ترامب وزيلينسكي وقادة أوروبيون.. مكالمة «قصيرة» تمهد لـ«قمة سلام»

مكالمة قصيرة لم تتجاوز 15 دقيقة، أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، سبقت مكالمة هاتفية استمرت ساعتين مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تلتها «ثالثة» حاسمة انضم إليها قادة أوروبيون أطلقت شرارة لإنهاء الحرب بأوكرانيا.
تلك المكالمة التي ضمت إلى جانب زيلينسكي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والفنلندي ألكسندر ستوب، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، شملت تعهدا أمريكيا بـ«التنسيق بشكل وثيق» مع الحلفاء الأوروبيين بشأن أوكرانيا لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الرابع وسط تآكل الدعم الغربي وتصاعد الخسائر البشرية.
وأكد مصدر دبلوماسي أمريكي، أن المكالمة بين ترامب وزيلينسكي كانت قصيرة نسبيًا، "لكنها اتسمت بالوضوح"، مضيفًا أن ترامب حرص على إبلاغ زيلينسكي بنتائج حواره مع بوتين، دون فرض شروط مسبقة على كييف.
وقالت الحكومة الألمانية إن الولايات المتحدة أبلغت الشركاء الأوروبيين بنيتها "التنسيق الوثيق" معهم في المرحلة المقبلة من المحادثات المرتقبة.
وجاء في محضر مكالمة نقلته الحكومة الألمانية أن القادة "تباحثوا في الخطوات التالية" وأكدوا على "عزمهم مواكبة أوكرانيا عن كثب في مسار وقف إطلاق النار"، ما يعكس تنسيقًا أوليًا على مستوى عالٍ بين واشنطن والعواصم الأوروبية.
في المقابل، لم تخفِ بعض الأوساط الدبلوماسية في بروكسل قلقها من أن تتحول المبادرة الأمريكية إلى تفاوض ثنائي بين واشنطن وموسكو يتجاوز الأوروبيين، وهو سيناريو لطالما خشيت منه كييف.
التنسيق قبل أي قرار
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الإثنين، أنه طلب خلال المكالمة من الرئيس الأمريكي عدم اتّخاذ "أيّ قرار" بشأن أوكرانيا من دون موافقة كييف.
وقال زيلينكسي خلال مؤتمر صحفي: "طلبت منه عدم اتّخاذ أيّ قرار بشأن أوكرانيا من دوننا، قبل مكالمته مع بوتين. فهذا مبدأ مهمّ جدّا بالنسبة لنا".
وأضاف زيلينسكي أن كييف وشركاءها يدرسون عقد اجتماع يضم قادة أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا في إطار الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.
مفاوضات فورية
وبحسب ما أعلنه ترامب عبر منصة "تروث سوشيال"، فإن "روسيا وأوكرانيا ستبدآن فورًا مفاوضات مباشرة لوقف إطلاق النار"، وهو ما أكدته لاحقًا تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قال إن بلاده مستعدة للتفاوض على مذكرة تفاهم بشأن اتفاق سلام محتمل، لكنها لا تزال تضع "شروطًا مسبقة".
وأضاف بوتين من منتجع سوتشي: "اتفقنا مع رئيس الولايات المتحدة على أن روسيا مستعدة للعمل مع الجانب الأوكراني... هناك طريق نحو السلام، لكنه يتطلب القضاء على الأسباب الجذرية للصراع".
ومع أن الكرملين نفى أن يكون قد تم الاتفاق على جدول زمني محدد لوقف إطلاق النار، إلا أن نبرة التصريحات من الجانبين الروسي والأمريكي تشير إلى إرادة سياسية غير مسبوقة منذ توقف المفاوضات في ربيع 2022.
مقترحات لمكان القمة
وكشف ترامب أن الفاتيكان "أبدى اهتمامًا كبيرًا" باستضافة المفاوضات، مشيرًا إلى أن البابا ليو الرابع عشر "يلعب دورًا محوريًا في الدفع نحو السلام".
من جهته، اقترح زيلينسكي تركيا أو سويسرا كمواقع بديلة لعقد القمة الرباعية المحتملة.
وذكر مسؤولون في الخارجية التركية أن أنقرة "مستعدة لتوفير كل التسهيلات اللازمة إذا طلبت الأطراف ذلك"، في حين لم يصدر بعد تعليق رسمي من سويسرا أو الفاتيكان.
وكان مسؤولون في إدارة ترامب أكدوا أن الرئيس الأمريكي "لن يغامر بتقديم التزامات مفتوحة"، فيما أكد نائبه جيه دي فانس أن "الكرة في ملعب الروس"، مضيفًا أن "واشنطن مستعدة للمساعدة، لكن لن تستمر في رعاية مفاوضات عبثية إلى الأبد".
صفقة تبادل
وفي سياق متصل، أعلن زيلينسكي أن المفاوضين الكبيرين الأوكراني والروسي تحادثا، الإثنين، هاتفيا للبحث في صفقة لتبادل الأسرى بين الجانبين، بعد ثلاثة أيام من الإعلان عن العملية عقب محادثات ثنائية في تركيا.
وبحث وزير الدفاع الأوكراني رستم "عمروف مع الجانب الروسي، مع رئيس وفدهم" فلاديمير ميدينسكي، حسبما أعلن زيلينسكي في مؤتمر صحفي، قائلا إنه يأمل في "التوصل إلى نتيجة في الأيام أو الأسابيع المقبلة".
وأعلنت موسكو وكييف الجمعة أنهما اتفقتا على صفقة لتبادل الأسرى "ألف في مقابل ألف".
aXA6IDE4LjIyNi4xODEuODkg جزيرة ام اند امز