إغلاق مواقع وإزالة معلومات.. هل تكرس إدارة ترامب أزمة المناخ؟
أمرت إدارة ترامب، وزارة الزراعة الأمريكية بإزالة المواقع الإلكترونية التي توثق أو تشير إلى أزمة المناخ.
ومع بداية الأسبوع الجاري، أغلقت الصفحات التي تشير إلى أزمة المناخ على موقع خدمة الغابات بالولايات المتحدة الخاصة بالموارد الرئيسية وأدوات البحث والتكيف، بما في ذلك تلك التي توفر تقييمات حيوية للسياق والضعف في حالات حرائق الغابات، تاركة وراءها رسالة خطأ أو سطرًا واحدًا فقط: "لا يحق لك الدخول إلى هذه الصفحة."
وكان موقع الحكومة الإلكتروني واحدا من بين العديد من المواقع التي تأثرت يوم الجمعة بالتوجيهات الجديدة من إدارة ترامب بشأن المعلومات التي يمكن للوكالات الفيدرالية نشرها.
وتقول صحيفة "الغارديان"، إلى جانب أزمة المناخ، أغلقت صفحات العديد من الوكالات الأخرى يوم الجمعة، حيث سارعت إلى الامتثال للأوامر التنفيذية التي أصدرها دونالد ترامب والتي أعلنت أن إدارته ستعترف بنوعين فقط من الجنسين وأمرت بإنهاء مبادرات التنوع والمساواة والإدماج.
وجاءت التغييرات التي طرأت على موقع خدمة الغابات في أعقاب التوجيه الذي أصدره مكتب الاتصالات التابع لوزارة الزراعة الأمريكية.
وفي المذكرة التي اطلعت عليها صحيفة الغارديان، أصدر المسؤولون تعليمات لمديري المواقع الإلكترونية في جميع أنحاء الوكالة "بتحديد وأرشفة أو إلغاء نشر أي صفحات مقصودة تركز على تغير المناخ".
كما تضمنت أيضًا موعدًا نهائيًا يوم الجمعة، لإدراج الإشارات في جدول بيانات لمزيد من المراجعة.
وأوضح مسؤولون بوزارة الزراعة الأمريكية يوم الجمعة أنه لا ينبغي حذف المحتوى بقولها، "يجب على وزارة الزراعة الأمريكية الالتزام بالمتطلبات المتعلقة بالاحتفاظ بالسجلات، لذا كان من الأفضل أرشفة أو إلغاء نشر صفحات تركز على تغير المناخ".
وتقول الغارديان، أنه من ضمن المواقع الإلكترونية الخاصة بتغير المناخ التي أغلقت، الموقع الإلكتروني لمركز موارد تغير المناخ التابع لخدمة الغابات الأمريكية، وموقع إلكتروني باسم "متعقب العمل المناخي"، ومقع خريطة الطريق الوطنية للاستجابة لتغير المناخ.
وكانت تحتوي المواقع على أدوات ومعلومات مهمة للمساعدة في التخفيف من آثار أزمة المناخ والأبحاث.
وفي الوقت الحالي، منعت الإدارة فعليًا الوصول إلى عشرات البرامج التي تم إنشاؤها لمساعدة مجموعة واسعة من المجتمعات، من المزارعين إلى رجال الإطفاء، أثناء تنقلهم في ظل الظروف المتغيرة.
وتشكل هذه التغييرات جزءًا من سلسلة مذهلة من الأوامر التي تهدف إلى إعادة تشكيل سياسات الحكومة الفيدرالية بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.
حيث ألغى ترامب الحماية البيئية التي وضعها جو بايدن، وأعلن حالة الطوارئ في مجال الطاقة لتسريع استخراج الوقود الأحفوري المزدهر بالفعل، وانسحب من اتفاقية باريس للمناخ.
وأضافت الإدارة أيضًا الارتباك والفوضى داخل الوكالات الفيدرالية من خلال وقف التوظيف وإيقاف المشاريع مؤقتًا، إلى جانب إصدار عرض شراء واسع النطاق من شأنه أن يضمن رواتب ومزايا العمال الفيدراليين حتى سبتمبر 2025 إذا استقالوا خلال الأسبوع المقبل.
وأشارت التغييرات التي طرأت على المواقع الفيدرالية الأخرى إلى تحولات كبرى أخرى في السياسة الأمريكية بشكل عام.