هاتف ترامب الشخصي.. قناة دبلوماسية تتجاوز البروتوكولات

بات الهاتف المحمول للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أداة أساسية في إدارة دبلوماسيته الخاصة، حيث يُجري من خلاله اتصالات مباشرة وغير رسمية مع عدد من زعماء العالم، متجاوزًا بذلك القنوات الرسمية والبروتوكولات التقليدية.
وبحسب تقرير لموقع مجلة بوليتكو، فاجأ ترامب خلال ولايته الأولى العديد من القادة بمنحهم رقمه الشخصي، داعيا إياهم إلى تجاوز الإجراءات المتعارف عليها والتواصل معه مباشرة.
واليوم، وبعد مرور 6 أشهر على انطلاق ولايته الثانية، أصبحت تلك المكالمات والرسائل النصية شبه اليومية سمة رئيسية في علاقات ترامب الخارجية، تتراوح بين نقاشات حول ملفات حساسة ومحادثات شخصية تهدف لتوطيد العلاقات.
وقال مصدر مطّلع على هذه المكالمات: "الرئيس يتحدث مع قادة أكثر مما يتخيل الناس.. بعض الحوارات جادة وتتناول ملفات مهمة، وأخرى يغلب عليها الطابع الودي والشخصي".
ومن بين الزعماء الذين يتواصل معهم ترامب بشكل مباشر، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي التقي ترامب اليوم الإثنين في اسكتلندا.
وتؤكد مصادر مطلعة أن تلك الحوارات لا تخلو من الطرافة، إذ يروي أحد المصادر عن مكالمة بين ترامب وماكرون أن "ترامب كان يطيل نطق اسم ماكرون قائلاً (إيمانويللل)، فيرد عليه ماكرون بـ(دونالدددد)، وكان المشهد طريفًا وغير متوقع."
ويشير دبلوماسيون أوروبيون إلى أن هذا النمط "العفوي" من التواصل ساهم في تعزيز الروابط الشخصية بين ترامب وهؤلاء القادة، مما انعكس إيجابًا على نتائج بعض الملفات المشتركة.
وقالت آنا كيلي، نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض: "الرئيس ترامب يحتفظ بعلاقات ممتازة مع قادة العالم، وقد عقد 23 اجتماعًا ثنائيًا خلال 6 أشهر فقط، وهو رقم يتفوّق على جميع من سبقوه".
ولا تقتصر المبادرات على القادة فحسب، إذ يبادر ترامب أيضًا بالاتصال بعدد من القادة من بينهم ستارمر، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
لكن هذا الأسلوب لا يخلو من مفاجآت، إذ نشر ترامب مؤخرًا لقطة شاشة لرسائل نصية تلقّاها من أمين عام الناتو مارك روته قبيل القمة الأخيرة، مما أثار قلقًا لدى بعض القادة من أن محادثاتهم الخاصة مع الرئيس الأمريكي قد تصبح علنية في أي وقت.
وبينما يحاول بعض الزعماء إرضاء ترامب من خلال الهدايا أو الإطراء، كما فعل رئيس جنوب أفريقيا حين اصطحب محترفي غولف للعب معه، قدّم ستارمر رسالة من الملك تشارلز الثالث يدعو فيها ترامب إلى مأدبة عشاء رسمية في قصر وندسور في سبتمبر/أيلول المقبل.
ومن بين الزعماء الذين يتقنون التعامل مع ترامب، يبرز ماكرون الذي لا يتردد أحيانًا في معارضته علنًا، كما حدث في قمة الناتو الأخيرة حين انتقد الرسوم الأمريكية على الاتحاد الأوروبي. ورغم ذلك، يتمتع الرئيس الفرنسي بعلاقة شخصية مريحة مع ترامب بفضل تواصلهما المتكرر.
وعندما سُئل ترامب مؤخرًا عن اعتزام ماكرون الاعتراف بدولة فلسطينية، أجاب باختصار: "إنه رجل طيب، أحبه.. لكن تصريحه هذا لا يغيّر شيئا".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTUg جزيرة ام اند امز