ترامب والشرق الأوسط.. زيارتان و3 قمم دولية في 5 شهور

زيارتان لمنطقة الشرق الأوسط للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال 5 شهور، شهدتا 3 قمم دولية بشأن قضايا المنطقة وخصوصا غزة والعلاقات بدولها.
5 زيارات وقمم للرئيس ترامب خلال فترة قصيرة تجسد اهتماما أمريكيا متصاعدا بقضايا الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتبرز سعيا متواصلا لإحلال السلام الأبدي في المنطقة.
كما تجسد من جانب آخر حرصا أمريكيا متناميا على تعزيز العلاقات مع دول المنطقة، ولا سيما دول الخليج على مختلف الأصعدة، بما يعزز الشراكة الاستراتيجية معها، ويسهم في دعم الاستقرار والازدهار في المنطقة.
ويصل الرئيس ترامب، غدا الإثنين، إلى الشرق الأوسط في زيارة تشمل إسرائيل ومصر، هي الثانية له لمنطقة الشرق الأوسط خلال 5 شهور، بعد الجولة الخليجية التي أجراها خلال الفترة من 13 إلى 16 مايو/أيار الماضي، وزار خلالها السعودية والإمارات وقطر، وأجرى مباحثات مع قادتها.
وفيما شهدت زيارته الأولى للمنطقة قمة خليجية أمريكية بالرياض 14 مايو/أيار الماضي، تشهد زيارة ترامب الحالية قمة للسلام تعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة أكثر من 20 من قادة دول المنطقة والعالم بهدف إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي، وفقا لبيان مصري.
وما بين قمة الرياض وقمة شرم الشيخ، عقدت قمة في نيويورك 24 سبتمبر/أيلول الماضي بمشاركة ترامب وقادة وممثلي 8 دول عربية ودول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وشارك فيها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي.
في التقرير التالي تسلط "العين الإخبارية" الضوء على القمم الثلاث التي عقدها ترامب بشأن قضايا الشرق الأوسط، في أول عام من ولايته الرئاسية الثانية.
قمة الرياض
جاءت القمة خلال جولة خليجية للرئيس الأمريكي خلال الفترة من 13 إلى 16 مايو/أيار الماضي وشملت السعودية والإمارات وقطر.
وركّزت القمة على تعزيز الشراكة الاستراتيجية، ومناقشة قضايا الأمن الإقليمي والاقتصاد وملفات المنطقة.
وقال الرئيس ترامب، خلال القمة، إن دول الخليج في قمة الدول المتقدمة والمزدهرة، والعالم يراقب الفرص المتاحة لديها. وأكد ضرورة إيجاد «مستقبل آمن وكريم» في غزة، وجدَّد عزمه على إصدار أمر برفع العقوبات عن سوريا.
ونيابة عن رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، شارك في القمة، الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي.
وبحثت القمة سُبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين دول المجلس والولايات المتحدة، إضافة إلى بحث آخر المستجدات والأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وسُبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان في تصريح له بمناسبة انعقاد القمة قال إنها تمثِّل فرصة طيبة لتوثيق علاقات الصداقة والتعاون التاريخية بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة، وذلك من خلال الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين وبما يمكِّننا من الانطلاق معاً نحو آفاق أرحب من التعاون على نحو يلبّي تطلعات ومصالح شعوبنا.
وأضاف أن تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي يستدعي منّا جميعاً التعاون والتنسيق والعمل المشترك الفعّال، خاصة في ظل التحديات الدولية والإقليمية.
وعقدت القمة الخليجية الأمريكية في الرياض 14 مايو/أيار الماضي بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقادة دول الخليج الست.
وأكد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان أهمية الدور المحوري الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية في تعزيز أمن واستقرار المنطقة، وأن المشاركة في هذه القمة تعزِّز الشراكة التاريخية والوطيدة التي تجمع الجانبين وتؤكد الالتزام بدعم مساعي تحقيق السلام والازدهار.
