سياسة ترامب.. مغازلة الداخل وتهديد الخارج
مهمة رئيس الدولة تعتمد على الإقناع وليس إصدار الأوامر فحسب ولكن يبدو أن ترامب لديه وجهة نظر أخرى في التعامل مع رئاسته القادمة.
مهمة رئيس الدولة عادة ما تعتمد على الإقناع وليس إصدار الأوامر فحسب، ولكن يبدو أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لديه وجهة نظر أخرى في التعامل مع رئاسته القادمة.
فقبل أن يدخل البيت الأبيض بدأ السياسي جديد العهد في وضع قواعد لعمل الرئاسي قائمة على سياسة المواجهة، حيث يرى في مواجهة الجميع الإستراتيجية الرئيسية لحماية المصالح الأمريكية، فهو يغازل بخطابه الشعبوي نزعة الصراع لدي مواطنيه أحفاد رعاة البقر، والطبقة الصامتة التي أوصلته للبيت الأبيض،على الرغم من تحذيرات المراقبين من عواقب ذلك.
صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية وفي قراءة مستقبلية لرئاسة ترامب قالت، إن خلفية الرئيس الجمهوري المنتخب كرجل أعمال تظهر في سياسة المواجهة والنطاح، والتي جعلت منه أميل لاعتماد نفس السياسة في التعامل مع الشئون الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للأمريكيين.
فقبل أن تنتهي فترته الانتقالية التي يجب خلالها أن يتعرف على أجواء الحياة الجديدة التي سيبدؤها رسمياً في 20 يناير المقبل دخل ترامب العنيد في معركة كلامية حقيقة مع الصين نتيجة لإجراء محادثة هاتفية مع تايوان الأمر الذي اعتبرته الصين تدخلاً في شؤونها، ولم يكتفِ بذلك بل زاده بتصريحاته عن السياسات الصينية، ورفض أن يعتذر.
وبينما ازدادت المواجهة مع الصين تأزماً حتى أدخل ترامب نفسه في مواجهة أخرى مع وكالة المخابرات الأمريكية "السي.أي.إيه" بسبب حديثها عن قيام روسيا بالتدخل في المارثون الرئاسي لصالحه، حيت أعلن رفضه مثل هذا الحديث الذي وصفه بالسخف قبل أن يعير الجهاز الذي اتهم الرئيس العراقي السابق صدام حسين بامتلاك أسلحة للدمار الفاشل وهو الأمر الذي فشلوا في إثباته.
ورغم انتقاد عدد من المراقبين هذا النهج الذي يتبعه ترامب مؤكدين أن سياسة الأرض المحروقة والعودة إلي المربع صفر سيكون له عواقب وخيمة على العلاقات الأمريكية مع العالم، رغم هذا الحديث المقلق فإن عدداً كبيراً من مؤيدي ترامب يجدون فيه رئيساً مختلفاً، فهو -بالنسبة لهم- صريح، ولا يجيد التلاعب بالألفاظ، ويسعى إلى حماية المصالح الأمريكية، حيث أعرب كثيرون عن سعادتهم بالاستماع لشخص يتحدث مثلهم، مواطن بعيد عن "المطبخ" السياسي في البيت الأبيض والكونجرس، ولا يجيد الأحاديث الأكاديمية، التي سأم الأمريكيون الإنصات إليها، فهذه هي الأغلبية الصامتة التي أوصلت ترامب للبيت الأبيض رغم مؤشرات ضعف حظوظه مقارنة بمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وبالعودة إلى الانتقادات نقلت "كريستيان ساينس مونيتور" عن جيفري إينجل مدير مركز "ميدويست" الجامعي لأبحاث تاريخ الرئاسة قوله: "خلافاً لما يحدث في مجال الأعمال التجارية، فإن الساحة الدولية بقوم العمل فيها بشكل أفضل عندما ينجح الجميع في تحقيق الأرباح"، مؤكداً أنه في الوقت الذي تستطيع الصفقات العقارية أن تحقق الكثير من الأهداف عبر التبجح والتهديد، فإن العمل الدبلوماسي يجب أن يعتمد على الذكاء وضبط النفس والصبر، وإلا فستكون الخسائر أبعد من نطاق التصور.
aXA6IDE4LjExNy43MS4yMTMg
جزيرة ام اند امز