بوتين وترامب يستعدان "رياضيا" قبيل قمتهما المرتقبة
هناك أسئلة عديدة بشأن القمة، من بينها: هل سيؤدي ترامب في مواجهة بوتين دور زعيم "العالم الحر" ويسأله عن أفعال روسيا ومواقفها؟
قمة مرتقبة تشهدها مدينة هلسنكي عاصمة فنلندا، الإثنين، حيث تجمع بين الرئيسين الأمريكي والروسي دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، بعد نهاية أسبوع "رياضية" لكل منهما.
فترامب يمارس الجولف، رياضته المفضلة وفق تعبيره، في منتجعه الفخم الاسكتلندي في تورنبوري، في حين يحضر بوتين مباراة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2018 في موسكو بين فرنسا وكرواتيا.
وبمناسبة كأس العالم، سيلتقي بوتين رئيسي الدولتين المتنافستين في المباراة النهائية إيمانويل ماكرون وكوليندا جرابار-كيتاروفيتش.
وفي حين كانت زيارتا الرئيس الأمريكي الخامس والأربعين لبروكسل ولندن عاصفتين، إذ انتقد خلالهما بشدة، حلفاءه في حلف شمال الأطلسي، ولا سيما ألمانيا التي اتهمها بأنها "رهينة" روسيا، فإن نقاط الخلاف بين واشنطن وموسكو كثيرة، حسبما كان تعليق وكالة الأنباء الفرنسية.
فقائمة الخلافات بينهما تطول، إذ تضم موضوعات عدة من بينها شبه جزيرة القرم الأوكرانية، ودعم رئيس النظام السوري بشار الأسد، فضلاً عن الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة.
وسيعقد ترامب وبوتين لقاء ثنائياً مع المترجمين الفوريين فقط في القصر الرئاسي، قبل أن ينضم إليهما أعضاء وفديهما على مائدة الغداء.
ويختتم اللقاء بمؤتمر صحفي مشترك قد لا يكون تقليدياً، نظراً لميل قطب العقارات للقفز من موضوع إلى آخر أو ربما تصدر عنه ردود فعل متسرعة تجاه الصحفيين الذين ينتقدهم بشدة ويتهمهم بأنهم ينشرون "الأخبار الكاذبة".
وبشأن تعليقها على القمة المرتقبة، فقد طرحت وكالة الأنباء الفرنسية أسئلة عدة كان من بينها: هل سيؤدي ترامب في مواجهة بوتين دور زعيم "العالم الحر" ويسأله عن أفعال روسيا ومواقفها؟ أم أنه على العكس سيربت على كتف الرئيس الروسي كما فعل مع الصيني شي جين بينج وحتى مع الكوري الشمالي كيم جونج أون؟ وما ستكون عليه استراتيجية رجل الكرملين القوي؟
ورداً على هذه الأسئلة، قالت ألينا بولياكوفا من معهد بروكينجز: "أظهر بوتين قدرة مذهلة على قراءة الشخصيات. هذا هو ما تم تدريبه عليه كضابط مخابرات وأعتقد أن لديه موهبة خاصة في اكتشاف نقاط الضعف".
وفي رسالة مفتوحة إلى ترامب، حثه 6 من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين على عدم التفاوض مع رجل الكرملين القوي بمفرده. وقالوا إنه "يجب أن يكون هناك أمريكيون آخرون في الغرفة"، رغم أنه من غير المرجح أن يمتثل الرئيس السبعيني لطلبهم.
لكن قبل الاجتماع بثلاثة أيام، أعيد طرح موضوع حساس إلى حد كبير على قائمة المحادثات، إذ تم توجيه الاتهام إلى 12 عنصرا في المخابرات الروسية، الجمعة الماضي، في إطار التحقيق في تدخل الكرملين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016.
ويوم الجمعة، تعهد ترامب بطرح الموضوع على الطاولة في هلسنكي. وقال: "سأطرح السؤال بشكل حازم"، مؤكداً أنه كان "أكثر صرامة مع روسيا من أي شخص آخر".
ترامب ينفي أي تواطؤ مع موسكو ويدين بلا كلل "حملة المطاردة" التي يشنها مكتب التحقيقات الفيدرالي بدفع من الديمقراطيين.
كما تنفي روسيا أي تدخل وكذلك مسؤوليتها في قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا بغاز الأعصاب نوفيشوك في مارس/آذار بسالزبري في جنوب غرب بريطانيا.
وبعد أن نجا الاثنان، توفيت بريطانية في الرابعة والأربعين من العمر الأسبوع الماضي في نفس المنطقة، وقالت الشرطة البريطانية إنها عثرت على "زجاجة صغيرة" تحتوي على غاز الأعصاب في منزل صديقها، فيما جاء قول ترامب: "إذا تمكنا من تطوير علاقة (مع بوتين) فسيكون أمرا رائعا".
وتقول ماريا ليبمان المحللة السياسية المستقلة في موسكو إن اللقاء سيكون حساساً لأن ما يجمع بين الرجلين هو في النهاية أن "لا هذا ولا ذاك (...) مستعد للتنازل أمام الضغوط".
aXA6IDMuMTQyLjEzMS41MSA=
جزيرة ام اند امز