3 مرشحين محتملين لخلافة زيلينسكي.. عند الضرورة

لم يُسدل الستار بعد عن المشهد الصادم في البيت الأبيض حينما احتدم النقاش بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ومنذ الجمعة، وبعد ما اعتُبر طردًا للرئيس الأوكراني، بدأت الأصوات في واشنطن تنادي ببديل لزيلينسكي يمكنه التوقيع على اتفاق سلام مع روسيا.
وكانت التوترات بين ترامب وزيلينسكي قد وصلت إلى نقطة الغليان الأسبوع الماضي بعد تصريحات الرئيس الأمريكي المهينة حول الرئيس الأوكراني، ووصفه بالديكتاتور بسبب عدم إجراء انتخابات أثناء الحرب.
واعتبرت تصريحات ترامب أول إشارة لرغبة واشنطن في التخلص من زيلينسكي أو الضغط عليه لتقديم بعض التنازلات خلال محادثات السلام.
ومع ذلك، اختلفت لهجة ترامب بعد اجتماعات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، قبل أن تنقلب الأمور في اجتماع الرئيس الأمريكي ونائبه جي دي فانس مع زيلينسكي، وفقًا لما ذكرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
ولاحقًا، قال ترامب إنه سيكون من الصعب المضي قدمًا في الديناميكية الحالية، واقترح السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام أنه إذا لم يتمكن زيلينسكي من إصلاح الأمور مع ترامب، فستحتاج أوكرانيا إلى "تعيين شخص جديد".
وفي مقابلة مع قناة "إن بي سي نيوز"، قال رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، إن "شيئًا ما يجب أن يتغير" من أجل السلام.
وأضاف: "إما أن يعود زيلينسكي إلى رشده ويعود إلى الطاولة في امتنان، أو أن يقود شخص آخر البلاد للقيام بذلك".
من جانبه، قال مستشار الأمن القومي مايك والتز لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، إن أوكرانيا بحاجة إلى "زعيم يمكنه التعامل معنا، والتعامل مع الروس في النهاية، وإنهاء هذه الحرب".
وأضاف: "إذا اتضح أن الدوافع الشخصية أو السياسية لزيلينسكي تختلف عن إنهاء القتال، فأعتقد أننا نواجه مشكلة حقيقية".
والشهر الماضي، أشار زيلينسكي إلى استعداده للتنحي عن منصبه إذا كان ذلك سيضمن اتفاق سلام أو يضمن انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، لكن نبرته تغيرت أيضًا بعد الصدام مع ترامب.
ولا يزال زيلينسكي يحظى بدعم قوي داخل أوكرانيا، ففي 25 فبراير/شباط، وافق البرلمان على قرار بعنوان "بيان البرلمان الأوكراني بشأن دعم الديمقراطية في أوكرانيا في ظل العدوان الروسي"، يؤكد على رئاسة زيلينسكي، وينص على أنه لا يمكن إجراء انتخابات خلال فترات الأحكام العرفية. ومع ذلك، كانت هناك بالفعل بعض المناقشات حول البديل المحتمل لزيلينسكي.
الجنرال فاليري زالوجني
من بين أبرز الأسماء التي تتصدر قائمة المرشحين المحتملين لقيادة أوكرانيا هو سفيرها الحالي لدى المملكة المتحدة، فاليري زالوجني.
وقبل توليه منصبه الدبلوماسي، شغل زالوجني منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية من عام 2021 إلى 2024، مما يعني أنه أشرف على الجزء الأكبر من العمليات العسكرية خلال الحرب.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أشادت صحيفة "دزيركالو تيجنياين" الأوكرانية بزالوجني، باعتباره "الزعيم في عدة أشكال محتملة" ليحل محل زيلينسكي، حتى أنه تفوق على الرئيس الأوكراني في استطلاعات الرأي، حيث حصل على 27% مقابل 16% لزيلينسكي.
وكان زيلينسكي قد أقال زالوجني من منصبه العسكري في عام 2024، واعتبر البعض هذا القرار تتويجًا للتوترات الطويلة الأمد بسبب اختلاف الرأي حول استراتيجية الحرب والتعبئة.
ووفقًا لمجلة "الإيكونوميست"، فإن استطلاعات الرأي الداخلية تشير إلى أن زيلينسكي هو السياسي الأكثر شعبية في أوكرانيا، لكنه سيخسر الانتخابات المستقبلية أمام زالوجني بنسبة 30% إلى 65%.
عمدة كييف فيتالي كليتشكو
من بين المرشحين البارزين الآخرين، هناك عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، الذي تحدى زيلينسكي أيضًا في مناسبات قليلة طوال الحرب.
وكان كليتشكو، الملاكم المحترف السابق، قد تولى منصبه عام 2014 بعد فترتين نائبًا لمجلس مدينة كييف. وفي 2023، تصدّر عناوين الأخبار عندما اتهم زيلينسكي بالكذب حول حالة الحرب، التي قال إنها ليست في "طريق مسدود"، مثلما وصفتها الصحافة.
وفي المقابل، أشاد كليتشكو بزالوجني لأنه قال "الحقيقة".
رئيس البرلمان رسلان ستيفانشوك
كما جاء اسم رئيس البرلمان الأوكراني، رسلان ستيفانشوك، الذي كان حليفًا رئيسيًا لزيلينسكي طوال الصراع، ضمن الأوفر حظًا لخلافته.
ورغم التحالف العميق بين الرجلين، رُوّج لستيفانشوك في وقت مبكر من الحرب باعتباره السياسي الأفضل وضعًا ليحل محل زيلينسكي إذا جرى اغتياله.
وانتُخب ستيفانشوك رئيسًا للبرلمان في عام 2021، ولديه خلفية كباحث قانوني وعضو في الأكاديمية الوطنية للعلوم القانونية في أوكرانيا.
ومؤخرًا، عارض ستيفانشوك بشدة اقتراح ترامب بأن تعقد أوكرانيا انتخابات في زمن الحرب، قائلاً إن بلاده تحتاج إلى "الرصاص، وليس أوراق الاقتراع".
كما ألقى كلمة أمام البرلمان الأوروبي الشهر الماضي، دعا فيها الاتحاد الأوروبي ليس فقط إلى الاستمرار في دعم أوكرانيا، وإنما أيضًا إلى زيادة الدعم، خاصة فيما يتعلق بالأنظمة الدفاعية والطائرات المقاتلة، محذرًا من أن "الخطر أقرب بكثير مما تعتقدون".
aXA6IDE4LjIyMi4xMDYuMTc1IA==
جزيرة ام اند امز