ترامب و9 نوفمبر.. هل تجدد انتخابات الكونغرس آمال 2024؟
في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، استيقظت أمريكا على واقع بإحداثيات لافتة، اقتطع لدونالد ترامب تذكرة عبور نحو البيت الأبيض.
وبعدها بسبع سنوات، وفي التاريخ نفسه تقريبا، توجه الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس؛ فيما سيحدد مصير العامين المتبقين من رئاسة جو بايدن.
ومع انتظار النتائج النهائية للانتخابات النصفية، التي تتزامن مع ذكرى فوز الرئيس السابق دونالد ترامب بالرئاسة في انتخابات عام 2016، تدور تساؤلات حول ما إذا كان التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني يحمل الأمل لعودة ترامب.
ترامب رئيسا
قبل سنوات، انتخب ترامب، نجم تلفزيون الواقع وقطب مانهاتن، الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة بعد واحدة من الحملات غير المتوقعة تماما في تاريخ الأمة، بحسب شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية.
وتمكن ترامب من هزيمة وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون بقلب الطاولة في الولايات الحاسمة بشتى أنحاء البلاد – من فلوريدا ونورث كارولينا إلى أوهايو وبنسلفانيا.
وأعلن ترامب حينها النصر أمام حشد ضخم من أنصاره المتحمسين، متعهدا بالمساعدة في توحيد البلاد بعد معركته الصاخبة أمام المرشحة الديمقراطية.
وآنذاك، هنأه سلفه باراك أوباما الذي ناضل بقوة خلال الحملات الانتخابية من أجل كلينتون، ودعاه إلى اجتماع بالبيت الأبيض.
وطبقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، تحدى ترامب جميع التوقعات منذ بداية حملته الرئاسية، حيث ظن عدد قليل من الناس أنه سيترشح بالفعل، ثم ترشح.
ولاحقا، ظنوا أنه لن يتقدم في استطلاعات الرأي، ثم فعل. وقالوا إنه لن يفوز في الانتخابات التمهيدية، ثم فاز. وقالوا إنه لن يفوز بترشيح الحزب الجمهوري، ثم فاز به.
وبعدها، قالوا إنه لا طريقة يمكنه من خلالها المنافسة على انتخابات عامة، ناهيك بالفوز بها، ثم أصبح الرئيس ترامب.
كيف فعلها؟
صوّر ترامب نفسه خلال حملته الانتخابية لعام 2016 على أنه مطور عقاري ناجح وفر عشرات آلاف الوظائف، وقال خلال إحدى المناظرات: "لقد خلقت عشرات آلاف الوظائف وشركة عظيمة".
وفي خطاب منفصل، أعلن ترامب أن رئاسته ستخلق "نموا بالوظائف كما لم تروه من قبل. أنا جيد للغاية للوظائف".
وشهدت انتخابات 2016 إقبالا كبيرا من الناخبين البيض من الطبقة العاملة، واعتبرت بعض التقارير الأمريكية أن هذه هي القصة المهمة في انتخابات ذلك العام.
انحاز الناخبون البيض من الطبقة العاملة -رجالا ونساء على حد سواء- من الحزب الديمقراطي إلى ترامب بسبب وعده بإعادة التفاوض على الاتفاقات التجارية مع دول بينها الصين، والرسوم الجمركية الصارمة على البضائع المستوردة من تلك الدول.
واعتبر موقف ترامب بشأن التجارة طريقة لثني الشركات عن شحن الوظائف إلى الخارج، بالرغم من أن عدة خبراء اقتصاديين أشاروا إلى أن فرض الضرائب على الواردات سيؤدي إلى رفع التكلفة على المستهلكين الأمريكيين أولًا.
وقد لاقت رسالته صدى لدى الناخبين من الطبقة العاملة، لا سيما من يعيشون في بلدات الصلب والصناعية السابقة.
أيضًا كانت هناك قضية الهجرة، حيث وعد ترامب بإغلاق الحدود لمنع وصول الإرهابيين إلى البلاد. وعلاوة على ذلك، جاءت الفضيحة بشأن استخدام كلينتون لخادم بريد إلكتروني شخصي كوزيرة للخارجية والتي لحقت بها خلال الفترات الأولى لحملتها.
