سياسة ترامب في سوريا ولبنان.. تقدم «هادئ» قد يتحول لـ«إنجازات كبرى»

رغم «التعثر» في إحراز تقدم بملف غزة، لكن إدارة الرئيس دونالد ترامب تسجّل «نجاحات» في ساحتين لا تقلان تعقيدا: سوريا ولبنان.
هذه التحركات، وإن بدت خافتة في الإعلام الأمريكي والعالمي، لكنها تفتح الباب أمام تحولات تاريخية إذا «أحسن البيت الأبيض استثمارها»، بحسب موقع أكسيوس.
ففي الوقت الذي تنشغل فيه واشنطن بأزمات كبرى مثل أوكرانيا وغزة، تتحرك دبلوماسية ترامب بخطوات محسوبة عبر مبعوثين خاصين يوظفون اسم الرئيس ونفوذه لـ«إقناع الأطراف المتصارعة بأن عام 2025 يمثل نافذة نادرة لعقد التسويات».
وكما وصف مسؤول أمريكي الأمر بالقول: "هذه لحظة استثنائية، فالعالم يرى ترامب قويًا، ويسعى لاستمالته. لكن كل يوم يمرّ يجعل هذه القوة أقل تأثيرًا."
دعم قيادات جديدة
اختار البيت الأبيض المراهنة على قيادات ناشئة بعد انهيار الأنظمة القديمة؛ ففي دمشق، يساند ترامب الرئيس الجديد أحمد الشرع الذي صعد إلى سدة الرئاسة بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وفي بيروت يدعم الرئيس جوزيف عون، قائد الجيش السابق الذي تولى الحكم بعد تراجع نفوذ حزب الله إثر هزيمته أمام إسرائيل.
واتخذت إدارة ترامب خطوة مفصلية في مايو/أيار الماضي عندما رفع الرئيس العقوبات عن سوريا، وعيّن مبعوثه الخاص وصديقه القديم توم براك لإدارة الملف السوري.
مهمة براك المعقدة تمثلت في إعادة بناء العلاقات مع دمشق، وفتح مسار نحو سلام محتمل مع إسرائيل. ورغم التوترات التي أثارتها الغارات الإسرائيلية على دمشق واشتباكات السويداء، نجح براك ووزير الخارجية ماركو روبيو في فرض هدنة هشة والحد من اندفاع نتنياهو نحو التصعيد.
اختراق في المسار السوري – الإسرائيلي
هذه التهدئة فتحت الباب أمام لقاءات غير مسبوقة بين دمشق وتل أبيب برعاية أمريكية. فقد عُقدت اجتماعات ثلاثية في باريس ثم تلتها جولة ثانية الأسبوع الماضي، ضمت وزيري الخارجية السوري والإسرائيلي، في أول تواصل علني بين الطرفين منذ مفاوضات كلينتون – الأسد عام 2000.
المحادثات لم تقتصر على وقف النار، بل تناولت أيضا ممرا إنسانيا إلى السويداء، ومسودة اتفاق أمني جديد قد يحلّ محل اتفاق فصل القوات لعام 1974.
وبحسب مسؤول أمريكي، فقد ساد اللقاء "مناخ بناء ومحترم"، ما يعكس رغبة مشتركة في تهدئة الجنوب السوري، وربما التمهيد لتطبيع تدريجي.
اختبار نزع سلاح حزب الله
في لبنان، حمل براك ملفا لا يقل حساسية. كان هدف واشنطن المعلن هو دعم الحكومة الجديدة ودفعها نحو خطوة تاريخية تتمثل في نزع سلاح حزب الله.
فقبل أسابيع بدأ الجيش اللبناني دراسة خطة للتعامل مع الجماعات المسلحة، في خطوة غير مسبوقة في بلد شكّل فيه الحزب القوة المهيمنة لعقود.
وبالتوازي، تضغط واشنطن على إسرائيل لخفض غاراتها الجوية وبدء انسحاب تدريجي من الجنوب في إطار آلية أمنية تقودها الولايات المتحدة.
وفي بيروت، أشاد نتنياهو بقرار الحكومة السير في هذا المسار ووصفه بأنه "تاريخي"، متعهدًا بخطوات متبادلة إذا تم التنفيذ بحلول نهاية 2025.
وبحسب موقع «أكسيوس»، فإن ما يجري في دمشق وبيروت يكشف عن وجه آخر لدبلوماسية ترامب والمتمثلة في تحقيق نجاحات صغيرة بعيدا عن الأضواء، لكنها قد تتحول إلى إنجازات كبرى إذا تراكمت.
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تراهن على تقديم الحوافز أكثر من الضغوط، وعلى استثمار ما يعتبره ترامب "ذروة نفوذه الدولي" لإقناع خصوم الأمس بالتسويات.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMiA= جزيرة ام اند امز