ترامب وكيم.. هل حان وقت القمة الثالثة؟

في ظل مفاجآت الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لم تقترب إدارته حتى الآن من كوريا الشمالية التي تتسلح للمستقبل.
فعلى النقيض من الولاية الأولى لترامب والتي شهدت عقد قمتين إضافة إلى اجتماع قصير في المنطقة منزوعة السلاح مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، لم يحدث أي تقارب بين واشنطن وبيونغ يانغ في الولاية الثانية.
وبعد فشل محادثات ترامب وكيم، لم تبذل إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن جهدًا يُذكر لكسر الجمود، حيث وسّعت بيونغ يانغ خلال عهده ترسانتها النووية وقدراتها الصاروخية.
ويبدو أن هدف كوريا الشمالية هو ردع فعال ضد واشنطن، أي امتلاك القدرة على استهداف الأراضي الأمريكية، ومن المرجح أن تستفيد في ذلك من الشراكة الوثيقة مع روسيا، وفقا لما ذكره موقع "ريسبونسيبل ستايت كرافت".
وحتى الآن، لم تُظهر كوريا الشمالية أي اهتمام بإحياء العلاقة بين كيم وترامب الذي سيظل الرئيس الأمريكي الوحيد الذي تواصل مع بيونغ يانغ.
كما أنه يبدو مستعدًا للنظر في تخفيف العقوبات الاقتصادية، وهو هدف رئيسي لكوريا الشمالية.
ومع ذلك، فإن كوريا الشمالية لديها أسبابها الوجيهة لتبدو وكأنه من الصعب الوصول إليها وذلك لخدمة أغراض التفاوض، ولهذا قد يتطلب إقناع كيم بالمخاطرة بالعودة لطاولة المفاوضات مع أكثر من رسائل الحب.
التزام
لإغراء بيونغ يانغ، يجب على ترامب إظهار التزامه بإقامة علاقة جادة معها، وضمّ كوريا الشمالية إلى النظام العالمي الأوسع، وهو ما يتحقق من خلال إلغاء حظر السفر الأمريكي واقتراح إقامة علاقات دبلوماسية مع بيونغ يانغ.
وبعد تنصيبه الأخير، أصدر ترامب حظر سفر جديد شمل 19 دولة، مع احتمال استهداف 36 دولة أخرى، لكن القائمة لم تتضمن كوريا الشمالية على عكس ما حدث في ولايته الأولى.
وتكهّن البعض بأن استبعاد كوريا الشمالية يهدف إلى تسهيل أي تحرك نحو المفاوضات الثنائية، لكن بيونغ يانغ تجاهلت المسألة.
ولم يبقَ سوى الحظر المفروض على الأمريكيين الذي مددته واشنطن للعام المقبل، وسيُظهر رفعه ترحيب إدارة ترامب بالتواصل بين البلدين، كما أن السماح لمزيد من الأمريكيين بالسفر إلى هناك سيفتح نافذة، وإن كانت ضيقة، على مجتمع شديد الغموض.
كما ينبغي على ترامب أن يقترح إقامة علاقات دبلوماسية بين الحكومتين وبإمكانهم البدء على نطاق ضيق، بمكاتب اتصال، مع توقع أن يتبع ذلك إنشاء سفارات كاملة.
وسيوفر وجود دبلوماسيين في بيونغ يانغ، مع بعض فرص السفر خارج العاصمة، معرفة بسيطة لصانعي السياسات الأمريكيين بالأوضاع داخل كوريا الشمالية.
وستسهل العلاقات الرسمية الحوار المستمر لذا ينبغي اعتبار الدبلوماسية متطلبًا أساسيًا، لا مكافأةً وذلك رغم أن الحوار بشكل روتيني لن يضمن تغطية القضايا الأكثر أهمية أو حلّها.
تشجيع الحوار
ومع ذلك، فإنّ معاملة كوريا الشمالية كدولة ذات سيادة متساوية جديرة بالمشاركة من شأنه أن يشجع الحوار، بما في ذلك حول موضوعات مثيرة للجدل مثل حقوق الإنسان.
ويمكن للبلدين مناقشة إطار عمل للسلام، وبدلًا من المطالبة بالالتزام بنزع السلاح النووي، و+يمكن لواشنطن الضغط من أجل تجميد أولي للأنشطة النووية مقابل تخفيف جزئي للعقوبات.
قد يكون ثمن ذلك باهظًا، لكن كيم زاد نفوذه بشكل كبير، فمنذ القمة الأولى أضاف وحسّن الأسلحة النووية والصواريخ، وشكّل تحالفًا مربحًا مع روسيا.
والأكيد، وفق الصحيفة ذاتها، أن كوريا الشمالية قضية مهمة تزداد إلحاحًا حيث حذر تقرير صادر عن معهد آسان ومؤسسة راند عام 2021 من أن بيونغ يانغ قد تمتلك قبل نهاية العقد "200 سلاح نووي وعشرات من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، ومئات من الصواريخ الميدانية لإطلاق الأسلحة النووية".
وقد يكون ترامب مشغولا الآن في ملفات أخرى، لكن كوريا الشمالية لن تنتظر، فمع سعيها إلى إنشاء رادع نووي فعّال ضد الولايات المتحدة، يبدو الانخراط أمرا لا بدّ منه.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTQzIA== جزيرة ام اند امز