سياسة الخيط الرفيع.. لماذا لم يُعجل ترامب بالحرب التجارية مع الصين؟
بدا وعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية ضد الصين حاداً لدرجة التوقع ببدء الحرب التجارية المستعرة فور تنصيبه.
ترامب هو الرئيس الأمريكي الوحيد الذي بدأ نفوذه منذ إعلان فوزه في الانتخابات، بل يمكن القول إنه بدأ العمل السياسي بالفعل، وذلك بفضل التصريحات والتهديدات وغيرها التي صدرت عنه دون انتظار تسلمه السلطة رسميا في البلاد.
وقال تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت غورنال" إن انتقادات ترامب للصين أثناء حملته الانتخابية وبعد فوزه كانت قد أثارت الشكوك حول احتمال أن يشعل اليوم الأول من رئاسته الثانية حربًا تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
ولكن عند توليه منصب الرئاسة قبل أيام أرجأ ترامب تهديدات فرض الرسوم الجمركية وأبدى استعدادًا للتحدث مع زعيم الصين حول الأمور التجارية، مما أجّل التصادم الذي كان يبدو وشيكًا، في الوقت الذي كرر فيه تهديداته باتخاذ إجراءات ضد بكين في قضايا التجارة والتكنولوجيا والأمن.
موقف الصين
وفقا للتقرير، فإنه من وجهة نظر الصين، كان هذا بداية إيجابية جدًا، وفقًا لما قاله وانغ هوياو رئيس مركز الصين والعولمة، ومستشار للحكومة الصينية. وقد وجه ترامب الوكالات الفيدرالية لتقييم العلاقة الاقتصادية مع الصين، بدلاً من فرض الرسوم الجمركية على الفور كما هدد سابقًا. كما وافق على منح تيك توك مزيدًا من الوقت للبحث في كيفية الاستمرار في العمل في الولايات المتحدة، بعد أن توقف التطبيق المملوك للصين بشكل مؤقت تحت تهديد الحظر الدائم. وقال ترامب أيضًا إنه قد يزور الصين هذا العام، بعد أن تحدث مع الزعيم الصيني شي جينبينغ الأسبوع الماضي. وكان شي قد أرسل نائبه لحضور مراسم التنصيب يوم الإثنين في ما اعتُبر لفتة حسن نية بعد أن تلقى دعوة من ترامب لحضور الحدث.
التعريفات أداة ضغط
وفي وقت سابق، حذر الاقتصاديون في الولايات المتحدة من تداعيات فرض الرئيس الأمريكي تعريفات جمركية على الدول، بما فيها الصين، بوصفه سيؤدي إلى موجة جديدة من التضخم التي ستثقل كاهل الأسر الأمريكية. وبدا واضحا أن فرض هذه التعريفات ليس في الصالح الاقتصادي الأمريكي إلا إذا كان ترامب ينوي من خلالها الضغط لإعادة التفاوض حول قواعد التعاملات الاقتصادية بشكل عام بين بلاده والدول الأخرى، بما يصب نهائيا في صالح واشنطن.
وفي هذه الحالة ستلعب التعريفات أداة ضغط اقتصادي بامتياز. لكن ترامب ربما رأى أن يستخدم هذه الأداة أيضا لتحقيق مكاسب في الملفات السياسية الوعرة.
وقبل أيام، قال الرئيس الأمريكي إنه طلب من الرئيس الصيني أن يلعب دورًا في حل النزاع المستمر بين روسيا وأوكرانيا. وفي يوم الثلاثاء، سُئل ترامب من قبل أحد الصحفيين إذا كان قد ناقش الحرب في أوكرانيا مع شي، الذي تربطه علاقات وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. أجاب الرئيس الأمريكي: "نعم. قلت له يجب أن يتم تسويتها". وأضاف ترامب أن الرئيس الصيني لديه "قوة كبيرة". وعندما سُئل عما إذا كان سيفرض عقوبات إضافية على روسيا إذا لم يجلس بوتين للمفاوضات، رد ترامب قائلاً: "يبدو ذلك محتملًا". ووفقا للمراقبين، فمن الواضح أن ترامب يهدف إلى الضغط على الأطراف المعنية والمترابطة لإجراء مفاوضات لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في وقت مبكر.
aXA6IDMuMTQuMTQxLjEwMCA= جزيرة ام اند امز