3 خبراء عرب يقرأون الطالع لسياسات ترامب: "ناتو عربي" و"توحيد الشعب"
العالم يشهد تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، وسط تساؤلات عن كيفية معالجته لأبرز القضايا العالمية
يخطو دونالد ترامب أولى خطواته إلى البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، وسط تفاوت في ردود الفعل، وتساؤلات تبحث عن إجابة فيما يتعلق بشكل سياسته المنتظرة وقراراته التي ستشتبك مع أبرز قضايا العالم، وفي القلب منها قضايا العالم العربي.
3 خبراء عرب التقتهم بوابة "العين" الإخبارية لقراءة الطالع لسياسات ترامب المنتظرة، وكانت هذه رؤاهم.
الدكتور عبد المنعم سعيد، المدير الأسبق لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إن تغييرات جوهرية قد تطرأ نتيجة دخول دونالد ترامب للمشهد السياسي العالمي كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية فعلياً بدءاً من اليوم.
وأوضح سعيد لـ"العين" أن ترامب لديه منهج يخالف رؤساء بلاده السابقين الذين انطلقوا من فكرة تكوين تحالف غربي في مواجهة التحالفات الأخرى، مثّلها في السابق الاتحاد السوفيتي، ثم روسيا الآن، بينما يأتي ترامب ليخالف التوقعات ويبدأ عهده بالتوافق مع روسيا، بل ويعتبر هذا الاتفاق حلاً لمشكلات مزمنة في مقدمتها أزمتيّ أوكرانيا وسوريا، والتوافق على كوريا الشمالية وبحر الصين الجنوبي، وكلها كانت تمثل نقاطاً معلقة بسبب الخلاف المستمر بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في عهد سلفه بارك أوباما.
وأضاف: "عملياً يتجه ترامب لإضعاف حلف شمال الأطلنطي، ولن يولي الأمم المتحدة نفس الاهتمام الذي حافظ عليه أوباما، وكذلك يخطو ترامب نحو إعادة توزيع الأعباء الخاصة بالسياسة الخارجية لواشنطن، فربما تتحمل اليابان والصين نصيباً أكبر فيما يتعلق بالدفاع عن منطقتها، والنهج ذاته ينطبق على المنطقة العربية، التي يتفق معها الرئيس المنتخب تماماً في الحرب على الإرهاب".
وعن الولايات المتحدة الأمريكية في عهد رئيسها الجديد، يقول عبد المنعم سعيد، إن احتمالات مغادرتها لمنظمة التجارة العالمية تزيد، كما أن ترامب لديه ميول حمائية كبيرة، لحماية الصناعات والمنتجات الأمريكية، وهو أمر بالغ الخطورة.
توحيد الشعب خلال ساعات
وفي المقابل قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية وعضو شبكة مراكز الأبحاث الاستراتيجية بواشنطن سابق، إنه خلال ساعات بعد تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الامريكية سينضبط المشهد وينتهي ما أُثير حول انقسام الشعب وتقف الأمة الأمريكية يداً واحداً خلف الرئيس المنتخب، موضحاً أن ما صرح به سلفه باراك أوباما -المنتهية ولايته- نابعاً من الانكسار الذي ألم به و بالحزب الجمهوري.
وحول أزمة العنصرية التي اشتدت في عهد باراك أوباما المنتهية ولايته، قال إنها ستظل في عهد ترامب مشكلة معلنة عن نفسها بقوة، إلا أن رؤساء أمريكا اعتادوا التعامل معها.
وقال لـ"العين" إن من المبكر توقع شكل العلاقة بين ترامب وقوى العالم، لكن الملاحظة التي تبدو الآن أنه قد يدخل في مناكفات وصدامات كثيرة في بداية فترة ولايته، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية في النهاية دولة مؤسسات، وتقدم أطقم السكرتارية المختلفة مشوراتها ليتخذ الرئيس قراره فيها.
وعن منطقة الشرق الأوسط، أشار فهمي إلى أن المسافة كبيرة وبعيدة بين ما يصرح به ترامب وما سينفذه بالفعل، فما قاله عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس خلال أيام أمر مستحيل والمعطيات و الواقع العملي يؤكدان أن هذا لن يحدث قبل يونيو المقبل على أقل تقدير، كما استبعد فهمي أن يحقق الرئيس الأمريكي الجديد تقدماً في ملف الصراع العربي الفلسطيني الذي فشلت فيه الإدارات السابقة.
وفيما يتعلق بالملف السوري، فضل ترامب الوضوح، فسيلتزم بأن يمثل "رد الفعل" ولن يبادر، ومن المتوقع أن يؤخذ بمقترحه الخاص بإقامة مناطق عازلة، وبالتالي تنضم أمريكا إلى مفاوضات الأستانة قريباً.
وأضاف فهمي أن ترامب سيعيد طرح ما يطلق عليه بحلف الناتو العربي في إطار إيجاد قوة عربية تدافع عن منطقتها، وأشار إلى أن سياسة ترامب في كل الاتجاهات ستدار بمنطق النفقة والتكلفة والعائد.
وعن علاقة واشنطن بروسيا التي يلحظ العالم دخولها مرحلة الاتفاق، قال فهمي، إن البداية تبدو كذلك إلا أن المستقبل قد يحمل تصادماً في مرحلة تنفيذ السياسات.
يعوض خسائر 16سنة
الدبلوماسي المصري رخا أحمد حسن، عضو مجلس الشئون الخارجية، قال إن دونالد ترامب يخطط لاستعادة ما خسرته الولايات المتحدة الامريكية خلال الأعوام الـ16 الماضية، فقد أثبتت سياسة الفوضى الخلاقة التي انتهجها الرئيسين جورج بوش المنتهية ولايته باراك أوباما فشلها، فخسرت أمريكا حلفاء تقليدين لها فضلاً عن بدء روسيا في سحب البساط منها بمنطقة الشرق الأوسط.
وأكد لـ"العين" أن قدرة ترامب على التغيير تتوقف على مدى قدرة المؤسسات الأمريكية على وضع سياسات رشيدة ومده بالاستشارات اللازمة، لاسيما أنه لا يتمتع برؤية سياسية مكتملة، وهو ما يظهر بوضوح في تصريحاته المتناقضة، ويعزز نجاحه خلال الفترة القادمة اليمينيين الذين اختارهم في إدارته والجنرالات المخضرمين.
وقال إن السابع عشر من فبراير القادم سيكشف الأمر كاملاً، حيث سيذاع ما يعرف بـ"خطاب الاتحاد" ويتضمن عرضاً للسياسة التي ستسير عليها الإدارة، والتركيز خاصة على الـ 100 الأولى في حكمه.
aXA6IDE4LjIyNi4xMDQuMzAg جزيرة ام اند امز