حرب أوكرانيا.. إشارات متضاربة من ترامب والحسم بعد نوفمبر
بعد خمس سنوات تقريبًا من مكالمة بينهما أدت إلى أول محاكمة للرئيس الأمريكي السابق، كانت أوكرانيا على موعد مع عهود أطلقها دونالد ترامب، خلال محادثة هاتفية بينه والرئيس فولوديمير زيلينسكي.
فخلال اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي السابق والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وعد ترامب بأنه إذا عاد إلى البيت الأبيض فإنه «سينهي الحرب» بين أوكرانيا وروسيا.
وكتب المرشح الجمهوري على منصته «تروث سوشيال»، أنه في حال أصبح الرئيس المقبل للولايات المتحدة «سأجلب السلام إلى العالم وأنهي الحرب التي كلفت كثيرا من الأرواح».
وكثيرا ما يدعي ترامب أنه سيكون قادرا على إنهاء الصراع في أوكرانيا بسرعة كبيرة عندما يعود إلى السلطة، لكنه لا يقدم تفاصيل حول كيفية تحقيق ذلك. وتثير إشادته المتكررة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وانتقاده للدول الأخرى الأعضاء في حلف شمال الأطلسي القلق لدى حلفاء أوكرانيا الغربيين.
هل تتأثر أوكرانيا سلبا؟
والولايات المتحدة بقيادة جو بايدن هي إلى حد بعيد أكبر مانح للمساعدات العسكرية لكييف، وبالتالي فإن انتصار ترامب يمكن أن يعرض أي مساعدات مستقبلية للخطر ويضعف موقف أوكرانيا في ساحة المعركة.
وأكد زيلينسكي من جهته حصول المكالمة الهاتفية التي هنأ فيها الملياردير على تسميته رسميا مرشحا رئاسيا عن الحزب الجمهوري.
وكتب على حسابه في منصة «إكس»: «شددتُ على الدعم الحيوي من كلا الحزبين ومجلسي الكونغرس الأمريكي لحماية حرية أمتنا واستقلالها»، مضيفًا: «اتفقنا مع الرئيس ترامب على أن نناقش، في اجتماع وجها لوجه، الخطوات الواجب اتخاذها نحو سلام عادل ودائم» في أوكرانيا.
كما دان الرئيس الأوكراني محاولة اغتيال ترامب «المروعة» السبت في ولاية بنسلفانيا، مشيرًا إلى أن «أوكرانيا ستكون دائما ممتنة للولايات المتحدة لمساعدتها في تعزيز قدرتنا على مقاومة روسيا».
جاءت المكالمة بعد خمس سنوات تقريبًا من مكالمة أخرى بينهما أدت إلى أول محاكمة لترامب، وفي الوقت نفسه تدور الأسئلة حول ما إذا كان ترامب سيستمر في دعم المساعدات العسكرية لأوكرانيا في معركتها ضد العملية العسكرية الروسية.
وأدى اتصالهما الأول إلى أول محاكمة لترامب من قبل مجلس النواب الذي كان يسيطر عليه الديمقراطيون آنذاك. وحوكم ترامب بتهمة إساءة استخدام سلطته بـ«الضغط على زيلينسكي للإعلان عن تحقيقات في المرشح الرئاسي آنذاك جو بايدن وابنه بينما حجب ما يقرب من 400 مليون دولار من المساعدات».
إشارات متضاربة
وتعهد ترامب بأنه إذا فاز في الانتخابات، فسوف «يُسوّي» الحرب بينما لا يزال رئيسًا منتخبًا. ولم يذكر كيف سيفعل ذلك. وفي مناظرته ضد الرئيس جو بايدن في يونيو/حزيران الماضي، انتقد ترامب كمية المساعدات العسكرية الكبيرة المخصصة لأوكرانيا، لكنه قال أيضًا إن شروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لإنهاء الحرب «غير مقبولة».
أما بالنسبة لرئيس أوكرانيا، قال ترامب: «في كل مرة يأتي زيلينسكي إلى هذا البلد، فإنه يخرج بـ60 مليار دولار. إنه أعظم بائع على الإطلاق».
كما أثار اختيار جيه دي فانس نائبا لترامب مخاوف في كييف، نظرا لانتقاداته المستمرة للمساعدات الأمريكية لأوكرانيا. ففي الفترة التي سبقت العملية العسكرية الروسية في عام 2022، قال فانس في إحدى حلقات البودكاست: «لا أهتم حقا بما يحدث لأوكرانيا بأي شكل من الأشكال».
وأشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف باختيار ترامب لفانس في وقت سابق من هذا الأسبوع، قائلاً: «إنه يؤيد السلام، ويؤيد إنهاء المساعدات التي تم تقديمها، ولا يسعنا إلا أن نرحب بذلك. هذا ما نحتاجه - التوقف عن ضخ الأسلحة في أوكرانيا. عندها ستنتهي الحرب».
وقال زيلينسكي، الذي أدان بسرعة محاولة اغتيال ترامب يوم السبت على وسائل التواصل الاجتماعي، للصحفيين يوم الإثنين إنه سيعمل مع من يتم انتخابه رئيسًا في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وبحسب موقع «بوليتيكو»، أضاف زيلينسكي: «إذا أصبح دونالد ترامب رئيسًا، فسنعمل معه. أنا لست خائفًا من ذلك».
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال زيلينسكي، إنه لا يعرف ترامب جيدًا، لكنه «عقد اجتماعات معه، وكانت لدينا اجتماعات جيدة عندما كان رئيسًا».