كواليس خطة ترامب لغزة.. من الممكن إجراء «تعديلات أخرى»

اتصالات ولقاءات وكواليس عدة سبقت إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته للسلام في قطاع غزة الإثنين الماضي.
تلك الكواليس كشف عنها موقع "أكسيوس" الأمريكي الذي نقل عن مسؤول أمريكي قوله "من الممكن إجراء تعديلات محددة أخرى (على الخطة)، لكن ترامب لا ينوي إعادة التفاوض عليها بأكملها".
وأضاف أن "ترامب يعتمد على مسؤولين من قطر ومصر وتركيا على وجه الخصوص في إقناع حماس بالموافقة. الافتراض هو أنه إذا انسحبت حماس، فإنها ستصبح بلا تمويل ومعزولة. لكن لا أحد يعلم ما سيحدث".
البداية
وذكر "أكسيوس" أنه تم زرع بذور الخطة قبل ثلاثة أسابيع عندما قصفت إسرائيل قطر في محاولة فاشلة لاغتيال قادة حماس، لافتا إلى أن "الضربة أدت إلى توحيد الزعماء العرب في غضبهم على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتكثيف الدعوات داخل المجتمع الإسرائيلي إلى التوصل إلى اتفاق لتحرير الرهائن المتبقين وإنهاء الحرب".
وشعر مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف ومستشاره وصهره جاريد كوشنر، بالغضب من الضربة وما يمكن أن تسببه من زعزعة للاستقرار، حسب ما ذكرته أربعة مصادر مطلعة لموقع "أكسيوس".
"لاحظت واشنطن أن العرب يتحدثون بصوت واحد"، وفقًا لما ذكره مستشار لترامب، مطلع على المناقشات.
أشارت المصادر إلى أنه قبل يوم واحد من الضربة التقى ويتكوف وكوشنر مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، في ميامي لمناقشة عملية السلام في غزة وخطة "اليوم التالي".
خداع ديرمر
وأضافت "عندما سمعوا بالغارة الإسرائيلية في الدوحة، استشاطوا غضبًا، إذ شعروا أن ديرمر خدعهم، وادّعى ديرمر لاحقًا أنه لم يعلم بالغارة المُخطط لها إلا لاحقًا".
وتابعت المصادر "بعد أيام قليلة، أبلغ ويتكوف، ديرمر أن أفضل طريقة لمنع تفاقم الوضع هي الاعتذار لقطر وإظهار الاستعداد للتحرك نحو السلام في غزة، وبعد الحصول على الضوء الأخضر من ترامب، بدأ ويتكوف وكوشنر العمل على خطة لإنهاء الأزمة بشأن قطر وتحويل ذلك إلى صفقة أكبر لإنهاء الحرب في غزة".
وأوضحت أن ويتكوف وكوشنر أخذا المقترح الأمريكي القائم لوقف إطلاق النار واتفاق الرهائن، ودمجاه بخطة ما بعد الحرب التي عمل عليها كوشنر مع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وكانت النتيجة وثيقة ترامب.
وقال مسؤول أمريكي إن "هجوم الدوحة الفاشل غيّر الديناميكيات الإقليمية وفتح الباب أمام مناقشة حقيقية حول كيفية إنهاء الحرب في غزة".
قمة نيويورك
وأوضح "أكسيوس" أنه خلال قمة نيويورك بين ترامب وزعماء دول عربية وإسلامية تناوب القادة العرب والمسلمون على مهاجمة إسرائيل، وبعد أن أكد رغبته في إنهاء الحرب في غزة، التفت ترامب إلى ويتكوف قائلاً: "ستيف، أخبرهم بما كنت تعمل عليه".
وأضاف مسؤول أمريكي: "أطلع ويتكوف المجموعة على الخطة المكونة من ٢١ نقطة، ولقيَت ردود فعل إيجابية في القاعة. ثم طلب ترامب من المجموعة مقابلة ويتكوف في اليوم التالي لتقديم آرائهم، وبحلول مساء اليوم التالي توصلت الولايات المتحدة والدول الثماني إلى اتفاق أولي على النص. وأحاله ويتكوف وكوشنر إلى الإسرائيليين".
لقاء الفندق
وأشار إلى أنه على الجانب الآخر، التقى نتنياهو مع ويتكوف وكوشنر في فندق بنيويورك لمدة ساعتين بعد ظهر الخميس الماضي، ثم اجتمعوا مرة أخرى في وقت لاحق من ذلك المساء. وفي تلك المرحلة، برزت خلافات واسعة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وفقًا لمسؤول إسرائيلي.
وصباح الجمعة، ألقى نتنياهو خطابا في الأمم المتحدة، لم يتطرق خلاله إلى خطة ترامب إطلاقًا.
لكن اللقاءات بين فريق ترامب والإسرائيليين استمرت طوال عطلة نهاية الأسبوع، بهدف التوصل إلى نص متفق عليه قبل وصول نتنياهو إلى البيت الأبيض صباح يوم الإثنين للقاء ترامب.
مكالمة صارمة
وذكر "أكسيوس" أنه "انتشرت شائعة يوم السبت بين فريق ترامب مفادها أن نتنياهو يخطط لرفض الخطة، أو على الأقل المطالبة بتغييرات جذرية، ما دفع ترامب إلى إجراء مكالمة (صارمة وواضحة) مع نتنياهو"، بحسب مصدر مطلع على المحادثة.
وقال المصدر: "قال ترامب لنتنياهو بوضوح: إما أن تقبل وإما أن تُترك. وترك الأمر يعني أننا سنبتعد عنك"، مضيفًا: "عندما يتعلق الأمر بنتنياهو فقد طفح الكيل لدى دونالد ترامب، لأسباب عديدة".
وأفادت المصادر بأن ترامب تحدث هاتفيًا مع نتنياهو خمس مرات خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقال ترامب لنتنياهو إنه "يريد موافقة واضحة على الخطة، وليس موافقة، ولكن".
تعديلات
وقال مصدر إن "ترامب قبل بعض التعديلات التي أجراها نتنياهو، لكنه رفض العديد من التعديلات الأخرى بشأن قضايا حساسة سياسيا داخل ائتلافه اليميني المتشدد".
وأكد ترامب لنتنياهو: "إذا قبلت هذه الخطة ورفضتها حماس، فسأمنحك الدعم الكامل لمواصلة قتالهم".
وأجرى ويتكوف وكوشنر الأحد، مفاوضات استمرت لساعات مع نتنياهو وديرمر في نيويورك، انتهت عند الساعة الحادية عشرة مساء، حيث نجح الجانبان في تضييق الفجوات بشكل كبير، بما في ذلك حول لغة الاعتذار الذي سيتعين على نتنياهو تقديمه إلى قطر.
وأشارت المصادر إلى "ضغوط عربية أيضًا لتعديلات في النص"، موضحة أن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين "يتوقعون ردًا إيجابيًا من حماس مع بعض التحفظات".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTYg
جزيرة ام اند امز