زيارة ترامب لبريطانيا.. الأمن يحبس أنفاسه ومخاوف من «الاستهداف»

زيارة ترامب لبريطانيا هذه المرة لا تأتي بروتوكولية فحسب، بل محملة بظلال المخاطر الأمنية والتحديات التي فرضتها الأحداث الأخيرة.
فبحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "ذان صن" البريطانية، ستكون زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسمية هذا الأسبوع واحدة من أكبر العمليات الأمنية في المملكة المتحدة، بعد أن أثار اغتيال حليفه المحافظ تشارلي كيرك مخاوف من عنف سياسي مماثل.
عملية أمنية على مدار الساعة ستشهد مراقبة قلعة وندسور من الجو عبر 55 طائرة مسيّرة، في حملة أمنية تضاهي تلك التي رافقت تتويج الملك تشارلز قبل عامين.
وسيستضيف الملك الرئيس الأمريكي والسيدة الأولى ميلانيا ترامب على مدى يومين، حيث سيقام لهما استقبال رسمي وحفل عشاء دولة عقب وصولهما، غدا الثلاثاء.
مخاوف على ترامب من "الاغتيال"
وقال كريس فيليبس، الرئيس السابق للمكتب الوطني لأمن مكافحة الإرهاب، إن "أكبر تهديد قد يواجه ترامب هو "هجوم من مسافة قريبة أكثر من كونه قنصا بعيد المدى".
لكنه شدد على ضرورة الاستعداد لكل الاحتمالات، بما في ذلك احتمال استخدام طائرة مسيّرة محملة بمتفجرات.
وأضاف لصحيفة "ذا صن": "ليس لدينا ثقافة سلاح، ولكن الأسلحة النارية موجودة هنا.
وسيجري استخدام الأعلام لحجب النقاط المرتفعة ومنع أي هجوم قنص مشابه لما تعرض له تشارلي كيرك أو لمحاولة اغتيال ترامب نفسه العام الماضي.
ولفتت الصحيفة إلى أن الطائرات بدون طيار تمثل خطرا جديدا، حيث تم تجهيز الشرطة بأسلحة مضادة للطائرات بدون طيار في حال استخدامها في هجوم بالقنابل.
وفي هذا الصدد قال فيليبس "هذا الرئيس يواجه رفضا واسعا من قطاعات كبيرة من الناس، ومن المؤكد أن هناك احتجاجات ستزيد من صعوبة مهمة الشرطة. التهديد باغتياله قد يكون أقل خطورة في المملكة المتحدة مقارنة بالولايات المتحدة، لكنه لا يزال قائما".
ويوم أمس، شوهدت الشرطة وهي تفتش فتحات الصرف الصحي بالقرب من قلعة وندسور، ونُصبت حواجز على طول الممشى الطويل استعدادا لوصول ترامب. ووُضعت لافتات تحظر الطائرات بدون طيار.
وزُينت شوارع وندسور بأعلام الولايات المتحدة وبريطانيا في مشهد يعكس وحدة رمزية.
وستكون هذه الزيارة هي الزيارة الرسمية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة المتحدة، وهي لفتة وصفتها "ذا صن" بأنها "غير مسبوقة".
لكنها تأتي بعد مقتل الناشط الأمريكي المحافظ، كيرك، البالغ من العمر 31 عاما، بالرصاص في فعالية بجامعة وادي يوتا الأسبوع الماضي.
وسيحضر ترامب، الذي صرّح بأنه "يغمره الحزن والغضب" لمقتل صديقه، جنازته في 21 سبتمبر/أيلول الجاري.
ويُحتجز المشتبه به في جريمة القتل، تايلر روبنسون، البالغ من العمر 22 عاما، رهن الاحتجاز، ولا تزال دوافعه مجهولة.
وسبق لترامب أن واجه محاولتي اغتيال في الولايات المتحدة، وسيصطحب معه سيارة ليموزين مصفحة خاصة به تسمى "الوحش"، بالإضافة إلى طائرات هليكوبتر وموكب سيارات.
في أول زيارة رسمية له عام 2019، قُدّر أنه اصطحب معه 1000 موظف، من بينهم 150 من عناصر الخدمة السرية.
واحتج الآلاف ضده في لندن آنذاك، ومن المتوقع اندلاع المزيد من المظاهرات هذه المرة.
ونتيجة لذلك، سيكون اليوم الأول من رحلته مغلقا تماما.
عملية أمنية شاملة
وقال دانيال هاتفيلد، قائد عمليات الأسلحة النارية في الشرطة: "لقد درسنا جميع أنواع الحوادث، من منخفضة إلى عالية الخطورة، ونتيجة لذلك، فهي عملية أمنية شاملة للغاية".
كما سيتمكن رجال الشرطة من الحصول على المعدات اللازمة للتصدي لأي هجمات كيميائية أو بيولوجية أو إشعاعية.
وبرنامج حافل
ومن المقرر أن يلتقي الأمير وليام وزوجته الأميرة كيت بالرئيس ترامب وزوجته صباح الأربعاء في أراضي وندسور، قبل مرافقتهم إلى لقاء الملك والملكة في مراسم استقبال علنية.
وأُجريت بروفات في ثكنات ويلينغتون في لندن أمس لحرس الشرف احتفالا بوصول الرئيس الأمريكي.
وسيشاهد ترامب تحليقا جويا لطائرات السهام الحمراء وطائرات مقاتلة من طراز F-35 لايتنينج 2 البريطانية والأمريكية، واحتفالا عسكريا باسم "التراجع الضارب".
بعد ذلك، سيشارك آل ترامب والملك والملكة وويليام وكيت في موكب عربة تجرها الخيول عبر العزبة إلى القلعة، ولكن ليس عبر المدينة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI0IA== جزيرة ام اند امز