من «الصدمة» لتقليص نشاط الجيش بغزة.. كيف تفاعلت إسرائيل مع تصريحات ترامب؟

في أعقاب تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن موافقة حماس على خطته لإنهاء حرب غزة، أصيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ«الصدمة»، إلا أنه سرعان ما تدارك الأمر، وبدأ يتفاعل مع تطورات الموقف.
وما إن نُشر رد ترامب، حتى تبعتها ردود فعل إسرائيلية، فمسؤول إسرائيلي قال للقناة 12 الاسرائيلية، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فوجئ برد ترامب.
وقف فوري
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طالب السبت، إسرائيل بوقف قصف غزة فورا، قائلا إن حركة حماس مستعدة لـ«سلام دائم».
وفي تغريدة عبر حسابه بمنصة «تروث سوشيال»، قال ترامب: استنادًا إلى البيان الذي أصدرته حماس للتو، أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم. يجب على إسرائيل أن توقف فورًا قصف غزة، حتى نتمكن من إخراج الرهائن بأمان وسرعة! في الوقت الحالي، الوضع خطير جدًا للقيام بذلك.
وفي المشاورات التي أجراها نتنياهو الليلة بعد رد حماس وقبل إعلان ترامب، أكد أنه يرى رد حماس رفضًا لخطة ترامب، وفقًا للمسؤول الإسرائيلي.
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن نتنياهو أكد خلال المشاورات على ضرورة تنسيق ردهم مع الأمريكيين لضمان عدم ترويج استجابة حماس للخطة الأمريكية.
وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن المستوى المهني الذي يتعامل مع المختطفين رأى في رد حماس ردًا إيجابيًا يفتح الطريق للتوصل إلى اتفاق.
صدمة ومفاجأة
وما زاد من هول الصدمة في أوساط المحللين الإسرائيليين هو دعوة ترامب لإسرائيل بوقف القصف على غزة فورا.
وكان مسؤولون ومحللون إسرائيليون رجحوا في الأيام الأخيرة أن حماس سترفض الخطة الأمريكية ما سيضعها في مواجهة جديدة مع ترامب.
وانشغلت وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال الأيام الماضية بنشر تحليلات بأن حماس سترفض مهلة إضافية وإنها تجد صعوبة في قبول الخطة وإنها ستطلب تعديلات سيرفضها ترامب.
لكن البيان الذي نشره ترامب مثل صدمة قوية في الأوساط الإسرائيلية إلى حد أن الحكومة الإسرائيلية صمتت بشكل كامل على رد حماس ورد ترامب عليه.
وقالت مراسلة القناة 12 الإسرائيلية دافنا ليئيل: الأمر الأكثر أهمية هو أن ترامب يطالب إسرائيل بالامتناع عن إطلاق النار حتى انتهاء المفاوضات، وهي الخطوة التي كانت إسرائيل تخشاها".
ورأت القناة 12 الإسرائيلية إنه "لأول مرة منذ بداية الحرب، الولايات المتحدة لا تقبل بمبدأ التفاوض تحت النار".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصر على أن أي مفاوضات ستجري تحت النار.
تغير الموقف
إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سرعان ما تدارك الموقف، فأصدر بيانا السبت عن مكتبه، أكد فيه، استعداد إسرائيل لـ«التنفيذ الفوري» لأولى مراحل خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان مقتضب: على ضوء رد حركة حماس، تستعد إسرائيل لتنفيذ فوري للمرحلة الأولى من خطة ترامب للإفراج الفوري عن جميع المختطفين.
وأضاف: سنواصل العمل بتعاون كامل مع الرئيس وفريقه لإنهاء الحرب وفقًا للمبادئ التي وضعتها إسرائيل والتي تتوافق مع رؤية الرئيس ترامب.
خطوات عملية
وفي خطوات على الأرض، قالت هيئة البث الإسرائيلية، السبت، إن تعليمات صدرت من المستوى السياسي إلى الجيش بتقليص نشاطه بغزة إلى «الحد الأدنى»، بحيث يقتصر على أغراض دفاعية فقط.
وأضافت، أنه بعد مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإسرائيل بوقف قصف غزة فورا، وجه المستوى السياسي الجيش الإسرائيلي بوقف «عملية احتلال غزة».
وبحسب هيئة البث، فإنه «بعد تقييمات الوضع الليلية ومحادثات مع جهات أمريكية: وجه المستوى السياسي الجيش الإسرائيلي - لتقليل النشاط في غزة إلى الحد الأدنى، وتنفيذ عمليات دفاعية فقط في القطاع»، ما يعني إيقاف عملية احتلال مدينة غزة.
المرحلة الأولى
الأمر نفسه أشار إليه بيان صادر عن الجيش جاء فيه أنه «بناء على أوامر القيادة السياسية، أصدر زامير تعليمات للقوات الإسرائيلية بالاستعداد لتنفيذ المرحلة الأولى من خطط ترامب لتحرير الرهائن»، دون تفصيل ما يستلزمه الأمر.
ويبدو أن البيان يؤكد أيضًا التقارير التي تفيد بأن القادة السياسيين أمروا الجيش الإسرائيلي بوقف هجومه للسيطرة على مدينة غزة والتركيز بدلاً من ذلك على العمليات الدفاعية، مؤكدين أن «أمن قواتنا له أهمية قصوى وسيتم تخصيص جميع قدرات الجيش الإسرائيلي للقيادة الجنوبية للدفاع عن قواتنا».
وأكد رئيس الأركان أنه في ضوء حساسية العمليات، يجب على القوات إظهار جاهزية ووعي متزايدين. كما تم توضيح ضرورة الرد السريع لإزالة أي تهديد، وفقًا للبيان.
وأبدت حماس موافقتها على تسليم الرهائن بموجب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأرجأت مناقشة مستقبل القطاع لحين طرح القضية من خلال إطار وطني فلسطيني جامع ستكون حماس من ضمنه وستسهم فيه.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjEg جزيرة ام اند امز