكس في 2016 لإلحاق الضرر بهيلاري كلينتون، منافسة ترامب في الانتخابات.
وأضاف "لم تصبح هذه فضيحة دولية لأسباب أخلاقية، بل لأن الرئيس اتهم ظلما بانتهاك القانون".
وأظهرت نتائج التحقيق الذي استمر 22 شهرا أن ترامب وفريقه لم يتواطأوا مع الروس لترجيح كفة الانتخابات لصالحه.
إلا أنه أدرج عدة حالات يمكن أن يكون فيها ترامب قد عرقل القضاء، بينها إقالة مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) جيمس كومي، ومطالبته بعزل مولر.
ويشكل تقرير مولر وثيقة استثنائية وضعت بعد أكثر من 2800 طلب قضائي لوثائق، وأكثر من 500 مذكرة تفتيش وحوالى 500 شاهد أدلوا بإفاداتهم، بينهم عدد كبير من المحيطين بترامب. واكتفى الرئيس بالرد كتابيا على أسئلة المحققين.
والتناقض الأكبر هو أن مولر يتحدث بالتفصيل في عشرات الصفحات عن 10 محاولات لعرقلة تحقيقاته، بينها أكاذيب كثيرة وتلاعب لتضليل وسائل الإعلام والجمهور. لكنه لم يوص بملاحقات لأنه لا يمكن اتهام رئيس وهو في منصبه، وترك للكونجرس مسؤولية استخلاص النتائج.
وتساءل رودي جولياني محامي ترامب الشخصي، في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز" بعدما ظهر في عدد من البرامج السياسية الأحد ليتحدث عن الانتصار في هذه القضية "هل أصبح مولر إلها؟".
ومثله، يقوم ترامب بتحليل انتقائي لتقرير مولر، فهو يعتبر أن عناصر الاتهام الواضحة التي ذكرها المحققون خيالية، لكنه يؤكد من جانب آخر أن المدعي الخاص لم يخلص إلى أن جنحة ارتكبت.