بنسلفانيا.. بايدن يستنجد بـ"بلاغة" أوباما وترامب يطارد "القبعات الحمر"
في ولاية يتأرجح ناخبوها بين الديمقراطيين والجمهوريين، حط الرئيس الأمريكي الحالي واثنان من أسلافه، ليجمعهم مكان واحد بأهداف متباينة.
فقبل ثلاثة أيام من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي، يسارع الحزبان لتعبئة الناخبين في بنسلفانيا، الولاية المحورية في تحديد بوصلة اقتراع حاسم يحدد أسس الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
وفي تلك الولاية التي تحتضن جبال الأبالاش، يستنجد الرئيس الحالي جو بايدن بالمهارات البلاغية للرئيس الأسبق باراك أوباما، وذلك في تجمع انتخابي ضخم من المتوقع أن يحشد فيه لمرشحي الديمقراطيين.
أما الرئيس السابق دونالد ترامب، فيغازل، بعد ظهر اليوم، الحشود المتجمعة من أصحاب القبعات الحمر في مدينة لاتروب الصغيرة القريبة من بيتسبرغ، ليجذب مع سلفه وخلفه المزيد من الأضواء لولاية تعتبر مفصلية في تحديد نتائج الاقتراع.
الانتخابات النصفية للكونغرس.. هل ينجو بايدن من "البطة العرجاء"؟
وفي وقت من المحتمل أن يعتمد توازن القوى في مجلس الشيوخ على مقعد الولاية، تبدو المنافسة محتدمة بين المليونير محمد أوز الذي يحظى بدعم ترامب، ورئيس البلدية السابق جون فيترمان، بانتظار أن تحسمها أصوات الناخبين الثلاثاء.
على المنصة
عادة ما لا يفضل بايدن اعتلاء المنصات لجمع تبرعات لحزبه، لكن يبدو أن بنسلفانيا الوحيدة التي استطاعت إقناعه بكسر تقليده، ففي هذه الولاية التي توصف بأنها معقل الديمقراطية الأمريكية، تسقط جميع العادات والأعراف الشخصية.
ولن يكون بايدن لوحده، فبعد خطاباته الجماهيرية، سيلتحق به أوباما المعروف بقدراته الخطابية أمام الحشود، في «دعم» يؤكد أهمية الولاية في السباق نحو المجلسين التشريعيين.
"إسناد" يترجم أيضا الرغبة القوية التي تتملك الديمقراطيين للحصول على دعم مهم من بنسلفانيا، وهم الذين أفقدهم ارتفاع معدلات التضخم والأزمة الاقتصادية حظوظهم في الهيمنة على الكونغرس.
العامل نفسه يمنح الجمهوريين فرصا أكبر لحرمان الرئيس الديموقراطي من أغلبيته في الكونغرس الثلاثاء المقبل، وهو ما يرون أن تحقيقه يمر وجوبا عبر الولاية الاستراتيجية سياسيا.
لماذا بنسلفانيا؟
اهتمام كبير يغدقه الحزبان على بنسلفانيا، أولا بسبب الأهمية الاستراتيجية للسباق وثانيا نظرا لتاريخ ناخبيها في التأرجح من حزب إلى آخر في الانتخابات الرئاسية الأربع الماضية.
تأرجح تظهر استطلاعات الرأي أنه يميل هذه المرة لكفة الجمهوريين، حيث ثبت أن تركيز الناخبين على التضخم والجريمة أكثر ديمومة من المخاوف بشأن الإجهاض.
الاستطلاعات نفسها كشفت أن شعبية بايدن تراجعت بشكل ملحوظ في بعض الولايات الرئيسية، وهذا دفع للامتناع عن القيام بحملات انتخابية فيها، وهو ما يرفع في الآن نفسه من قيمة كسب تأييد بنسلفانيا.
لكن من النقاط المضيئة بالنسبة للديمقراطيين في ولاية بنسلفانيا يظل تقدم المدعي العام الديمقراطي جوش شابيرو في مواجهة دوغ ماستريانو، عضو مجلس الشيوخ الجمهوري الذي أفشلت مواقفه اليمينية المتطرفة في خلق التواصل مع الناخبين.