تاريخ البيت الأبيض بـ«ريشة» ترامب.. فضائح كلينتون وزيارة الإخوان
البيت الأبيض لا يستعد فقط لتغيير واجهته الشرقية بل يعيد أيضا كتابة تاريخه القريب بريشة دونالد ترامب حول التاريخ السياسي الأمريكي.
وأقدمت إدارة ترامب على إعادة صياغة ما يُعرف بـ«الخط الزمني للأحداث الكبرى» على الموقع الرسمي للبيت الأبيض.
وأضافت سلسلة من التحديثات التي تضمنت إشارات مثيرة للجدل حول إدارات ديمقراطية سابقة، من بيل كلينتون إلى باراك أوباما وجو بايدن.
الخطوة، بحسب صحيفة «إندبندنت» البريطانية، تزامنت مع بدء أعمال هدم الجناح الشرقي التاريخي من البيت الأبيض لبناء قاعة رقص ضخمة بقيمة 300 مليون دولار.
وفُسّرت الخطوة على نطاق واسع باعتبارها جزءًا من حملة رمزية هدفها «استفزاز الديمقراطيين» وإعادة تأطير التاريخ السياسي الحديث من منظور ترامب وأنصاره.
مونيكا
وبدأ التعديل الجديد على الصفحة الرسمية بتضمين "فضيحة بيل كلينتون" عام 1998، مع نص يصف علاقة الرئيس الديمقراطي بالمتدربة مونيكا لوينسكي.
وتلك الواقعة "أدت إلى فتح تحقيقات في الحنث باليمين وانتهت بمحاكمة لعزله بتهمة عرقلة العدالة"، مرفقة بصورة لكلينتون يحتضن لوينسكي داخل أروقة البيت الأبيض.
الإخوان
وبعدها يقفز الجدول الزمني مباشرة إلى عام 2012، حيث وردت إشارة إلى أن "أوباما استضاف أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين، وهي جماعة تروّج للتطرف الإسلامي ولها صلات بحركة حماس، وتُصنف إرهابية في ما يقارب اثنتي عشرة دولة".
وتشير التقارير إلى أن أوباما التقى بالفعل الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، العضو السابق في جماعة الإخوان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام نفسه،
نجل بايدن والكوكايين
لكن أكثر ما أثار الجدل هو إدراج فقرة عام 2023 بعنوان "اكتشاف الكوكايين"، وجاء فيها أن "عميلًا في جهاز الخدمة السرية اكتشف كيسًا بلاستيكيًا صغيرًا يحتوي على كوكايين في مدخل الجناح الغربي".
وبحسب الصحيفة، فإن"التكهنات أشارت إلى هانتر بايدن، المعروف بتعاطيه المخدرات".
ولفتت البطاقة إلى "أدلة إضافية" من الحاسوب المحمول الذي تمت مصادرته عام 2019، و"يحتوي على صور لتعاطي المخدرات ورسائل تتعلق بصفقات تجارية أجنبية في أوكرانيا والصين مرتبطة بوالده جو بايدن عندما كان نائبًا للرئيس".
واللافت أن الصورة المرافقة للنص كانت لهانتر بايدن نصف عارٍ داخل حوض استحمام وهو يدخن سيجارة، ما أثار عاصفة من الانتقادات حول "تحوّل الموقع الرسمي للبيت الأبيض إلى أداة هجومية سياسية".
ونفى هانتر بايدن أن تكون المادة خاصة به، فيما أكدت الخدمة السرية لاحقًا أن التحقيق في الحادثة "لم يتوصل إلى نتيجة قاطعة" بسبب غياب الأدلة الجنائية الكافية من بصمات أو حمض نووي.
الهجوم على إدارة بايدن وهاريس
لم يتوقف التعديل عند هذا الحد؛ إذ شمل أيضًا بايدن ونائبته كامالا هاريس بسبب استضافتهما لمجموعة من المتحولين جنسيًا في البيت الأبيض عام 2023.
وأيضا اعتبار "يوم الرؤية العابرة للجنس" في عام 2024 متزامنًا مع عيد الفصح، وهي إشارة فسّرها مراقبون بأنها محاولة لإثارة الغضب الثقافي والديني في أوساط المحافظين.
وتأتي هذه التعديلات في الوقت نفسه الذي تمضي فيه إدارة ترامب قدمًا في مشروع إنشاء قاعة رقص جديدة بمساحة 90 ألف قدم مربعة ضمن الجناح الشرقي، بتكلفة تصل إلى 300 مليون دولار.
وقال ترامب خلال فعالية في البيت الأبيض: "لقد جمعنا نحو 350 مليون دولار من التبرعات الخاصة، وسنغطي بها التكلفة بالكامل".
لكن المشروع أثار انتقادات واسعة داخل الكونغرس؛ إذ اعتبرت السيناتورة الجمهورية ليزا موركوفسكي أن "الخطوة تبدو سيئة من حيث الشكل".
فيما أظهر استطلاع أجرته مؤسسة يوغوف أن 53 في المئة من الأمريكيين يعارضون هدم جزء من البيت الأبيض لصالح المشروع الجديد.
البيت الأبيض: ساحة مواجهة؟
يرى مراقبون أن الخط الزمني الجديد يعكس تحوّل الموقع الرسمي للبيت الأبيض - الذي كان تقليديًا منصة لتوثيق الأحداث التاريخية الرئاسية - إلى ساحة مواجهة سياسية مكشوفة بين الجمهوريين والديمقراطيين.
وبينما تستمر الحكومة الفيدرالية في يومها الثالث والعشرين من الإغلاق الجزئي بسبب الخلافات الحزبية، يعتقد محللون أن هذه الخطوة تُمثّل جزءًا من استراتيجية أوسع لترامب لتكريس روايته الخاصة حول التاريخ السياسي الأمريكي، وتأكيد سيطرته الرمزية على "واجهة البيت الأبيض"، حتى في تفاصيل الماضي.