ترامب يحدد موعد ومكان لقاء بوتين ويعزي التأخر للترتيبات الأمنية

في مسعى لإنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا، حدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة، مكان وموعد لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وفي تغريدة عبر حسابه بمنصة «تروث سوشيال»، قال ترامب، إنه سيجتمع مع فلاديمير بوتين يوم الجمعة المقبل في ألاسكا بعد أن استعرض في وقت سابق من اليوم شروط اتفاق سلام محتمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا والذي قد يشمل «تبادل بعض الأراضي».
وتابع ترامب: «سيُعقد الاجتماع المرتقب بفارغ الصبر بيني، بصفتي رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة المقبل، الموافق 15 أغسطس/آب 2025، في ولاية ألاسكا الكبرى. سأوافيكم بمزيد من التفاصيل لاحقًا».
وكان ترامب قال خلال قمة ثلاثية مع رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان ورئيس أذربيجان إلهام علييف، في وقت سابق الجمعة، إنه سيلتقي«الرئيس بوتين قريبا جدا. كان من الممكن أن يكون اللقاء أبكر، لكن أعتقد أن هناك ترتيبات أمنية يضطر البعض، للأسف، إلى اتخاذها».
وأشارت تقارير صحيفة "وول ستريت جورنال" في وقت سابق، إلى أن دولة الإمارات قد تستضيف الحدث، بناء على تلميحات بوتين خلال لقائه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في موسكو.
وبشأن الأزمة الأوكرانية، توقع ترامب أنه «يقترب بشدة من حل المسألة الأوكرانية»، مضيفًا: نتطلع لإعادة بعض الأراضي وبعض عمليات التبادل.. . لا أحب أن أستخدم كلمة آخر فرصة».
جاء الاتفاق على عقد القمة بعد زيارة المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو، التي وصفها ترامب بأنها حققت "تقدماً كبيراً" في تهدئة التصعيد، خاصةً بعد تجاوز المهلة التي حددها في 8 أغسطس/آب لموسكو لوقف إطلاق النار.
ما الذي يمكن أن نتوقعه من اجتماع ترامب – بوتين؟
ومن المتوقع أن تحتل الحرب الأوكرانية الصدارة في محادثات القادة، إلى جانب ملفات بالغة الحساسية تشمل: الاستقرار العالمي، والحد من التسلح النووي، وتطورات الشرق الأوسط، وحزمة العقوبات الغربية، والعلاقات التجارية الثنائية، والتعامل مع الملف الإيراني.
تنازلات محفوفة بالمخاطر:
أثير جدل واسع حول الطرف الأكثر استعداداً لتقديم تنازلات. فبينما تُعزى مرونة ترامب جزئياً إلى ضغوط العقوبات الأمريكية -التي هدّدت بفرض عقوبات ثانوية على مشتري النفط الروسي- تبدو موسكو متمسكة بموقفها الذي يعتبر الصراع في أوكرانيا "مسألة وجودية"، ما يجعل تقديمها تنازلات بعيدة المدى أمراً مستبعداً.
في المقابل، تظهر مؤشرات على تراجع أمريكي محتمل، خاصةً بعد رفض الصين والهند إنذار ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على وارداتهما من النفط الروسي، مما قوّض فاعلية الضغط الاقتصادي الذي تمارسه واشنطن.
ويزداد المشهد الجيوسياسي تعقيدًا، إذ يخشى مراقبون أن تؤدي ضغوط ترامب المتزامنة على الصين والهند إلى تقارب بين القوتين، وهو ما يهدد سنواتٍ من الجهود الأمريكية لاستمالة نيودلهي لموازنة بكين.
وقد بدأت مؤشرات هذا التقارب بالظهور مع زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى الصين، وازدياد الانفتاح بين موسكو وكلٍّ من بكين ونيودلهي، إلى جانب دعوات من الرئيس البرازيلي لولا لتنسيق موقف مشترك داخل تكتل "البريكس" ضد الإجراءات الأمريكية.
مطالب موسكو:
تتمحور المطالب الجوهرية لموسكو حول نقاط عدة:
- اعتراف دولي بمكاسبها الإقليمية في أوكرانيا
- ضمان حياد كييف العسكري
- منع انضمامها إلى حلف الناتو
- تقليص القدرات العسكرية الأوكرانية.
وتوحي تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، التي أشار فيها إلى أن "القضايا الإقليمية" محورٌ أساسي في محادثات السلام، بأن واشنطن قد تكون مستعدة لمناقشة هذه النقطة، رغم الرفض الأوكراني المدعوم أوروبيًا.
سيناريوهات:
وتدور بعض السيناريوهات حول:
- اتفاق لتبادل الأراضي، ينسحب بموجبه الروس من بعض المناطق مقابل اعتراف رسمي بسيطرتهم على أجزاء من دونباس والقرم، مع وقفٍ شامل لإطلاق النار.
- حال تعذّر ذلك.. قد تقتصر النتيجة على وقفٍ مؤقت للقتال، وهو ما سبق أن قبلت به كييف ورفضته موسكو، ما يفتح الباب أمام "صراعٍ مجمّد" طويل الأمد.
ورغم أن القمة قد تحقق تقدمًا في ملفات أخرى، مثل الحد من التسلح أو قضايا الشرق الأوسط، فإن غياب تقدم في الملف الأوكراني سيجعل أي إنجازات أخرى محدودة الأثر.
كما يظل الاجتماع نفسه عرضةً للتعثر في اللحظات الأخيرة إذا وقعت تطورات ميدانية كبيرة أو خلافات بروتوكولية، خصوصًا في ظل الخلاف حول مشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، التي يرفضها بوتين.
وفي حال فشل القمة، ستكون التداعيات ثقيلة، متمثلةً في تصعيد عسكري جديد، وتوتر متزايد بين روسيا والغرب، وخيبة أمل لملايين الأوكرانيين الذين تؤكد استطلاعات "غالوب" أن 70% منهم يؤيدون بدء مفاوضات فورية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg
جزيرة ام اند امز