«العصا والجزرة».. سر ترامب لاستعادة تأييد الجمهوريين؟
بآخر يوم له بالبيت الأبيض، لم يحظَ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأكثر من وداع فاتر، وسط غياب مدوٍ لجميع المسؤولين الجمهوريين.
في تلك اللحظة، كان ترامب، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، منبوذا من النخب الجمهورية، وألقى زعيما الحزب في مجلسي النواب والشيوخ، كيفن مكارثي وميتش ماكونيل، باللوم عليه في حصار الكابيتول.
فيما أكد جامعو التبرعات للحزب للمانحين أنهم انتهوا منه، وخلال لقاءات قادة الجمهوريين في مجلس النواب فكروا في تشكيل حزب جمهوري "لحقبة ما بعد ترامب".
- ترامب أمام المحكمة العليا في فبراير.. هل يتجاوز عقبة كولورادو؟
- حال فوز ترامب.. وزير كوري جنوبي يكشف مصير القوات الأمريكية ببلاده
بيد أنه وبعد مرور 3 سنوات، نجح ترامب في تحقيق تحول ملحوظ، بحصوله على تأييد كل القادة الجمهوريين تقريبًا في مجلس النواب خلال سعيه للفوز بولاية ثانية.
العصا والجزرة؟
أشارت الصحيفة إلى أن ترامب يستخدم الخوف والمحسوبية في مساعيه للحصول على تأييد القادة الجمهوريين، إذ يقنع السياسيين من خلال المكالمات الهاتفية، ويستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لممارسة الضغط عليهم.
ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أسقط ترامب مرشحاً بارزاً لمنصب رئيس مجلس النواب، النائب توم إيمير، عندما نشر على منصة تروث سوشيال أن التصويت له "سيكون خطأً مأساوياً". وفي اليوم التالي، استسلم إيمير وأعلن تأييده لترامب.
وقال ترامب بشكل خاص عن تأييد إيمر، وفقًا لشخص تحدث معه: "إنهم يركعون دائمًا".
ولفتت الصحيفة إلى أن تركيز ترامب على الحلفاء القدامى والخصوم المحتملين، مثل السيناتور تيد كروز، يعزز مكانته بين القادة الجمهوريين.
وأكدت أن شعبية ترامب لم تتأثر بشكل كبير داخل مجلس النواب أو الشيوخ، إذ يؤيده ما يقرب من 100 عضو في مجلس النواب مقابل 5 فقط لديسانتيس وواحد فقط لنيكي هيلي، فيما يحظى بتأييد 19 عضوًا في مجلس الشيوخ حتى الآن.
ووفقا للتقرير، يعزز ترامب علاقاته مع نخبة الحزب، عبر الدعوات لحفلات العشاء وجولات الغولف والرحلات الجوية الخاصة.
ولعبت تحقيقات وزارة العدل بشأن احتفاظ ترامب بوثائق رسمية ومحاولة التأثير على الانتخابات وكذلك التحايل التي تبلغ 91 جريمة، دورا في تعزيز شعبية الرئيس السابق.
تكلفة
بحسب الصحيفة، كلف التحقيقان اللذان أجراهما المستشار الخاص جاك سميث مع الرئيس السابق دونالد ترامب دافعي الضرائب أكثر من 23 مليون دولار – في الوقت الذي كلف فيه التحقيق الذي أجرته وزارة العدل في قضية الوثائق السرية للرئيس بايدن حتى الآن، حوالي 6.4 مليون دولار.
وتمثل الأرقام التي كشف عنها في تقارير نفقات وزارة العدل الصادرة أمس الجمعة، جملة إنفاق المحققين المعنيين بين 1 أبريل/نيسان 2023 و30 سبتمبر/أيلول من العام نفسه، بالإضافة إلى التكاليف التي تكبدتها وكالات وزارة العدل الأخرى المتعلقة بالتحقيقات.
ويظهر بيان نفقات سميث أن المستشار الخاص أنفق أكثر من 7.3 مليون دولار على التعويضات والمزايا للموظفين والسفر والإيجار والإمدادات والطباعة والخدمات التعاقدية في تحقيقات ترامب.
وذكر التقرير أن وكالات وزارة العدل الأخرى تكبدت نفقات يبلغ مجموعها 7.2 مليون دولار لمساعدة سميث في تحقيقاته مع الرئيس السابق البالغ من العمر 77 عامًا، بما في ذلك من خلال توفير محللي دعم التحقيق وتفاصيل أمنية للمستشار الخاص “عند الضرورة”، كما جاء في التقرير.
وأظهر تقرير الإنفاق الأول للمستشار الخاص، الصادر في يوليو/ تموز الماضي، أن سميث ووكالات وزارة العدل الأخرى أنفقت أكثر من 9 ملايين دولار على تحقيقات ترامب بالفترة من 18 نوفمبر/ تشرين ثاني 2022 حتى 31 مارس/ آذار 2023.
ويرفع ذلك إجمالي المبلغ المعروف الذي تم إنفاقه على تحقيقاته عند أكثر من 23 مليون دولار.