دونالد ترامب.. من رئيس سابق منبوذ إلى المرشح الجمهوري الأوفر حظا
عندما غادر البيت الأبيض كان دونالد ترامب منبوذاً تجنبته قطاعات كبيرة من الحزب الجمهوري، بعد رفضه قبول هزيمته في انتخابات عام 2020.
وعقب مهاجمة أنصاره مبنى الكابيتول الأمريكي وفرار المشرعين للنجاة بحياتهم، طلب بعض أعضاء حكومته اللجوء إلى التعديل الخامس والعشرين، حيث رأوا أنه غير لائق للبقاء في منصبه، وقامت شركات وسائل التواصل الاجتماعي بحظره، ليصبح أول رئيس يتم عزله مرتين.
ووفقا للأسوشيتدبرس الأمريكية كانت العاصمة واشنطن حينما غادرها ترامب لا تزال تعاني من عنف أنصاره، وكانت أشبه بحصن أمني حيث أغلقت المتاجر أبوابها ونزل الجيش إلى الشوارع لتأمين العاصمة.
لكن الغريب في الأمر أنه وبعد 3 سنوات أصبح ترامب على أعتاب تحول مذهل، عبر الانتصارات الكبيرة التي حققها في أول انتصارين في الانتخابات التمهيدية والفارق الكبير عن أقرب منافسيه نيكي هيلي، في استطلاعات الرأي، ما يجعله على مرمى حجر من الفوز بترشيح الحزب الجمهوري.
جاءت تلك الانتصارات في وقت يواجه في ترامب 91 تهمة جنائية تتراوح بين سوء التعامل مع وثائق سرية للغاية والتآمر لإلغاء نتائج انتخابات 2020، التي خسرها أمام الرئيس الحالي الديمقراطي جو بايدن، إلى دفع أموال لنجمة أفلام إباحية خلال حملته الانتخابية عام 2016. وقضية احتيال مدني في نيويورك تهدد سيطرته على جزء كبير من إمبراطوريته التجارية، وقررت محكمة مؤخرا أن يدفع ترامب 83.3 مليون دولار بتهمة التشهير بامرأة كان قد أدين سابقا بالاعتداء الجنسي عليها.
قصة صعود ترامب ليصبح المرشح المحتمل لحزبه في الانتخابات الرئاسية القادمة هي تذكير بأنه كانت هناك فرصة أمام الحزب الجمهوري لتجاوز ترامب لكنه لم يفعل، حيث فشل منتقدو الرئيس السابق مرة أخرى في التجمع حول بديل واحد، ناهيك عن استغلال ترامب وحملته الدعاوى القانونية غير المسبوقة التي يواجهها، ليحول ما اعتبر عقبة كبرى أمام ترشحه إلى استراتيجية رابحة.
وقال تشيب سالتسمان، الخبير الاستراتيجي الجمهوري، الذي ترأس حملة أحد منافسي ترامب "أعتقد أن الجميع دخلوا السباق معتقدين أن حمى ترامب ستنتهي.. لكن السباق أصبح أكثر سخونة، بعدما صور ترامب نفسه باعتباره ضحية نظام عدالة جنائية مسيّس عازم على الإضرار بفرص إعادة انتخابه، ما دفع الجمهوريين إلى المسارعة للدفاع عنه.
وتمكنت حملة ترامب من جمع تبرعات بلغت 15.4 مليون دولار في أسبوعين فقط.
وعندما أوقف ترامب لاحقا بتهم الابتزاز في جورجيا وأصبح أول رئيس سابق يتم التقاط صورته في مخفر للشرطة، حققت الحملة رقما قياسيا قدره 4.18 مليون دولار في ذلك اليوم.
وبالنسبة للناخبين الجمهوريين أكدت كثرة الاتهامات شكاوى ترامب من أن النظام يتم التلاعب به ضده، مما دفع العديد من الذين كانوا يفكرون في مرشحين آخرين إلى الالتفاف حوله.
aXA6IDMuMTQ1Ljk1LjIzMyA= جزيرة ام اند امز