وشدَّد في هذا السياق على أهمية التنسيق لإيجاد حل دائم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين، إضافة إلى الوصول إلى تسوية عادلة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني من خلال قيام دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
قمة نيويورك
عقدت قمة نيويورك في 24 سبتمبر/ أيلول الماضي، على هامش أعمال الدورة الـ 80 من الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وشارك في تلك القمة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي.
قد جاء عقد القمة بدعوة من ترامب، وشارك فيها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني بن الحسين ، ورجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية، وبرابوو سوبيانتو رئيس جمهورية إندونيسيا، ومحمد شهباز شريف رئيس وزراء باكستان ، والدكتور مصطفى مدبولي رئيس وزراء مصر، والأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير خارجية السعودية.
وجاء عقد القمة بهدف إجراء محادثات متعددة الأطراف حول سبل إنهاء الحرب الدموية في غزة والتوصل إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين، واتخاذ خطوات حاسمة في مواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يعاني منها المدنيون في قطاع غزة.
وثمن الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال القمة، الجهود التي يقوم بها فخامة الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب وتفادي المزيد من الخسائر في الأرواح، ووضع حد للأزمة والأوضاع المأساوية في قطاع غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين، مؤكدا دعم دولة الإمارات الثابت لهذه الجهود وكافة المبادرات التي تقود إلى إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتوصل إلى تسوية سلمية تقود إلى تحقيق السلام والاستقرار الدائمين للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وللمنطقة بأسرها.
كما أشار إلى أهمية تجنب الإجراءات الأحادية التي تقوض مساعي المجتمع الدولي لتحقيق "حل الدولتين" وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأكد قادة الولايات المتحدة الأمريكية وثماني دول عربية ودول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في بيان مشترك بعد القمة ضرورة إنهاء الحرب في غزة وتحقيق وقف فوري لإطلاق النار بما يكفل إطلاق سراح الرهائن والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية الكافية بوصفه الخطوة الأولى نحو سلام عادل ودائم.
وجدد القادة التزامهم بالتعاون مع الرئيس ترامب، وأكدوا أهمية قيادته من أجل إنهاء الحرب وفتح آفاق لسلام عادل ودائم.
وشددوا على ضرورة وضع تفاصيل خطة لتحقيق الاستقرار، مع ضمان استقرار الضفة الغربية والمقدسات في القدس وأعربوا عن دعمهم لجهود الإصلاح للسلطة الفلسطينية.
كما أكد المشاركون ضرورة وضع خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، استنادًا إلى خطة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، فضلاً عن الترتيبات الأمنية، مع مساعدة دولية لدعم القيادة الفلسطينية وأعربوا عن التزامهم بالعمل معًا لضمان نجاح الخطط وإعادة بناء حياة الفلسطينيين في غزة.
وأكدوا كذلك أهمية الحفاظ على الزخم لضمان أن يكون هذا الاجتماع بداية لمسار على الطريق الصحيح نحو مستقبل يسوده السلام والتعاون الإقليمي.
قمة شرم الشيخ
ويستضيف منتجع شرم الشيخ المصري ، غدا الإثنين، قمة دولية للسلام.
وأعلنت الرئاسة المصرية أن القمة تُعقد تحت عنوان "قمة شرم الشيخ للسلام"، برئاسة مشتركة بين الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة "قادة أكثر من عشرين دولة".
وتهدف القمة إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي، وفقا للبيان المصري.
وقالت الرئاسة المصرية "تأتي هذه القمة في ضوء رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيق السلام في المنطقة، وسعيه الحثيث لإنهاء النزاعات حول العالم".
وحسب مراسل القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية وهو أيضا مراسل موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن الدول المدعوة الى شرم الشيخ هي: الإمارات العربية المتحدة، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، إيطاليا، قطر، الأردن، تركيا، المملكة العربية السعودية، باكستان وإندونيسيا، إسبانيا، اليابان، أذربيجان، أرمينيا، المجر، الهند، السلفادور، قبرص، اليونان، البحرين، الكويت، كندا، وإيران.
ويتضح من الدعوة الأمريكية التي نشر موقع "أكسيوس" صورة لها أن هدف القمة "توقيع خطة سلام الشرق الأوسط".