لكن يبدو أن تأثير ذلك تراجع خلال الأيام الأخيرة للانتخابات؛ حيث أظهرت معظم الاستطلاعات المحلية في أكتوبر/تشرين الأول والأيام الأولى من نوفمبر/تشرين الثاني من ذاك العام، تفوق كلينتون على ترامب في فرز التصويت الشعبي.
وتحدثت تقارير أيضًا عن سبب آخر لفوز ترامب حينها، وهو أن الناخبين عارضوا ولاية ثالثة لأوباما.
وبغض النظر عن مدى شعبيته، من النادر للغاية للرؤساء من نفس الحزب أن يفوزوا بفترات متتالية بالبيت الأبيض؛ ويرجع السبب جزئيا في ذلك إلى إرهاق الناخبين من الرئيس وحزبه بحلول نهاية ثمانية أعوام.
سباق 2024
عندما يقول ترامب إن لديه إعلانا مهما، فهذا مدعاة للتفكر. وكان هناك تكهن بأنه قد يعلن ترشحه للبيت الأبيض مجددا عشية انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، لكنه أحجم عن ذلك، ووعد بإعلان مهم للغاية الأسبوع المقبل.
وخلال تجمع سياسي في أوهايو للمرشح الجمهوري لمجلس الشيوخ، جيه دي فانس، قبل الانتخابات النصفية، قال ترامب إنه سيعلن أمرا هاما للغاية يوم الثلاثاء الموافق 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بمنتجعه مارالاجو في فلوريدا.
وجاء تلميح ترامب لترشحه مجددا لمنصب الرئاسة بعد خطاب هاجم فيه بايدن، قائلا إن الأمة تنحدر تحت قيادته، مضيفا: "لم نعد أمة تحظى بالاحترام أو يتم الاستماع إليها بأي مكان حول العالم. نحن أمة أصبحت مزحة بشتى الطرق".
وفي حين لم يدل السياسي بإعلان في أوهايو، بحسب تقرير بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إلا أنه بدأ يخبر الناس بأنه يخطط لفعل ذلك.
وهذا "نمط متوقع" يتحدث فيه ترامب عما يفكر فيه على أمل أن يصبح علنيا ويجتذب تغطية إخبارية، بحسب الصحيفة.
لكن لم يصدر ترامب إعلانا رسميا وهو ما جعل الجمهوريين وبعض مستشاريه يتنفسون الصعداء. وخشى قادة الحزب من أنه إذا أقدم على خطوته سيحفز ذلك الديمقراطيين ويبعد الناخبين المستقلين.
وإذا تسلطت عليه الأضواء مع إعلانه، فستكون هناك فرصة لإلقاء اللوم عليه إذا تعرض الجمهوريون للهزيمة في بعض الولايات.
وترامب حريص على المضي قدما نحو الإعلان الرسمي، حيث سيحميه ذلك من أي تحقيقات يواجهها، من التعامل مع الوثائق السرية، وشغب الكابيتول، من بين أمور أخرى.
وبحسب مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، فإن السباقات التي لم يتحدد الفائز فيها بعد على السيطرة على الكونغرس بدأت بالفعل لتشكيل الصراع على البيت الأبيض 2024، لكل من الرئيسين السابق دونالد ترامب والحالي جو بايدن.
وينظر إلى أداء المرشحين الجمهوريين الذين أيدهم ترامب لمجلس الشيوخ والنواب والمناطق الولائية والمحلية على أنه أمر حاسم لمصير الرئيس السابق.
وقال روبرت شابيرو، أستاذ السياسة بجامعة كولومبيا لقناة "إن دي تي في" الهندية: "من المهم أن يفوز بعض المرشحين الذين دعمهم، ويحققون فوزا كبيرا".
وإذا حقق معظمهم الفوز، فستبدو سيطرة ترامب على الحزب الجمهوري قاطعة، أما إذا فشلوا في ذلك، فسيواجه تحديا لنيل ترشيح الحزب.
وأضاف شابيرو: "حال خسر مرشحو ترامب وكانت شر هزيمة، سيمنح ذلك المرشحين الجمهوريين الآخرين الفرصة التي كانوا يبحثون عنها، لا سيما (رون) ديسانتيس".
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4yNDQg جزيرة ام اند امز